تشير الاتهامات الى أطراف «مندسة» تعمدتها
بغداد – الصباح الجديد:
أعلنت مديرية الدفاع المدني أن 200 حريق شب في مناطق مختلفة من البلاد منذ بدء الاحتجاجات التي انطلقت في الخامس والعشرين من شهر تشرين الثاني الماضي .
وتدور الاتهامات حول تعمد أطراف «مندسة» إحراق المحال والمخازن التجارية في أكبر منطقة اقتصادية بالعراق، قرب ساحات الاحتجاجات وسط العاصمة بغداد، مكبدة التجار العراقيين خسائر بمليارات الدولارات.
ومنذ نحو أسبوعين شهدت المناطق قرب جسري الأحرار والسنك، عمليات كر وفر بين المتظاهرين وقوات الأمن، رافقها اندلاع حرائق ضخمة في هاتين المنطقتين طالت بنايات تجارية وأخرى حكومية.
و كشف المستشار بالغرف التجارية العراقية محمد الموسوي خلال مؤتمر صحفي يوم الثلاثاء الماضي ، أن «حجم الخسائر جراء الحرائق يقدر بمليارات الدولارات، وهو يعادل ميزانيات دول».
وأشار الموسوي إلى أن «البناية الواحدة تبلغ قيمة ما تخزنه مليون دولار، وأن عدد المحال التي تعرضت للحرق تجاوز الـ900 محل ومخزن».
وفي حديث صحفي قال المنسق الإعلامي في الدفاع المدني نهاد صباح إن «أغلب الحرائق اندلعت في شوارع الرشيد والنهر والجمهورية، وكلها محيطة بمنطقة الشورجة، وهي المنطقة الاقتصادية الأكبر في العراق».
وأوضح صباح أن «بعض الحرائق كانت كبيرة جدا، فمثلا الحريق في عمارة شركة التأمين الوطنية، المجاورة لساحة الخلاني قرب جسر السنك وسط بغداد، استمر لمدة 16 ساعة من الليل وحتى ظهر اليوم التالي».
ولفت إلى أن «هذا الحريق شاركت في إخماده أكثر من 50 فرقة إطفاء، إضافة إلى الزوارق النهرية التي كانت مهمتها سحب المياه من نهر دجلة بسبب القطوعات الموجودة في المنطقة».
وأشار صباح إلى أن «العديد من الحرائق من جهة جسر الأحرار اندلعت نتيجة الاشتباكات الجارية في المنطقة جراء الاحتجاجات القائمة، حيث تعرضت بعض البنايات إلى الحرق لأكثر من مرة».
وأكد أن «السبب وراء ذلك هو قرب المباني من خط التماس الفاصل بين المتظاهرين والقوات الأمنية، وأن الاشتباكات التي تجري بين الطرفين تعرّض المباني القريبة منها إلى الحرائق».
وبخصوص ما إذا كانت الحرائق متعمدة، قال صباح إن «هناك بالفعل بعض المشاغبين الذين يحرقون المباني عمدا عن طريق قنابل المولوتوف، ولدينا مقاطع فيديو تثبت ذلك، وإن أغلب الحرائق في شارعي الرشيد والنهر متعمدة».
وفي السياق ذاته، يؤيد «أبو علي»، أحد التجار في شارع الرشيد، أن الحرائق في المخازن القريبة من البنك المركزي وشارع النهر أغلبها متعمدة وحدثت بفعل فاعل.
وأوضح «أبو علي» أن «شارع الرشيد الآن مقطوع نصفه، إذ تم فصل الشارع من تمثال عبد الكريم قاسم إلى جسر الأحرار بكتل إسمنتية، خوفا من وصول أعمال التخريب إلى البنك المركزي».
ولفت إلى أن ما يثبت أن الحرائق متعمدة هو أنها تحدث في أماكن مغلقة ويصعب دخولها فهي مقطعة بكتل إسمنتية، وهو ما يعيق أيضا دخول سيارات الإطفاء لإخمادها.
وأكد «أبو علي» وجود حالة سخط كبيرة لدى التجار في تلك المنطقة، لأن مصدر رزقهم يحرق أمام أعينهم ولا يمسكون الفاعل، وأن موضوع تعويضهم يعد بعيد المنال في ظل الأوضاع الحالية.
من جهته، قال الناشط الذي فضل أن يصرح باسم مستعار هو «أحمد»، إن المتظاهرين يرفضون حرق المباني والمحال التجارية، وهم بعيدون كل البعد عن هذه الأعمال التخريبية.
وأوضح أن عددا من التجار في تلك المناطق، يعتقدون أن الأمر يجري من جهات منظمة وتقف وراءها جهات تسعى إلى إحداث حالة من الفوضى والتخريب، وأنهم لا يتهمون المتظاهرين بتلك الأعمال.
ولم ينف الناشط العراقي، أن مثل هذه الأعمال تسيء إلى الاحتجاجات، مؤكدا أن هذا ما تسعى إليه الجهات التي تحرق المراكز التجارية وتحدث خسائر اقتصادية كبيرة، الإساءة وتشويه سمعة المتظاهرين، وإلا ما الذي تجنيه؟
وكان ممثلو غرفة التجارة، قد أعلنوا في مؤتمر صحفي، الثلاثاء الماضي، تشكيل خلية مع محافظ بغداد محمد العطا لـ»تنسيق المواقف من أجل حماية الاقتصاد العراقي، والحد من حالات الحرق التي طالت بنايات في منطقتي الشورجة وشارع الرشيد».
وتحدث أعضاء اتحاد الغرفة عن «تأييدهم الكامل ودعمهم المستمر للتظاهرات السلمية، ورفضهم لوجود مندسين يحاولون تشويه صورة التظاهرات عبر حرق المباني التجارية».
وفي تصريح سابق من الأسبوع الماضي، أعلنت مديرية الدفاع المدني أن 200 حريق اشتعل في مناطق متفرقة من البلاد منذ اندلاع الاحتجاجات قبل نحو شهرين.