تحاول قوى سياسية مختلفة وضع العصي لاعاقة دوران دولاب العملية السياسية منذ الاعلان عن تكليف السيد عادل عبد المهدي بتشكيل الوزارة الجديدة وتتخذ هذه القوى من التنازع والخلافات بين قوى وكتل اخرى حول عملية توزيع المناصب الوزارية وسيلة لتحقيق الاختراق وافشال الجهود الرامية لعبور حكومة عبد المهدي مرحلة التشكيل والانطلاق نحو آفاق رحبة اخرى يمكن من خلالها التعرف على قدرة الحكومة الجديدة على تقديم حلول لحزمة من الاستحقاقات التي طال انتظارها ويتعكز المتربصون بحكومة عبد المهدي على الاتهامات ببقاء المحاصصة كتقليد سياسي لم يفلح رئيس الوزراء الجديد بايقاف امتداداته ويتهمون في الوقت نفسه الاحزاب والكتل السياسية الاخرى بتناقض التصريحات بين ماهو معلن وماهو مخفي حيث تدعي احزاب وقوى سياسية بانها تركت للسيد عبد المهدي حرية اختيار الوزراء الجدد فيما تفعل هذه الاحزاب العكس في الغرف المظلمة حينما تفرض على المفاوضين لاختيار الوزراء اسماء معينة وترفض تمرير اسماء اخرى جرى التوافق عليها بين رئيس الوزراء والاحزاب التي تقدمت بترشيحها وفي جانب اخر هناك حملة اعلامية وسياسية منظمة تقف وراءها قوى مناهضة ورافضة لاي نجاحات قد تقدم عليها الحكومة الجديدة في ملف العلاقة بين المركز والاقليم حيث دأبت هذه القوى على نشر معلومات مضللة تتحدث عن تفريط عبد المهدي بالسيادة العراقية على كركوك وهناك معلومات مضللة اخرى تتحدث عن قبول عبد المهدي بمجموعة من الصفقات التي تتعلق بتصدير النفط عبر اراضي كردستان من دون ان تتأكد صحة هذه الاتهامات والمعلومات المضللة ويبدو ان استهدافا واضحا يتحرك مع تحرك التحالفات الرئيسية التي دفعت بعبور العراق مرحلة معقدة تمثلت بتسمية السيد عادل عبد المهدي رئيسا للوزراء ويريد المستهدفون من وراء تسويق هذه الاتهامات تعميق الخلافات السياسية وصولا الى دفع عبد المهدي الى تقديم استقالته والبقاء في مرحلة الانتظار والشلل في مرافق الاداء والنشاط السياسي ولايدرك هؤلاء الذين يخوضون غمار التسقيط والتضليل بأن افعالهم تلك مماثلة لمن يلعبون بالنار داخل بيوتهم من دون ان يعوا بان خطر الحرائق سيصيب كل من هم داخل اسوار هذا البيت فما هو اسوأ هو استثمار عصابات داعش الارهابي للخلافات السياسية واقدامه على تكرار تجربة احتلال المدن مرة اخرى ونشر الترويع وممارسة التخريب في كل ماتطاله يد الارهاب والجريمة . واعادة العراق الى ميادين الشرذمة والتقسيم وضياع النجاحات بالانتصار على الارهاب التي شهد لها العالم اجمع .
د. علي شمخي