فوق صفيح ساخن !

اظهرت القمة الاخيرة للرئيس الاميركي دونالد ترامب والرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون في واشنطن مستوى التهديدات في منطقة الشرق الاوسط وحجم المخاطر التي يمكن ان تطال عددا من الدول ومن ضمنها العراق ولربما حجب الانشغال بالانتخابات وتسليط الاضواء على هذا الحدث الاهتمام والانتباه لما قاله ترامب في نهاية هذه القمة وماتحدثت به وسائل الاعلام الاميركية والغربية وماتوقعه محللين سياسيين بعد تلويح الرئيس الاميركي باتخاذ افعال وليس اقوالا لم يكشف عنها بعد الثاني عشر من مايو تتعلق بمستقبل الاتفاق النووي مع ايران واتفاق ترامب وماكرون على البدء باستراتيجية جديدة تستهدف ضرب المصالح الايرانية في العراق وسوريا والبحرين واليمن وفي ظل اجواء التصعيد السياسي والاعلامي وحمى التصريحات النارية والتهديدات المتبادلة بين المسؤولين العسكريين والسياسيين الاميركان والإيرانيين من جهة وبين الإيرانيين والإسرائيليين من جهة اخرى لايمكن ابدا اغفال المخاطر التي تحيق بالعراق دولة وشعبا التي يمكن ان تنتهي اليه اجواء التصعيد هذه وفي الوقت نفسه ليس من الصحيح ان لاتهتم الحكومة العراقية ووزارة الخارجية والاجهزة المعنية برسم سياسة العراق وحمايته امنيا وعسكريا بهذه التوترات مع تعاظم المخاطر الامنية الناجمة عن الصراع في سوريا ومع تعمق الخلافات بين ايران والمملكة العربية السعودية ..وبراينا المتواضع ان منبع التهديدات التي يمكن ان تطال العراق تكمن في المواقف السياسية والتحالفات الداخلية لعدد من الاحزاب والكيانات والقوى التي رسخت من حضورها في الساحة السياسية العراقية ولاتخشى من اعلان تحالفها مع ايران وتتعارض توجهاتها وتصطدم مع مجموعات اخرى اختطت لها مسارا متقاطعا مع النفوذ الايراني في العراق وتريد تعزيز مواقفها في الوقوف مع التحالف الاميركي – الخليجي ومن هنا فان العراق اليوم يشكل منطقة رخوة للاميركان والإيرانيين على حد سوا يمكن من خلاله ادارة فصول من الصراع ويمكن ايضا توظيف وتوجيه المجموعات المناصرة فيه والنفاذ من خلاله لتحقيق اهداف وتسجيل نقاط تدعم وتقوي الجبهات في اية حرب يتوقع لها الكثيرون ان تشعل حريقا كبيرا في منطقة الشرق الاوسط ومن دون ان يعي العراقيون هذه المخاطر ومن دون ان يغلقوا منافذ الاختراق بالنأي عن هذا الصراع فان هذا البلد يمكن ان يكتوي بالصفيح الساخن في قادم الشهور وهذا مالايريده عراقي مخلص لوطنه وما لايتمناه لنا صديق او محب.
د. علي شمخي