الكتاب يتوارى خلف الستار
سمير خليل
في وقت يلازم الناس بيوتهم محاصرين بالقلق خوفا من الفايروس الخبيث فان الشباب الاكثر تأثرا بالحظر الصحي، هؤلاء الذين كانوا يقضون ساعات عديدة خارج بيوتهم ما بين العمل والدراسة والتنزه والرياضة، اليوم حوصروا بين جدران منازلهم واضطربت مخططات ايامهم.
هؤلاء الشباب بحثوا عن وسيلة لكسر رتابة الوقت وملل البقاء في البيوت، وسرعان ما وجدوا وسائل تخفف عنهم عبء الانتظار، ولعل الصديق القديم الجديد يقف في مقدمة هذه الوسائل واقصد هنا الموبايل او الهاتف الذكي بمسماه التكنولوجي، اذ زاد التعلق به وازدادت ساعات استعماله لانه النافذة التي يطل منها الشباب على العالم، وبرغم الانتظار ومتابعة الاحداث اولا بأول فان هذا الجهاز الصغير يكاد لا يفارق الايدي والجيوب، طبعا بجانب استعمال اجهزة الحاسوب والآيباد.
هذه الاجهزة هي الباب التي يدخل منها الشباب لمواقع التواصل الاجتماعي وعقد صداقات جديدة من خلالها وكذلك الالعاب الالكترونية عن طريق شبكة (اونلاين) وهي شبكة واسعة يمكن ان يشارك بها الملايين في شتى انحاء العالم ، كذلك فان بعض اللعبات الشعبية مثل الدومينو والطاولة اضافة الى العاب الكوتشينة عادت لتأخذ مكانها بين الالعاب الالكترونية.
بعض شبابنا يفضلون لعب الدومينو والطاولة التقليدية اضافة الى العاب اخرى كالمونوبولي داخل البيوت بعد التحضير لجلسات اللعب بتهيئة المشروبات الغازية والمكسرات والفواكه والحلويات، والبعض الآخر بدأ يهتم باعداد الطعام بالنظر لساعات النهار والليل ايضا كون ساعات النوم والاستيقاظ اختل ميزانها خلال هذه الايام.
فئة اخرى بدأت بالرغم من الحظر بالخروج واللقاءات عصرا او بداية المساء خصوصا في المناطق الشعبية.
اما الكتاب فحضوره يبدو محدودا اذ ان هناك نسبة قليلة من هؤلاء الشباب من يلجأ للكتاب في هذه الايام، حاله حال التلفاز الذي لا يلتفت اليه الشباب في معظم البيوت باستثناء من يتابع الاخبار او متابعي قنوات الافلام والمسلسلات الدرامية.
في خضم هذه الجولة لاننسى ان عددا كبيرا من شبابنا، هم من الكسبة والباعة الذين اجبروا على ملازمة البيوت وحرموا من ارزاقهم بانتظار ان تفرج هذه الازمة الخانقة ويعودون لاعمالهم وابواب ارزاقهم وهنا على مؤسسات الدولة ان تلتفت لهؤلاء والكسبة الآخرين وتمد لهم يد العون حتى تنجلي الامور باتجاه الاحسن .