خاص _ الصباح الجديد
وسط أجواء زاخرة بالبهجة والكرم، أقيم مهرجان هيت الثقافي تحت شعار (بالثقافة والفن نبني الانسان ونعمر الوطن) الخميس الماضي، بمشاركة كبيرة ومميزة من الادباء والمثقفين من جميع محافظات العراق، وكأنهم يحتفون بها قبل ان تحتفي بهم، بمباركة من قبل الاتحاد المركزي، وكلمة احتفائية بهيت للأستاذ إبراهيم الخياط الأمين العام لاتحاد الادباء هذا بعض منها:» يا أهلنا الأحبة في هيت المحبة..هيت التأريخ والثقافة والسماحة والكرم والجمال..هيت التي في خاطرنا ومشاعرنا وقصائدنا والأغاني..هيت التي في كل الدهور.. تتفكك مدن الدنيا جميعها وقارُها يرممها ويعيدها..هيت التي خلقتْ آلهتنا وجنائننا وقواربنا من المأهولات الى الزقورات الى الهور الى الصحراء..
هيت المدينة والمدنيّة ومدني..
باسمي وباسم الأدباء والمثقفين الآتين أحييكم.. وباعتزاز جمّ أنقل إليكم تحيات اتحاد الجواهري الكبير وتحيات أدبائه وكتّابه كافة وتمنياتهم لكم بالسؤدد وأنتم تفتحون صفحة زاهية من كتابكم الأبيض بعد شوط قاس من العذاب والمرّ والمرارة والظلم والظلام..ونشدُ على أيدي اللجنة التحضيرية المتفانية الباذلة التي تستحق بحقّ كلّ إشادة وكلّ ثناء.. ومن هذا المنبر الكريم.. ومن هذه البقعة المباركة ندعو وزارة الثقافة الى العمل الحثيث لوضع قلعة هيت التأريخية على قائمة التراث العالمي في منظمة اليونسكو.. لأن هذه القلعة الشمّاء هي من أهم وأقدم المدن التأريخية في العراق بل في المنطقة برمتها..
يا أدباء هيت وأهلها..
{عدنا وعاد الودُّ يجمعنا .. يا خير من نهوى ونصطحبُ}
نعم عدنا الى هيت التي يتباهى أبناؤها الغرّ بحمل اسمها البهيّ لقباً حلواً، عدنا الى هيت القلعة والنواعير والفواكه، عدنا الى هيت مدني صالح الذي هو قلعة علم وناعور فلسفة وفاكهة موقف، عدنا الى هيت التي أَمّها السومريون منذ فجر السلالات وحَبو الحضارات، عدنا الى هيت لنرتوي فهي مَعين ومعنى..فالسلام عليكِ يا عروس الفرات..والسلام على أهلك عذب الفرات..والسلام عليكم يا زوّار الفرات وحُجّاج الشاقوفة».
استمرت القراءات الشعرية على مدار ثلاثة أيام متوزعة على ست جلسات، شارك بها عدد كبير من الشعراء العراقيين، من بغداد وهيت وأغلب المحافظات العراقية، اضافة الى جلسة نقدية حول الاديب سبتي الهيتي، الدراسة كانت للناقد علوان السلمان.
ولأنه مهرجان ثقافي، لم تنحصر الفعاليات بدائرة الشعر والنقد، بل كانت هناك محاضرة للدكتور مصطفى الهيتي، استعرض فيها المشاريع التي قام بها صندوق إعادة إعمار المناطق المتضررة من العمليات الارهابية، منها تأهيل عدد كبير من المدارس والجامعات، ومن بينها القاعة التي اقيمت فيها الفعاليات الثقافية والفنية في مركز شباب هيت الثقافي، بجهود استثنائية متواصلة لتكون جاهزة لاستقبال الوفود المشاركة بالمهرجان، كل هذا لم يكن سهلا ولا بسيطا، بل بجهود عالية المحبة لكل ابناء هيت من ادباء، وناشطين مدنيين، وطلاب ومثقفي المدينة وشيوخها ووجهائها، الجميع كانوا مجندين أنفسهم من اجل تكون هيت ام الكرم والعطاء، وهذا لمسناه ليس في جهد اللجنة التحضيرية وحسب، بل لمسناه في كل يد امتدت لتصافحنا بحرارة، وفي كل نظرة طفل مليئة بالشغف والمحبة للضيوف اللذين اتوها من كل محافظات العراق، فكان طقس الاستقبال رائعا متجسدا في مجموعة شباب وشابات بكامل اناقتهم وقيافتهم، بطريق احتفالية لا تملك معها الا ان تنحني شاكرا لهم هذه الحفاوة.
تخللت الفعاليات حفلات غنائية للفنانين اللذين لم يدخروا جهدا من اجل نثر الطرب والمحبة على الحضور الفنان عبد الحسين اللامي بكل نبله، والفنان محمد الشامي بكل مشاكساته المحببة للجمهور، والفنان فاضل المياحي بكل شغفه بالوطن والاصدقاء، فكانت امسيات غنائية رائعة اضفت على المشهد عبق الفلكلور وشهد الاغاني.
على هامش المهرجان كان هناك أكثر من معرض للتشكيل والفوتوغراف، يوثق لمرحلة مرت بها المدينة والعراق، ومرحلة ما بعد نهوضها وتعميرها بجهد أبنائها وشيوخها ونسائها وشبابها.