القسم الثاني
في القرن العشرين تلك الفترة التي تعد العصر الذهبي للمجالس الثقافية البغدادية بما فيها مجالس اليهود العراقيين الثقافية من اهل بغداد حيث كانت هنالك مجالس كثيرة ومنها مجلس الاستاذ داوود سمرة الذي اتخذ من داره مجلسًا علميا ثقافيا قانونيا يتردد عليه افاضل رجال العلم حيث كان الاستاذ سمرة مرجعاً للقانون والقضاء والعدالة ليس في العراق فحسب وانما في البلاد العربية ,حيث درس القانون في مدرسة الحقوق في بغداد قبل ان تتحول الى كلية القانون واشغل وظائف قضائية كثيرة كقاض وادعاء عام في شتى المحاكم حتى وصل الى منصب نائب رئيس محكمة التمييز الذي اشغله لمدة تقارب الثلاثين سنة وهو بالرغم من هجرة الكثيرين من اليهود البغداديين لم يترك العراق ويهاجر الى الخارج وحتى وفاته في بغداد له مؤلفات عديدة منها شرح قانون المرافعات وشرح قانون الصلح وشرح قانون الاجراء أي التنفيذ ومؤلفات كثيرة اخرى .
اما مجلس الاستاذ يوسف الكبير فهو في داره يتردد عليه المثقفون والادباء ورجال القانون وعائلته من العائلات اليهودية واسرة عريقة قديمة اتخذت بغداد وطنا لها منذ القدم حيث نشأ الاستاذ يوسف تحت رعاية هذه العائلة وافنى اوقاته وزهرة حياته في الدراسات القانونية والقضائية والعدلية وانتج الكثير من المؤلفات والكتب كونه يمتهن مهنة المحاماة وكان مكتبه مرجعاً للدوائر والشركات في الاحكام القانونية .
اما الاستاذ نعيم زلخة فهو من فضلاء الديانة اليهودية في بغداد وكان يشغل وظيفة قاض وعضو في مجلس النواب في العهد الملكي واستاذ في دراسة حقوق بغداد وتراس محكمة البصرة واشغل وظائف في العهد العثماني ,منها رئاسة محكمة بيروت وكان مجلسه الثقافي يتراجع عليه الكثير من اهل العلم والثقافة حتى وفاته سنة 1929 .
ومن المجالس الثقافية اليهودية البغدادية مجلس الاستاذ ابراهيم حاييم الذي كان يعقد في داره ويتردد عليه الكثيرون كون الاستاذ ابراهيم من العائلة اليهودية البغدادية المشهورة عائلة معلم نسيم ونبغ منها هذا الاستاذ الذي كان مقرر اللجنة المالية في البرلمان الملكي .
وتعد عائلة بطاط من العائلات اليهودية البغدادية القديمة والمشهورة بالتجارة حيث نبغ من هذه العائلة الاستاذ روبين بطاط صاحب السيرة المحمودة الذي تقلد وظائف عديدة في بغداد والبصرة وكان عضوًا في البرلمان الملكي وكنا وما نزال نرجع الى ما كتبه من مواضيع دستورية ونشرها في مجلة القضاء التي كانت تصدرها نقابة المحامين في العهد الملكي وله كتاب جليل في شرح الدستور واتخذ من مجلسه الثقافي في داره محلًا لمناقشة ودراسة المواضيع الثقافية القانونية بنحو عام .
اما عائلة قحطان فهي عائلة يهودية مشهورة في بغداد ومن ابناء هذه العائلة الاستاذ صالح قحطان الذي امتهن المحاماة والعمل بالتجارة وله مجلس ثقافي بغدادي في داره .
وكان هنالك الكثير من اليهود البغداديين الذين انشؤوا مجالس ثقافية وحسبنا ان نذكر الاستاذ مير بصري المؤرخ والتراثي الذي كتب عن العهد الملكي ورجال هذا العهد ما لم يكتبه كاتب اخر .
طارق حرب
مجالس يهود بغداد الثقافية أوائل القرن العشرين
التعليقات مغلقة