«ديك» شاكرحسن آل سعيد في قبضة الشرطة الإيطالية

ضمن 200 عمل فني أرسلت تفاصيله إلى الأنتربول بعد أحداث 2003
بغداد – وداد ابراهيم :

أعلنت الشرطة الايطالية وبالتحديد «انتربول- روما الامانة العامة وحدة الاعمال الفنية «, انها عثرت على احدى اللوحات المسروقة من متحف الاعمال الفنية بالعراق، وفي اثناء عملية البحث والتحقيق الملفات التي كانت قد عرضت على صفحات الانتربول من قبل الجهات العراقية بعد احداث عام 2003, وجدت انها مطابقة لمواصفات مسروقات المتحف الوطني.
واوردت الشرطة الايطالية في كتابها المرسل الى مديرية الشرطة العربية والدولية ويحمل عنوان» اعمال فنية مسروقة في العراق» أن العمل الفني الذي عثر عليه يعود للفنان شاكر حسن ال سعيد وهو عبارة عن لوحة زيتية وبقياس 35× 47.
واوردت مذكرة الانتربول تحديد الفترة الزمنية التي سرقت خلالها هذا اللوحة مابين 1 الى 31/3/2003 ,وقد نقلتها ايدي السراق بين الدول لتصل في يوم7/10/2015 ,الى احد المزادات البريطانية والذي اقيم في دبي وبيعت بقيمة تصل الى 103,000 ,دولار ودعت الجهات العراقية للتعاون معها في ارسال تفاصيل استعادة هذه اللوحة.
يعد الفنان شاكر حسن ال سعيد احد اهم رموز الفن التشكيلي العراقي والعالمي كونه فناناً وكاتباً ومنظراً,ولد شاكر في مدينة السماوة عام 1925 ودرس العلوم الاجتماعية في دار المعلمين، وقد اسهم في تأسيس جماعة بغداد للفن الحديث مع الفنان جواد سليم عام 1951.واسس تجمع البعد الواحد عام 1971.
من جانب آخر قال مدير المتحف الوطني للفن الحديث الفنان علي الدليمي:
ان هذه اللوحة التي تحمل اسم الديك للفنان الكبير شاكر حسن ال سعيد وتعد من الاعمال التي رسمت في الاربعينات ,وضمن 200 عمل فني ارسلت تفاصيله الى الانتربول بعد احداث 2003 ,واعتمدنا على ما نمتلك من معلومات في الذاكرة بعد ان سرق المتحف مع كل الوثائق، وهذا هو العمل الاول الذي وردنا عنه قبل فترة تفاصيل من الانتربول وتمت الاجابة حينها بأن هذا العمل هو ضمن الاعمال المسروقة فوضعت الشرطة الايطالية يدها على العمل لتعود الان وترسل كتابها بتفاصيل وصورة للعمل وتطلب استعادته للمتحف العراقي.
اما عن كيفية تم عرض الاعمال المسروقة على صفحة الانتربول فقال الدليمي: كنا قد تلقينا دورة في عمان تخص المتاحف الفنية وما تتعرض له من سرقات وعن كيفية عرض الاعمال الفنية المسروقة وإدخال تفاصيلها على صفحات الشرطة الدولية (الانتربول) ,وهذا ما اوقع سراق الديك بيد الشرطة الايطالية. علماً ان الانتربول يوزع المعلومات على مكاتب الامن في كل دول العالم، وهذا ما دعا الامن في مطار كندا لمخاطبتنا بشأن لوحتين كانت قد تم حجزها في المطار الكندي تعود للفنان ماهود احمد, الا ان تفاصيل استعادة الاعمال المسروقة فيها معوقات لان العمل الفني يجب ان يعرض على خبير ليعرف هل هو النسخة الاصلية ام مقلدة، وهذا يستلزم ايفاد ممثل من المتحف الى حيث يوجد العمل لتتم عملية استلام العمل.
والمعروف ان الايفاد يكلف الدائرة ويدخل في قضية الميزانية والتخصيص المالي.
ونحن نقول: ان الملحقات الثقافية العراقية في الخارج يجب ان يكون لها دور في استعادة الاعمال من اجل ان يستطيع المتحف الوطني استعادة مسروقاته من خلال التخاطب عبر مواقع التواصل والانترنيت.
ومن الملاحظ ان المتحف الوطني للفن الحديث والذي كان يحتل بناية من 6 طوابق(بناية وزارة الثقافة حالياً) قد تعرض لاكبر عملية سرقة وتخريب خلال احداث عام 2003 ,اذ فقدت منه ما يصل الى 8000 عمل فني بين نحت ورسم وخزف وكرافك، اعمال لكبار الفنانين ورواد الحركة التشكيلية في العراق منهم حافظ الدروبي وفائق حسن وجواد سليم وعطا صبري وكاظم حيدر وعلي طالب وغيرهم، وتم استعادة الكثير منها خلال الاعوام الاخيرة بعد ان اعلنت دائرة الفنون التشكيلية انها تهيب بالمواطنين لاستعادة الاعمال التي سرقت من المتحف كونها ثروة وطنية وارث حضاري وتاريخ فني يجب الحفاظ عليه .واعلنت ان استعادة العمل الفني لايخضع للمسائلة القانونية، بل قام بعض المهتمين بالفن العراقي لشرائها من اماكن البيع في الميدان والساحات التي تبيع المسروقات واعادتها لدائرة الفنون التشكيلية واخرها لوحة فائق حسن ولوحة لحافظ الدروبي.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة