البغدادي انسحب من معركة تلعفر وهو محاط بالحراس
نينوى ـ خدر خلات:
كشف شاب إيزيدي من أهالي سنجار كان مختطفا من قبل تنظيم داعش الإرهابي، عن أن الإرهابي المدعو أبو بكر البغدادي انسحب من معركة تلعفر الأخيرة وهو محاط بالحراس، مشيرا الى مقتل 10 شباب إيزيديين مختطفين بقصف جوي في مدينة الرقة السورية.
ونقل الباحث الايزيدي المختص بتدوين قصص الناجين الايزيديين من قبضة داعش الارهابي، داود مراد ختاري، عن المختطف الايزيدي علو عمر علو مواليد 2002 من اهالي تل قصب (15 كلم جنوبي سنجار) والذي سبق خطفه عام 2014، من قبل تنظيم داعش الارهابي انه عقب خطفهم من سنجار (124 كلم غرب الموصل) تم تفريقه عن والدته في سجن بادوش/ غربي الموصل و حينها كان عمره 12 سنة”.
واضاف الناجي علو في حديثه الذي تابعه مراسل “الصباح الجديد” انه فيما بعد “أعادوني لوالدتي بعد فترة في قرية كسر المحراب / جنوب قضاء تلعفر، وحينما نقلنا الى حي الخضراء داخل فضاء تلعفر فرقوني عن العائلة مجددا وبقينا ستة اشهر في مدرسة تلعفر، وكنا 100 طفل ايزيدي ثم نقلونا الى الموصل وأخذوا 27 طفلا الى مدينة الرقة السورية ثم الى معسكر (حما) وجيء بـ 7 أطفال ايزيديين بعد أخذهم من أمهاتهم داخل سوريا، ووزعونا (على جبهات القتال) بعد اكمال الدورة التدريبية”.
واشار علو الى ان “جميع أطفال الدورة هم من ايزيديي سنجار، و ان اللغة العربية كانت الرسمية ولا يجوز التحدث بلغة أخرى، ولكن في بعض الأحيان عند الاستراحة كنا نتحدث باللغة الكردية على انفراد”.
مبينا انهم شاركوا كمقاتلين في جبهات القتال، و “من لم يشارك معهم مصيره النحر، وبالنسبة لي فقد شاركت في معركة دير زور، ومن ثم في معركة قرية (غريبة) في محافظة الحسكة بالقرب من صور، وسيطرنا هناك على ربية (كانت تتبع قوات سوريا الديمقراطية) وعندما انسحبنا منها تم قصفنا بالطائرات وقتل منا (10) أشخاص”.
وحول رؤيته للارهابي ابراهيم عواد البدري المكنى بابي بكر البغدادي، افاد علو بالقول “قال أحد الاصدقاء ان البغدادي كان في تلعفر وعندما انسحبنا منها كان معنا ومحاط بمجموعة من الحراس”. وان الارهابي “العدناني الناطق الرسمي باسم الخليفة كان ينوب عن البغدادي في القاء الخطب، وبعد مقتل العدناني تم تعيين المدعو حسن المهاجر”.
واعلنت القوات العراقية تحرير تلعفر 56 كلم غرب الموصل في نهاية آب/ اغسطس من العام الماضي.
وتابع “كان لنا مقر باسم (مقر السنجاريين) في قرية (مو حسن) بالقرب من الميادين السورية، وكنا نقضي مدة تمتعنا بالإجازة هناك، وكان المسؤول عن المقر (ابو خديجة – حجي اسماعيل) و كل اربعة أيام في الواجب كانوا يمنحونا يومين استراحة، اما مقدار الراتب الشهري لكل مقاتل فكان بالعملة السورية اي 20 الف ليرة ويعادل 60000 ستون الف دينار عراقي – 50 $ دولار.
مبينا انه لم يبق تحت سيطرة داعش سوى مناطق (هجين، شعافة وسوسة) بعد ان فقدوا مؤخراً مدينة (دشيشة)”.
وحول الاوضاع هناك، اوضح علو “القصف مستمر من قبل الطائرات، ولا يجوز الانارة ليلا، وذات يوم خرج أحد المقاتلين بالدراجة البخارية واستعمل المصباح لإنارة الطريق وحينما وصل الى داره قصفته الطائرات وقتل جميع افراد أسرته وبعدها قصفت طائرة مقر المنطقة وقتل (12) داعشيا”.
ومضى بالقول “نتيجة لتردي الوضع الأمني بمناطق داعش، أدركنا باننا سنفقد بقية المناطق المسيطرة عليها، وسيدفعون بنا الى الصحراء والاختباء في الجحور، لذا قررت مع اثنين من زملائي الايزيديين الشقيقان (برزان نواف) على الاتصال بالاهل وتم انقاذنا فيما بعد”.
وبحسب علو فان “حاليا هناك انفلات أمني كبير لدى الدواعش وعملية هرب مقاتليه مستمرة لان الجميع يدركون بان هذه الدولة ستفقد جميع اراضيها المسيطر عليها عاجلا ام اجلا”.
وحول مصير الاطفال الايزيديين المختطفين لدى داعش، كشف على ان “الكثير منهم فقدوا ارواحهم سواء في المعارك وفي قصف الطائرات أو من خلال اجبارهم على تنفيذ عمليات انتحارية ، واذكر ان ثلاثة اطفال ايزيديين مختطفين اجبروا على تنفيذ اعمال عمليات انتحارية في معركة الموصل، وثلاثة آخرين انتحروا في سوريا”.
منوها الى ان “10 من شباب الايزيدية المختطفين وبعمر الزهور لقوا حتفهم نتيجة قصف جوي في الرقة السورية، وكان لي صديق قتل بضربة جوية عند انسحابنا بين الصلاحية وابو الكمال ، و شاب اخر قتل ايضا بضربة جوية بالقرب من غريبة، وكان هنالك شاب ايزيدي مختطف مكنى بـ (عمر فاروق) قتل في الدشيشة علما انه كان مصاباً لفترة وتم معالجته في الحسكة من دون علم اليبكة ثم عاد وقتل برمانة يدوية وشاهدت جثته”.