ترحيب إيزيدي بقدوم فريق أممي للتحقيق بجرائم داعش ضد العراقيين
نينوى ـ خدر خلات:
رحبت الاوساط الايزيدية بقدوم فريق تحقيق اممي بجرائم تنظيم داعش الارهابي ضد شتى مكونات الشعب العراقي وبضمنهم الايزيديون، ومع المطالبة بانصاف الضحايا والكشف عن رفات المئات منهم في المقابر الجماعية، فان هنالك مطالبة بملاحقة ومتابعة بقايا عناصر داعش الذين تورطوا بالجرائم ويحاولون التخفي او غادروا العراق الى مختلف الحكومات للتعاون والقبض عليهم وتقديمهم للقضاء كي ينالوا عقابهم العادل.
وقالت النائبة الايزيدية السابقة، فيان دخيل، في بيان لها وصلت نسخة منه الى مراسل “الصباح الجديد” في نينوى، “باهتمام بالغ نتابع وصول فريق تحقيق دولي الى العراق للتحقيق بجرائم تنظيم داعش الارهابي ضد شتى مكونات الشعب العراقي، هذا الفريق الذي تشكل بموجب قرار مجلس الامن 2379 لعام 2017”.
واضافت “بلا شك ان العالم اجمع يتفق على ان الجرائم التي ارتكبها الدواعش ضد الايزيديين هي الابشع والاكثر من كل المكونات العراقية التي عانت ما عانته من اعمال قتل وتفجيرات وذبح وغيرها، لكن الايزيديين وبسبب انتمائهم الديني، تعرضوا لعملية ابادة جماعية تخللتها اعمال خطف وذبح وسبي واجبار قسري على تغيير دينهم واعتناق الاسلام، مع انتهاكات جسدية ونفسية خطيرة بحق نسائنا وبناتنا فضلا عن بيعهن والاتجار بهن في واحدة من ابشع جرائم العصر الحديث والتي سيذكرها التاريخ كوصمة عار في سجل جرائم داعش واذياله واتباعه من الخونة الارهابيين، حيث اننا نعد ان معاقبة الدواعش وتقديمهم للقضاء لا يقل اهمية عن تعويض وانصاف ضحاياه من شتى المكونات العراقية”.
وترى دخيل انه “في الوقت الذي يتوجب على حكومة بغداد ان تقوم بتسهيل مهام هذا الفريق الاممي وتزيل جميع العراقيل التي قد يواجهها في اثناء تحقيقاته، نرى ضرورة عدم التستر على اي ارهابي قد يرد اسمه في التحقيقات، وتقديمه للقضاء اسوة بصغار الارهابيين والمجرمين”.
مشددة على انه “من المهم جدا ان يطلع الفريق الاممي على شتى الوثائق الموجودة لدى حكومة اقليم كردستان بضمنها الفيديوهات المصورة لجرائم داعش ضد الايزيديين في اثناء اجتياح سنجار، وايضا احاديث وقصص الناجيات الايزيديات اللواتي يروين الفظائع التي ارتكبت بحقهن في اثناء خطفهن وبعدها الى حين خلاصهن وعودتهن لذويهن”.
من جانبه، قال مركز لالش الثقافي والاجتماعي، اكبر مؤسسة مجتمع مدني في العراق واقليم كردستان “في خطوة جيدة، بدأ فريق اممي برئاسة السيد كريم خان مهام اعماله في التحقيق بالجرائم التي ارتكبها تنظيم داعش الارهابي ضد شتى المكونات في العراق، وخاصة الكرد الايزيديين الذين دفعوا فاتورة ضخمة جدا من اعمال القتل والذبح والخطف، حيث ما زال هنالك نحو 3150 مواطنا ايزيديا من النساء والاطفال والرجال في عداد المفقودين حتى يومنا هذا”.
واضاف “اننا في مركز لالش الثقافي والاجتماعي، مستعدون للتعاون الكامل مع هذا الفريق الاممي وتزويده بجميع الارشيف الذي قمنا بجمعه منذ وقوع اجتياح شنكال و هو يمثل جانبا مهما من بعض الاعمال الارهابية والجبانة التي اصابت اهلنا في شنكال المنكوبة”.
داعيا “شتى الاطراف للتعاون مع هذا الفريق الاممي الذي طال انتظاره، كما نؤكد ان حكومة اقليم كردستان ينبغي ان تكون طرفا مهما في اعمال التحقيقات بجرائم داعش، حيث هنالك لجان عليا في اعلى مستويات حكومة الاقليم تتابع ما اصاب اهلنا عن كثب، ونتوقع منها ان تقدم ما بحوزتها من وثائق وارشيف لتسهيل مهمة الفريق الاممي المذكور”.
وطالب مراكز لالش “ان لا تبقى نتائج هذه التحقيقات حبيسة الادراج، بل ان يتم عرضها للرأي العام كي يطلع العالم اجمع، على حجم الجرائم البشعة التي وقعت ضد الايزيديين، والعمل على متابعة وملاحقة عناصر داعش الذين بعضهم يتواجدون في العراق وفي دول الجوار او عادوا الى الدول التي اتوا منها في اوروبا ومناطق القوقاز وافريقيا وغيرها من بقاع العالم وغيرها، وان يكون هنالك جهد دولي جاد وحقيقي في القبض عليهم وتقديمهم للقضاء، كما نرجو ان يكون هنالك ارادة حقيقية في تقديم التعويضات المنصفة للمتضررين وذوي الضحايا والمختطفين والمختطفات والمفقودين الايزيديين”.
عادا انه “ينبغي ان يكون هنالك تركيز ايضا على الدمار والتخريب الذي اصاب الاف المنازل والمزارات والمقابر الايزيدية في شنكال وبعشيقة وبحزاني، مع ايلاء الاهتمام بمواقع المقابر الجماعية في شنكال واطرافها للكشف عن رفات الضحايا للتعرف عليهم، وابلاغ ذويهم بذلك، علما اننا نرجح وجود العديد من المقابر الجماعية والفردية في مناطق جنوب شنكال التي لم يتم اكتشافها لحد يومنا هذا، وندعو جميع الاطراف المسلحة في شنكال الى التعاون مع الفريق الاممي وتسهيل عمله لإنصاف اهلنا المنكوبين”.