أبرزها الاعتداء الجنسي والختان والإجبار على الزواج والقتل
متابعة الصباح الجديد:
أطلقت حكومة كردستان العراق، حملة تستمر لمدة 16 يوماً لمناهضة العنف ضد المرأة في مدن الإقليم التي تسجل ارتفاعاً في جرائم العنف ضد النساء، وذلك بالتزامن مع اليوم العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة الّذي يوافق 25 نوفمبر/تشرين الثاني من كل عام.
وقال وزير الداخلية في حكومة إقليم كردستان ريبر أحمد، في مؤتمر صحافي بمدينة أربيل، عقب الإعلان عن انطلاق الحملة الاثنين: «ينبغي القضاء على أحد أكبر الانتهاكات التي تواجهها حقوق الإنسان، وهو العنف ضد المرأة، ونحن في حكومة إقليم كردستان نعلن انطلاق حملة تستغرق 16 يوماً لمواجهة هذا العنف وستستمر في كل سنة، وتسخرجميع جهودها لمناهضة العنف الذي يمارس بحق النساء خاصة، والعمل على تنمية ثقافة احترام حقوق الإنسان والعدالة والمساواة والقضاء على العنف الأسري».
وطالب الوزير منظمات المجتمع المدني ورجال الدين والمثقفين ووسائل الإعلام بالتعاون على نشر ثقافة التسامح والاحترام المتبادل، والقضاء على العنف ضد المرأة، وعدم التغاضي عن قتل النساء والتعامل معه كجريمة جنائية، ورفع سن الزواج واستصدار قانون لمناهضة العنف وقوانين أخرى على شاكلته.
وأقرّ ريبر باستمرار العنف، إذ ما تزال النساء يواجهن العنف على شاكلة الاعتداء الجنسي والختان والإجبار على الزواج والقتل، موضحاً أنّ « هذا العنف، فضلا عن أنه يقلل من كرامة ومكانة المرأة واحترامها، فإنه ينعكس سلباً على أفراد المجتمع، خاصة الأسرة، لذا تتعين مواجهته ووضع حد له والقضاء عليه».
إلى ذلك، أصدرت المديرية العامة لمناهضة العنف الأسري والعنف ضد المرأة، في وزارة الداخلية بحكومة إقليم كردستان، أمس الاثنين، تقريراً فصلت فيه حالات العنف ضد المرأة في إقليم كردستان، خلال الأشهر التسعة الماضية، لافتة إلى تسجيل 375 حالة عنف ضد المرأة، منها 30 حالة قتل، و46 حالة انتحار.
وأشار التقرير إلى تسجيل أكثر من 8 آلاف و509 دعاوى قضائية تتعلق بحوادث عنف ضد المرأة، وتسجيل 30 حالة قتل و46 حالة انتحار، و125 حالة حرق، و81 حالة إحراق النفس، و93 حالة اعتداء جنسي، وقد تشمل الحالة الأخيرة التحرش أيضاً.
وفي السياق ذاته ، قالت رئيسة «منظمة تولاي» المعنية بشؤون المرأة في مدينة أربيل، هيمان رمزي محمود، لـ»العربي الجديد»، إنّ الحملة تبنتها حكومة إقليم كردستان منذ عدة سنوات، وتتكون من عدة نشاطات وتستمر لمدة 16 يوما».
وأضافت: «الحملة يجب أن تكون مترافقة مع تشريع وسن عدة قوانين للنهوض بواقع المرأة في الإقليم، ونحن الآن نحتاج إلى خطة تختلف عن السنوات الماضية، وعلى الحكومتين، الاتحادية في بغداد وحكومة الإقليم، اتخاذ خطوة جدية من أجل النساء الأيزيديات والتركمانيات وما وقع عليهن من جرائم على يد تنظيم «داعش» «.
وتابعت «نحتاج إلى دعم المرأة اقتصادياً من جميع الوزارات بهدف تمكينها ووقف الحيف الذي تتعرض له».
والحملة تعد جزءاً من حملة عالمية أطلقتها منظمة الأمم المتحدة عام 1991، بهدف مناهضة جميع أشكال العنف الموجه ضد النساء والفتيات حول العالم، مع تخصيص البرتقالي لوناً لحملتها، إذ يرمز إلى مستقبل أكثر إشراقاً وعالم خالٍ من العنف ضد النساء.
وتتضمن الحملة في الإقليم ندوات وملصقات وإقامة مؤتمرات ومحاضرات توعية، فيما يتوقع أن تشارك دور العبادة والجامعات والمدارس في الحملة أيضا.
وقالت الناشطة أمينة محمد في السليمانية، إن «الحملة تعد تذكيراً للجميع بوجود حيف وظلم وغبن يقع على المرأة».
وتابعت «حتى الآن هناك من يعد أنه من العيب أن ترث المرأة، أو أن تكمل دراستها، وحلال ضربها وفرض الوصاية عليها، عدا عن استمرار عمليات القتل بدواعي الشرف أو الشك والطلاق والحرمان من الحقوق وسلب حق الأمومة وغيرها».
في حين أعلنت المديرية العامة للحد من العنف ضد المرأة مقتل وانتحار (55) امرأة في كردستان العراق بالنصف الأول من العام 2019.
وذكرت المديرية في إحصائية لها ، أن «(22) امرأة قتلن وانتحرت (32) أخريات خلال النصف الأول من العام الحالي في كردستان العراق، ما يشير إلى ارتفاع مستوى العنف ضد المرأة مقارنة بالنصف الأول من العام الماضي.
وبحسب المديرية، فأن الاحصائيات التي كانت تنشر في السنوات الماضية، تشير إلى أن أربيل تحتل الصدارة من حيث عدد اللواتي يقتلن من النساء، لكن الإحصائية الجديدة تشير إلى تراجع في هذا العدد خلال النصف الأول من العام الحالي، حيث بلغ (5) فقط، بينما كان العدد في الفترة نفسها من العام الماضي (8).
وأضافت أنه في الأشهر الستة الأولى من هذا العام، قتلت (7) نساء في دهوك، و(7) في السليمانية، و(3) في رابرين، بينما لم تقتل أي امرأة في كرميان وسوران، كما بلغ مجموع حالات قتل النساء في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي (22) حالة، وهو أقل مما سجل في نفس الفترة من العام الماضي، (25) حالة.
وتابعت أنه خلال الأشهر الستة الأولى من السنة الحالية، انتحرت 32 امرأة، وكان أكبر عدد للمنتحرات في دهوك، وكالآتي: انتحار 13 امرأة في دهوك، 7 في أربيل، 11 في السليمانية، واحدة في سوران، فيما تراجع عدد حالات انتحار النساء في النصف الأول من هذا العام، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي حيث كان عدد المنتحرات 41.
واشارت إحصائية المديرية العامة للحد من العنف ضد المرأة، إلى تعرض 99 امرأة لحروق وقيام 58 امرأة بحرق أنفسهن، في النصف الأول من هذا العام، وكان أكبر عدد للنساء اللواتي تعرضن لحروق في السليمانية، وبعد مقارنة الأعداد المسجلة في الأشهر الستة الأولى من العام الحالي مع الأعداد المسجلة في الفترة نفسها من العام 2018، تبين أن عدد حالات إصابة النساء بحروق قد ارتفع، بينما تراجع عدد حالات إقدام النساء على حرق أنفسهن، ففي النصف الأول من العام الماضي تعرضت 78 امرأة لحروق وقامت 64 امرأة بحرق أنفسهن.
ولفتت الإحصائيات إلى ارتفاع سنوي في أعداد الشكاوى التي ترفعها النساء، فقد تم خلال النصف الأول من العام الحالي تسجيل 4970 شكوى، وكان أكبر عدد من الشكاوى في أربيل، حيث كان عدد الشكاوى كالآتي: 1754 في أربيل، 1216 في دهوك، 1243 في السليمانية، 382 في كرميان، 249 في رابرين، و126 في سوران.
وتظهر إحصائيات المديرية العامة للحد من العنف ضد المرأة، أن 47 امرأة تعرضن للاعتداء في النصف الأول من العام الحالي، وحصل أكبر عدد منها في السليمانية، وكان توزيع حالات الاعتداء كالآتي: 11 في أربيل، 12 في دهوك، 16 في السليمانية، 3 في كرميان، و5 في رابرين.
وحسب الإحصائية فقد تراجع عدد حالات الاعتداء على النساء في النصف الأول من هذه السنة مقارنة بالفترة نفسها من السنة الماضية حيث كان هناك 58 حالة اعتداء.
وختمت المديرية الاحصائية بالقول، أنه تم في الأشهر الستة الأولى من هذا العام تسجيل 5228 حالة عنف ضد المرأة في مكاتب المديرية العامة للحد من العنف ضد المرأة، وكالتالي: 22 حالة قتل، 33 حالة انتحار، 99 حالة إصابة بحروق، 58 حالة حرق للذات، 4970 شكوى، و47 حالة اعتداء، فيما تم في الأشهر الستة الأولى من العام 2018 تسجيل 4478 حالة عنف ضد المرأة في مكاتب المديرية العامة للحد من العنف ضد المرأة، وكالآتي: 25 حالة قتل، 41 حالة انتحار، 78 حالة إصابة بحروق، 64 حالة حرق للذات، 4213 شكوى، و57 حالة اعتداء.
ونوهت الى أنه من خلال مقارنة إحصائيات الأشهر الستة الأولى للعام الحالي مع تلك التي للأشهر الستة الأولى يظهر تراجع في عدد حالات قتل النساء وانتحارهن والاعتداء عليهن وإحراق أنفسهن، بينما ارتفع عدد حالات إصابة النساء بحروق ورفع شكاوى من جانبهن.