لعبة لم تكتمل

نيران العبيدي

تركها من غير وداع متعذرا ًبانشغالاته بالأصدقاء، هي مسحت خجلها باردان توجساتها مراهنه على مدى صدق مشاعره،
لكنه انقلب بين ليلة وضحاها حملها من عليائها وقذف بها بين صراعات روحها العطشى لكلمة حب افتقدتها لسنين طوال،
ما بين حرمانها من الاول وغدر الثاني وقفت على مفترق الطريق تتبع مؤخرة صلعته بطوله الفارع ونظارته السواء،
تحسست كتبها التي اشترتها من قارعة ذلك الطريق، ورجعت معلنة الحرب على كل كلمات الحب التي حملتها في صدرها، ورتبتها ونسقت تعابيرها لتكتبها او تقولها له، ها انا ذي ياحبيبي اقف امامك انسانة مجترات من غير مباديء عارية كاشفة ستار نفسي، هل خامرك الشعور وانت مزدان بالنساء ماذا تكون المرأة حين تتحامل على نفسها وتسلخ روحها متلبسة بروح رجل، متصنعة القوة لا تبالي لنفسها، تقرأ وتكتب الكلمات وتتعالى وتترفع عن كلمة عشق تذوب فيها في خلوتها وتصرخ باعلى صوتها انا ضعيفة اهون من خيط عنكبوت، وهل راودك الاحساس بالوحدة والخجل من تلك اللحظة التي ادرت فيها راسك مع العابرين وتركتني وحدي اجتر ذكريات لحظات لم اسعد بها خوفاً من ادراك الزمن، و تتبعتك وانت تطوي خطواتك المتسارعة لتهرب من قدري ومن لقاء طال انتظاره لم يبق لنا متسع من الوقت .
طويتُ فيه كل سنين العمر وكل خسارتي بالحب و كنت اعلم علم اليقين انك اخر هذه الخسارات، ورقة لم امسكها جيدا طارت مني على مفترق الطريق في لحظة اهمال بالغة .
وددت لو امسك تلك اللحظة لامتلك عمري وقدري الضائع، وددت لو اقبلك واحتضنك مثلما كنا نفعل في لعبنا عريس وعروسة على سطح الدار،
لعبة اجترها البشر واعاد صياغتها مرات ومرات، في كل مرة كنا نُحضر الاكاليل ونجمع الاصدقاء ونرتدي ملابس الكبار ونحتذي احذية تغور فيها اقدامنا عندها اقول لك اريد الذي فيه الكعب، فتهرع الى خزان احذية امك لتجلب فردات لا تشبه الواحدة الاخرى وادركت طيبة قلبك الصغير واختياراتك العبثية، امسك الاكيل، نحاول ان نكمل المسير وقبل ان ينتهي الحدث نتخاصم مثل كل الصغار وكل يذهب الى بيته، قلنا سنلعبها ثانية وبملء ارادتنا، وها نحن قد كبرنا ولابد من نهاية للعبة وفي اول لقاء هربنا من بعضنا وتخاصمنا ثانية دون موعد لقاء، وطويتَ سنين عمري واشواقي لتنهي اللعبة وتركتها مفتوحة النهايات، ايا قدري الذي طال انتظاره، هربت اليك من وجعي واحزاني، هربت اليك لتلملم جراحاتي وتجاهلتها ووضعتها في ثلاجة العمر، كنت الاطول بين رفقاء الدرب استطيع من على حافة دكة الطريق تتبع خطواتك، وتواريتُ بين الزحام وانا احمل كتبي واوراقي رفيقات عمري ووشاحي الاخضر الذي تحب، لم الوح به حين الرحيل، وعلى مهل مشيت المسافات قاطعة الطريق الى حيث اللابداية، اشطب الحوادث واقطعها من خجلي اعيد اللقطات لاجعل منها فلما رومانسيا انت فيه البطل دون منازع تلعب الادوار وتدورها وفق ما اريد، تارة تقبلني بها، وتارة تمسك يدي وتارة تنتقي الكلمات، تسألني وانت منحني مثل اي رجل جنتلمان، سيدتي هل نكمل اللعبة، حينها فقط أقول لك، لا، لا اريد ان تكتمل اللعبة.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة