آسيا أمام «أزمة» العقوبات الأميركية على نفط إيران
الصباح الجديد ـ وكالات:
قالت مصادر في أوبك وبقطاع النفط إن بمقدور منتجي الخام الخليجيين في أوبك زيادة الإنتاج لتعويض أي نقص في إمدادات الخام بعد القرار الأميركي بإنهاء إعفاءات لمشتري النفط الإيراني، لكنهم سيراقبون الوضع في البداية لمعرفة ما إذا كان هناك طلب حقيقي. وقررت الولايات المتحدة عدم تمديد استثناءات من العقوبات المفروضة على إيران منحتها العام الماضي إلى كبار مشتري الخام الإيراني، في موقف أكثر تشددا من المتوقع.
وقالت المصادر إن منتجي النفط الخليجيين ملتزمون باستقرار السوق وإن لديهم القدرة على زيادة الإنتاج، لكن أي قرار بتعزيز الإمدادات يجب أن يُدرس في ضوء الطلب.
وقال أحد المصادر ”السؤال هو بأي سرعة وبأي قدر سترفع أوبك الإنتاج. يتطلب ذلك أولا مشاورات مع الدول الأخرى“.
وأشار محللون وبيانات التجارة إلى أن المشترين الآسيويين للنفط الخام الإيراني في وضع يؤهلهم للتغلب على قرار الولايات المتحدة إنهاء العمل بالإعفاءات من العقوبات الأميركية إذ برهن هؤلاء المشترون على أن بوسعهم الاستمرار من دونه في الوقت الذي يمتلك فيه المنتجون في أنحاء العالم القدرة على تعويض الأسواق عنه.
وجاء هذا الإعلان في فترة تشهد فيها السوق تقييدا للمعروض إذ عمدت منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ومنتجون كبار آخرون من بينهم روسيا إلى الحد من المعروض منذ شهر كانون الثاني لدعم الأسعار.
وقد ارتفع خام القياس العالمي مزيج برنت في المعاملات الآجلة إلى 74.69 دولار للبرميل أمس الثلاثاء مسجلا أعلى مستوى له هذا العام. وسيؤدي ارتفاع أسعار الخام إلى زيادة تكلفة الوقود على الدول الآسيوية.
وأكبر أربعة مشترين للخام الإيراني هم الصين والهند واليابان وكوريا الجنوبية. وبرغم ارتفاع التكلفة فمن المستبعد أن يحدث نقص في المعروض.
وقال بنك جولدمان ساكس الاستثماري إن من المنتظر أن يؤدي انتهاء العمل بالإعفاءات إلى انخفاض الصادرات الإيرانية بواقع 900 ألف برميل يوميا.
وتعمل على تعويض ذلك وزيادة طاقة الانتاج الفائضة ”المتاحة على الفور“ لدى منتجين من بينهم السعودية والإمارات وروسيا والتي تبلغ نحو مليوني برميل يوميا وقد ترتفع إلى 2.5 مليون برميل يوميا في العام المقبل.
وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في بيان عن نهاية العمل بالإعفاءات إن الولايات المتحدة والسعودية والإمارات ستضمن تزويد أسواق النفط باحتياجاتها بالكامل.
وقال مات ستانلي السمسار لدى شركة ستارفيولز في دبي ”الولايات المتحدة برهنت تماما على قدرتها على ملء أي فراغ ينجم عن العقوبات“.
وأضاف، إن حتى إذا انخفض الإنتاج الأميركي فإن ”السعودية والإمارات ستضمنان زيادة الإنتاج لتعويض أي خسارة في الإمدادات من إيران“.
ورفع المشترون الآسيويون الرئيسيون الأربعة للنفط الإيراني وارداتهم في آذار ونيسان تحسبا لانتهاء العمل بالإعفاءات. وقبل ذلك برهنت الدول كلها على أنها قادرة على خفض مشترياتها.
وقبل فرض العقوبات، كانت إيران رابع أكبر الدول المنتجة للنفط في أوبك وكان إنتاجها نحو ثلاثة ملايين برميل يوميا. غير أن صادراتها في نيسان الجاري انكمشت إلى نحو مليون برميل يوميا وفقا لبيانات رفينيتيف لتتبع السفن وبيانات المحللين.
وأوضحت بيانات متابعة حركة السفن في رفينيتيف أن واردات النفط الخام في الصين من إيران بلغت 500 ألف برميل يوميا في المتوسط منذ بداية 2019 انخفاضا من الذروة التي بلغتها العام الماضي عند 800 ألف برميل يوميا أي أنها أصبحت تمثل خمسة في المئة فقط من إجمالي واردات النفط الخام.