مطالبات بمنح النساء مناصب عليا في الحكومة المقبلة
السليمانية ـ عباس كاريزي:
انطلقت صباح امس الاحد في اقليم كردستان الحملة الوطنية لمناهضة العنف ضد المرأة، باقامة العديد من النشاطات والفعاليات التوعوية والثقافية والفنية في اغلب محافظات ومدن الاقليم.
وطالبت امين عام المجلس الاعلى لشؤون المرأة في حكومة الاقليم بخشان زنكنة خلال كلمة القتها في المؤتمر الذي نظمه المجلس بمناسبة الاسبوع العالمي لمناهضة العنف ضد المرأة، بان يتضمن برنامج حكومة الاقليم الجديدة خطة وبرنامجا واضحا لتحسين اوضاع المرأة والتصدي للعنف الذي يمارس ضدها.
وبينما طالبت زنكنة رئيس الوزراء في حكومة الاقليم المقبلة، باعتماد النساء في الوزارات و غيرها من المناصب العليا بحكومة الاقليم، بما يتيح لها ان تعد عن طاقاتها وامكاناتها، ناشدت مؤسسات حكومة الاقليم والمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني للعمل بجد لتدارك ظاهرة العنف والتمييز الجنسي في الاقليم.
واكدت زنكنة، ان العنف الذي يبرز ضد المرأة لا يقتصر على الاقليم فقط، وهو مسألة تاريخية تعود الى التمييز بين الرجل والمرأة وحرمانها من حقوقها المشروعة، وتابعت ان الارهاب والعنف الذي تمر به المنطقة والعراق على وجه الخصوص، ادى الى تدهور واقع المرأة وتزايد حالات العنف والقهر ضدها.
وبينما عدت زنكنة الاحصائيات التي تضمنها تقرير اعدته المديرية العام لمناهضة العنف ضد المرأة، خطراً حقيقياً على واقع المرأة، اكدت ان العنف ضد المرأة يؤثر سلبا على جميع مفاصل وافراد المجتمع.
هذا وسجل تقرير اصدرته هيئة حقوق الانسان في الاقليم ارتفاعا ملحوظا في حالات العنف ضد المرأة في الاقليم، ووفقا لاحدث احصائية نشرها المجلس الاعلى لشؤون المرأة في الاقليم فان 807 امرأة قتلن او انتحرن خلال السنوات السبع الاخيرة في الاقليم.
بدوره قال رئيس حكومة الاقليم نيجيرفان بارزاني في كلمة القاها في مؤتمر الاعلان عن حملة مناهضة العنف ضد المرأة، «احيي نضال النسوة اللائي ناضلن واستمرارهن في النضال منذ سنوات لتثبيت حقوقهن ومقارعة الظلم والتمييز الجنسي، ان قضية المرأة والعنف ضدها تركة وموروث قديم وهو بحاجة الى دعم جميع مكونات المجتمع للتغلب عليه وتحقيق العدالة والمساواة بين الجنسين.
بارزاني اضاف ان حكومة الاقليم قدمت العديد من القوانين التي دعمت المنظمات المدافعة عن حقوق المرأة في برلمان الاقليم بما ينصف المرأة ويضمن حقوقها، مشيدا بمشاركة ممثلية الامم المتحدة بالعراق في دعم القوانين والتوصيات الصادرة من حكومة الاقليم ومساندتها في الدفاع عن حقوق المرأة في الاقليم.
وبينما حث بارزاني وسائل الاعلام لعدم غض الطرف عن اي نوع من العنف يمارس ضد المرأة في الاقليم، اكد ان ايجاد الحلول والمعالجات الجذرية للعنف والاضطهاد ضد المرأة بحاجة الى عمل جاد ولا يتم بين ليلة وضحاها، واردف» لان ذلك يتطلب معالجة العادات والتقاليد القبلية الموروث الثقافي قبل كل شيء، مؤكدا ان مشكلة تحقيق المساواة بين الجنسين لا تقتصر على اقليم كردستان فقط وهي مشكلة متجذرة في العديد من دول العالم.
وكانت منظمات معنية بشؤون المرأة واحصاءات رسمية اكدت ارتفاع حالات القتل والاعتداء على المرأة في الاقليم بنحو كبير ما يتطلب اتخاذ تدابير واجراءات رادعة.
وقالت الناشطة المدنية عضو منظمة CDO للتنمية المدنية اشنا رؤوف، في تصريح للصباح الجديد، ان المنظمة ستنظم العديد من النشاطات والفعاليات التوعوية، كجزء من حملة الأمم المتحدة لمناهضة العنف ضد المرأة، التي تجري تحت شعار «اجعل العالم برتقالياً، اسمع صوتي أيضاً، أوقف العنف ضد النساء والفتيات».
مشيرة الى ان الفعاليات تتضمن اقامة الندوات والمؤتمرات والدورات، التأهيلية والنشاطات الفنية والثقافية، بهدف الحد من مناهضة العنف ضد المرأة والحد من حالات التحرش والاعتداء المتكررة بحقهن.
وتابعت رؤوف ان العادات والتقاليد والاعراف القبلية المتبعة في كردستان، تمنع نشر الارقام والاحصاءات الحقيقية، ولجوء النسوة الى القضاء للمطالبة بحقوقهن ضد العنف الجنسي الذي يمارس بحقهن.
مضيفة ان الاحصائيات التي تنشر عن نسب الاعتداءات التجاوزات الجنسية ضد المرأة في الاقليم لا تمثل الارقام الحقيقية لحجم الاعتداءات والعنف ضد المرأة في الاقليم.
ووفقا لاحدث الاحصاءات والتقارير الذي قدمته المديرية العامة للعنف ضد المرأة في الاقليم، بياناً سجلت فيه ارتفاعاً ملحوظاً في حالات العنف الذي تتعرض له المرأة خلال الشهور الاربعة الماضية مقارنة بالعام المنصرم.