هدد بضرب 15 موقعاً كبيراً في إيران وقائد الحرس الثوري: أي دولة تهاجم ايران ستكون «ساحة المعركة»
متابعة ـ الصباح الجديد :
شدّد الرئيس الأميركي دونالد ترامب في وقت مبكر من امس السبت، العقوبات على إيران لتُصبح «العقوبات الأقسى على الإطلاق» التي تُفرَض ضد دولة، في وقت أعلن البنتاغون إرسال تعزيزات عسكريّة أميركيّة إلى الخليج بطلب من السعودية والإمارات بعد الهجمات التي استهدفت منشأتَي نفط سعوديّتين، فيما اتهم ايران صراحة بالهجوم على موقعين لشركة أرامكو.
ومُذكّرًا بتدمير القوّات الإيرانيّة طائرةً أميركيّة بلا طيّار في حزيران بعد احتجاز إيران ناقلة نفط بريطانيّة، قال وزير الدفاع الأميركي مارك إسبر امس الاول الجمعة إنّ هجوم 14 أيلول على منشأتين نفطيّتين سعوديّتين «يُشكّل تصعيداً كبيراً للعدوان الإيراني».
وأضاف إسبر «منعًا لمزيد من التّصعيد، طلبت السعودية مساعدةً دوليّة لحماية البنية التحتيّة الحيويّة للمملكة. كما طلبت الإمارات العربية المتّحدة مساعدةً» أيضاً.
وأوضح أنّه استجابةً لهذين الطلبين «وافق الرئيس على نشر قوّات أميركيّة ستكون دفاعيّة بطبيعتها وتُركّز بشكل أساسي على سلاح الجوّ والدّفاع الصاروخي».
ولم يتمّ بعد تحديد عدد القوّات ونوع المعدّات التي ستُرسل. لكنّ رئيس هيئة الأركان الجنرال جو دانفورد أوضح في مؤتمر صحافي في البنتاغون أنّ الجنود الذين سيتمّ إرسالهم في إطار التعزيزات لن يكونوا بالآلاف.
وكان ترامب جَمَع بعد ظهر الجمعة فريقه للأمن القومي مع وزير خارجيّته مايك بومبيو ووزير دفاعه للبحث في مختلف الخيارات، بما فيها الخيار العسكري، للردّ على الهجمات التي استهدفت السبت منشأتَي نفط سعوديّتَين وحمّلت واشنطن مسؤوليّتها لطهران التي نفت أيّ ضلوع لها بذلك.
وقال ترامب في تصريح في المكتب البيضوي «فرضنا للتوّ عقوبات على المصرف الوطني الإيراني. الأمر يتعلّق بنظامهم المصرفي المركزي، وهي عقوبات في أعلى مستوى».
بدوره، أوضح وزير الخزانة الأميركي ستيفن منوتشين الذي كان إلى جانبه، أنّ الأمر يتعلّق باستهداف «آخر مصدر دخل للبنك المركزي الإيراني والصندوق الوطني للتنمية، أي صندوقهم السيادي الذي سيُقطع بذلك عن نظامنا البنكي».
وأضاف «هذا يعني أنّه لن تعود هناك أموال تذهب إلى الحرس الثوري» الإيراني «لتمويل الإرهاب».
من جهته، اعتبر حاكم المصرف المركزي الإيراني أنّ العقوبات الجديدة التي فرضتها الولايات المتحدة على البنك امس السبت تُظهر «قلّة حيلة» واشنطن، بحسب ما أوردت وكالة الجمهورية الإسلامية للأنباء «إرنا».
وكرّر بومبيو في بيان أنّ «كلّ الأدلّة تشير إلى إيران، وإلى إيران وحدها» بصفتها الجهة المسؤولة عن الهجمات على السعوديّة والتي رأى فيها «عدواناً متطوّرًا في تخطيطه، وقِحًا في تنفيذه».
«الحلّ الأسهل»
وقال الرئيس الأميركي مُحذّراً إيران «لم يحدث أن كانت دولة أكثر استعداداً» من الولايات المتحدة لشنّ ضربات عسكريّة «وسيكون ذلك الحلّ الأسهل بالنسبة إليّ».
وأكّد ترامب أنّ «ضرب 15 موقعاً كبيراً في إيران ، لا يحتاج أكثر من دقيقة ،وسيُشكّل يوماً بالغ السوء لإيران». بيد أنّه أضاف «لكن ليس هذا ما أفضّله».
واعتبر أنّ «إبراز قوة» الولايات المتحدة يتمّ من خلال «التحلّي بشيء من ضبط النفس»، مؤكّداً أنّه «غيّرَ مواقف كثيرين» في هذا الشأن.
واستهدفت وزارة الخزانة الأميركية البنك المركزي الايراني والصندوق السيادي الايراني بداعي «تزويدهما الحرس الثوري وجيش القدس (التابع له والمكلف العمليات الخارجية) بمليارات الدولارات» وأيضا تمويل «حليفهم الارهابي حزب الله» اللبناني.
وكانت واشنطن صنّفت هذه الكيانات الثلاثة «منظّمات إرهابيّة».
يُذكر أنّ البنك المركزي الإيراني ومعظم المؤسّسات الماليّة الإيرانيّة تخضع لعقوبات أميركيّة منذ تشرين الثاني 2018 بعد انسحاب واشنطن من الاتّفاق الدولي المتعلّق بالبرنامج النووي الإيراني.
وكان بعض «صقور» الإدارة الأميركيّة دعوا الى توسيع أسباب العقوبات التي اقتصرت حتى الآن على الأنشطة النووية لإيران، لتشمل تمويل الإرهاب، حتّى يُصبح التخلّي عن تلك العقوبات أشدّ صعوبة في حال انتخاب رئيس ديموقراطي في 2020. ويميل الديمقراطيون أكثر إلى الحوار مع طهران بشأن الملف النووي.
وعلّق بهنام بن طالبلو، من مؤسّسة الدّفاع عن الديموقراطيّات التي تدعو إلى ممارسة «أقصى الضغط» على إيران، بالقول إنّ «هذا يُثبت لطهران أنّ العقوبات الأميركيّة لن تتوقّف إلا إذا غيّرت إيران سلوكها».
وفي غضون ذلك حذر قائد الحرس الثوري الإيراني امس السبت من أن أي دولة تهاجم الجمهورية الإسلامية ستصبح «ساحة المعركة الرئيسية» في النزاع.
وقال اللواء حسين سلامي خلال مؤتمر صحافي في طهران «من يريد أن تصبح أرضه ساحة المعركة الرئيسية، فليمض بذلك».
وتابع «نأمل في الا يرتكبوا خطأ استراتيجيا» كما فعلوا في السابق قبل ان يعدد ما وصفه بـ»المغامرات» العسكرية الأميركية ضد ايران.
وتأتي تصريحاته غداة إعلان الولايات المتحدة ارسال تعزيزات عسكرية الى الخليج بعد هجمات استهدفت منشآت نفطية في السعودية وتبناها المتمردون الحوثيون في اليمن لكن واشنطن نسبتها مسؤوليتها ايران.
وكان سلامي يتحدث في «متحف الثورة الاسلامية والدفاع المقدس» خلال افتتاح معرض لما قالت ايران انه طائرات مسيرة أميركية واخرى أسقطت على أراضيها.