أودت بحياة نحو 360 شخصا
الصباح الجديد _ وكالات :
أعلنت الشرطة السريلانكية امس ألاربعاء اعتقال 18 شخصا آخرين في إطار عمليات البحث التي تواصلها السلطات بعد الاعتداءات المروعة التي أودت بحياة نحو 360 شخصا، بينما تستمر الضغوط على المسؤولين السياسيين لشرح أسباب عدم التدخل بعد ورود تحذيرات استخباراتية بوقوع هجمات.
وأعلنت الحكومة عن إقالات مقبلة في أجهزة الأمن وقيادة الشرطة في أعقاب هجمات الأحد على كناس وفنادق فخمة فيما ارتفع عدد الضحايا إلى 359 قتيلا.
وتحقق السلطات في إعلان تنظيم الدولة الإسلامية مسؤوليته عن الهجوم الذي يعد من أعنف الهجمات المسلحة على مدنيين في آسيا ، ونفذت الشرطة الاعتقالات في عمليات دهم ليلية وبموجب قوانين الطوارئ المطبقة منذ الهجمات، وفق المتحدث باسم الشرطة روان غوناسيكيرا.
وقال المتحدث «بناء على معلومات، قمنا بمداهمة ثلاثة مواقع واعتقلنا 17 مشتبها بهم». وأضاف «تم اعتقال مشتبه به آخر في موقع رابع».
وصرح رئيس الوزراء رانيل ويكريميسينغي الثلاثاء أن الشرطة تتعقب مشتبها بهم آخرين مسلحين مشيرا إلى احتمال وقوع المزيد من الهجمات. وأضاف «نحاول أن نعتقلهم»، فيما اعلنت الشرطة حتى الآن عن اعتقال 58 شخصا منذ التفجيرات التي استهدف ثلاث كنائس وثلاثة فنادق. وتم إحباط هجوم على فندق رابع.
ووسط عمليات البحث عن مشتبه بهم أعلن تنظيم الدولة الإسلامية المسؤولية عن الاعتداءات ونشر صورا وتسجيلات فيديو لعناصر قال التنظيم إنهم إما نفذوا الهجمات أو خططوا لها ، وسبعة من العناصر الثمانية ظهروا في الصور ملثمين.
ووصف التنظيم المتطرف الهجوم ب»الغزوة المباركة» على «المحتفلين بعيدهم الكفري» في إشارة إلى عيد الفصح ، ولم يتسن التأكد من صحة الصور من مصادر مستقلة، لكن الخبراء يقولون إن الهجمات تحمل العديد من بصمات عمليات التنظيم.
واتهمت الحكومة مجموعة إسلامية محلية هي «جماعة التوحيد الوطنية» بالوقوف وراء الهجمات. وقالت إن السلطات تحقق فيما إذا كان المنفذون قد حصلوا على مساعدة من الخارج.
وفي التسجيل الذي نشره تنظيم الدولة الإسلامية يظهر شخص يعتقد إنه زعيم «جماعة التوحيد الوطنية» ويدعى زهران هاشم يقود المجموعة في إعلان مبايعة زعيم الدولة الاسلامية أبو بكر البغدادي.
وقال ويكريميسينغي إن أجهزة الأمن ترجح وجود «صلات خارجية وبعض الأدلة تشير إلى ذلك».
وذكر مصدر في الشرطة السريلانكية لوكالة فرانس برس إن شقيقين مسلمين، نجلي تاجر توابل ثري في كولومبو فجرا نفسيهما في فندقي شانغري-لا وسينامون غراند ، والفندق الثالث المستهدف هو كينغزبري في العاصمة.
وتم إحباط هجوم على فندق رابع الأحد. وتمت ملاحقة المهاجم إلى منزل في كولومبو حيث فجر نفسه وقتل ثلاثة من عناصر وحدات كوماندوس في الشرطة ، وقد اقيمت مراسم دفن لعشرات الضحايا يوم امس الأربعاء، فيما تواجه الحكومة اتهامات إزاء تحذيرات بشأن الهجمات تلقتها قبل ما يصل إلى اسبوعين على وقوعها.
وقد أعلن الرئيس مايثريبالا سيريسينا وهو أيضا وزير الدفاع والنظام والقانون، في ساعة متأخرة من الثلاثاء إنه سيقوم بإعادة تنظيم كاملة لقوات الأمن والشرطة. وقال في خطاب إلى الأمة «آمل في القيام بتغييرات كبيرة في قيادة القوات الأمنية في الساعات ال24 القادمة».
وأصدر قائد الشرطة السريلانكية تحذيرا في 11 نيسان/أبريل من احتمال وقوع تفجيرات انتحارية تشنها «جماعة التوحيد الوطنية» كما وردت تحذيرات من وكالة استخبارات اجنبية. وكان ويكريميسينغي قد أقر بأن المعلومات لم تصل إلى مكتبه أو إلى أي من كبار الوزراء.
وذكرت شبكة «سي إن إن» أن جهاز الاستخبارات الهندي مرر معلومات «محددة، على غير العادة» في الأسابيع التي سبقت الهجمات، مشيرة إلى أن جزءا من تلك المعلومات جاء من مشتبه به ينتمي لتنظيم الدولة الاسلامية موقوف لدى الجهاز.
وقال قادة المسلمين في سريلانكا إنهم قدموا شكاوى عدة للشرطة بشأن نشاطات هاشم في الأشهر الماضية. ولم يعرف مكان تواجده بعد التفجيرات ، وتواصل السلطات عمليات تحديد هويات الضحايا الأجانب للتفجيرات ، وقتل ثلاثة من أبناء ملياردير دنماركي في الاعتداءات، بحسب متحدث باسم الشركة التي يملكها ، وقتل ثمانية بريطانيين وعشرة هنود وأربعة أميركيين ورعايا من تركيا واستراليا واليابان والبرتغال ، فيما قالت الأمم المتحدة إن 54 طفلا وفتى، سريلانكيين وأجانب، من بين القتلى ، واثنتان من الكنائس تقعان في منطقة كولومرو والثالثة في مدينة باتيكالوا شرقا.
وتشهد سريلانكا أعمال عنف اتنية ودينية منذ عقود. وبعد نزاع استمر 37 عاما مع المتمردين التاميل شهدت زيادة في المواجهات بين الغالبية البوذية والأقلية المسلمين.