حلم اليقظةِ

عبد الفتاح المطلبي

حُلُمُ اليقظةِ أم طيـــــفُ الوسَنْ
أم هُنيهاتٌ مـــنَ الحظّ الحسَنْ

حلُمٌ ما مرّ يومــــــًـا بالكرى
قلّ أن يحصـلَ في هذا الزمنْ

رايةُ العشـــــقِ حملناها معا
فأقَمنا مِـــــــنْ أمانينـــا وثنْ

وقضى ربُكَ أن تُـشعلَ بيْ
شُعلةً مِشـكاتُها محضُ شَجَنْ

بين نارين ســـــــقاني عذِباً
خالصاً لم يمسس الكأسَ أجَن

و رمــاني بســــهامي واثقاً
رميَ صيّادٍ لصـــيدٍ قد كَمَنْ

كيفَ لي ما بيـــــنَ بينٍ أتّقي
صائداً يعرفُ ما بي مـنْ وهَنْ

أوْصِلُ الليلَ بأطرافِ الضُحى
موقناً ينتابُني شَـــــــكٌّ وظنْ

عالقاً في شَبـــــكِ الوجدِ وقد
سَرّني السرُّ وأبكــاني العلنْ

فإذا لمْ تكنِ المـــــــاءَ الذي
يُطفئُ النــارِ بأحطابي فمنْ؟

قد ســـــــألتُ اللهَ أن يكفيَني
مِنةَ العاذلِ مــــن دونِ المِنَنْ

ثمناً أزجـــــي له روحي وقد
باعها للغيرِ مـــن دونِ ثمنْ

رفّ من قلبي جناحٌ واشتكى
فتداعى الوجــدُ ألحانًا ورنّْ

وشكا من ســــكَنٍ في قفصٍ
ليسَ هذا صاحَ يا صاحِ سَكنْ

يتهاوى كلمــــــــــا اهتز به
عصبٌ من لا ويا ليتَ ولنْ

ضمّهُ جســــمٌ هزيلٌ ناحلٌ
دائمُ البلوى شــــقيٌّ ممتحَنْ

سادرٌ فــي غيّهِ لا يرعوي
عابثٌ مُرتجِــــلٌ لا يؤتَمنْ

ربما ينقضُهُ فـــأسُ النوى
فيفرُّ القلبُ مـــن هذا البدَنْ

قاحلٌ يومي وساعاتي سُدىً
أجردُ الروحِ بئيــسٌ مُرتهَنْ

بتٌّ لــولاك أرانـــي جسَداً
ميّتَ القلب وأضلاعي كفَنْ

لستَ ذا ذنبٍ فـلا لومٌ ولا
جنحةٌ لو غردَ القلـبُ وحَنّْ

كيف لا يشــدو وقد أسكرَهُ
لحنُ نايٍّ نـــــاحَ بالآه وأنّْ

يا حبيبي لا تلمنــــــي فلقدْ
هبت الريح فهزّتْ ما سَكَنْ

أيها المدلجُ في اللـــيلِ ألا
يعتري طرفَكَ مسٌّ من وسَنْ

علّهمْ يأتون في طيف الكرى
مثلَ غيمٍ فـوقَ صادٍ قد هتَن

ويعودُ الطيرُ مـــن غربتِهِ
لهِفاً يهفو إلــى ظلّ الوَكَنْ

ليسَ للحُرِّ ســوى موطنهِ
أيكونُ الحرُّ من دونِ وطَنْ

حُلُمُ اليقظةِ أم طيـفُ الوسَنْ
أم هُنيهاتٌ منَ الحظّ الحسَنْ

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة