روعة المربد (33).. الاحتفاء بحسين عبد اللطيف

البصرة تعلن المحبة لضيوفها

حذام يوسف الطاهر

مثلما هو ديدن مهرجان المربد بتسمية دوراته بأسماء ادباء كبار، كان مربد هذا العام احتفاء بالشاعر الراحل حسين عبد اللطيف الذي يعد من أبرز الشعراء العراقيين المعاصرين.
سعة ثقافة حسين عبد اللطيف، وحسه الانساني الواسع، وتفاعله مع المحيط، هيأت له غالبا ان يخوض اكثر من مجال في الادب والثقافة، لكنه وجد نفسه في الشعر، وفي بعض النقد، واحترم ملكته الى الحد الذي جعله مقلاً ومن هنا لم يترك خلفه الكثير.
له عدة مجموعات شعرية، (نار القطرب) و(لم يعد يجد النظر) و(على الطرقات أرقب المارة) و(قصائد الهايكو)، كما ان له عددا من الدراسات النقدية المنشورة في صحف ومجلات عربية وعراقية، وكان خلال التسعينيات رئيساً لفرع اتحاد الأدباء والكتاب في البصرة.
ولا يخفى على أي مثقف حقيقي ملتزم، مدرك لحجم مهرجان ثقافي مثل المربد، ان أي فعالية حتى لو كانت محدودة تحتمل الإخفاقات، والأخطاء، لكن هذا لا يعني ان نبيح لنا افتراض السوء مقدما، فننسف كل الجهود النبيلة التي تحاول بكل ما تحمل من قدرة ومحبة ان تعلن للآخر، اننا على قيد الفرح، مهما حاول أعداء الجمال والثقافة الحؤول دون حضورها!
مهرجان المربد كان ناجحا، ومؤثرا محليا وعربيا ودوليا، شاء (س) او ابى(ص)، يكفي ان البصرة تؤكد في كل عام، ان الحياة والمعرفة والجمال حاضرا أبدا، رغم المعوقات السياسية والمادية وحتى البيئية!، التي تكون غالبا أسبابا لتلك الإخفاقات والاخطاء.
أقيم المربد بمحبة وبكرم لا نجده الا في العراق وفي البصرة، التي تصر على ان تكون عنوانا للفرح.
نقرأ عادة في الصحف وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، توقعات وتنظيرات، قبل أي فعالية ثقافية كبيرة، او مهرجانا ثقافيا أدبيا مثل المربد في البصرة، وللأسف لم اقرأ الى يوم الافتتاح مقالا (مهما كان حجمه) معتدلا وموضوعيا!! أغلب، ان لم اقل جميع ما قرأته كان اتهامات وتشكيكا، وكلاما لا يصلح ان نقرؤه من قلم مثقف او أديب.
تشكيك حتى بضيوف المهرجان، وانا واثقة، ولمست ذلك عند عدد كبير منهم، انه يحضر للمهرجان الذي شتمه وأعاب عليه طويلا بمجرد توجيه الدعوة له!!! مع ان المنطق يقول وجوب رفض الدعوة لأي فعالية سبق وان شككت بنزاهتها! .
انطلقت على أرض سياب البصرة فعاليات مهرجان المربد الشعري بدورته الثالثة والثلاثين تحت شعار « المربد … واحة الشعر «، بمباركة من ضيوف المهرجان، وأهل البصرة وعشاق شط العرب، لتبدأ حكاية حب لا تنتهي بين البصرة وضيوفها، دائما تتوج بباقات من المحبة لكل من يسعى ويجتهد لخلق مشاهد من الجمال والمعرفة معا، ولتودع البصرة الجميع بأنغام العود وفعاليات فرقة البصرة للفنون الشعبية، لتقول لنا هي البصرة الفيحاء تبتهج بكل نوارس الحب من شط العرب الى دجلة بغداد .. كـل عـام وكل مربد والعراق بخير.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة