“أنا من هناك” مونودراما صامتة في الهواء الطلق

سمير خليل
“انا من هناك”، نحن الذين لم نملك خيارا غير خيار الرحيل والاستسلام له ولعواقبه، وترك كل شيء من اجل ان نكون أحياء ناجين، نحن النازحون سنبقى نحمل معنا ذكرياتنا المريرة من مكان الى مكان آخر تحت سماء اخرى غريبة”.
تحت هذا العنوان وفي ظل هذه الفكرة، ووسط زحمة شارع المتنبي واكتظاظ اركانه بالحضور الكبير وصخبهم، قدم فنان شاب، قطع آلاف الكيلومترات، من كندا الى بغداد عرضا مسرحيا قصيرا، يصور حياة النازحين ومعاناتهم.
العرض المسرحي الذي حمل عنوان “أنا من هناك ” كان مونودراما صامتة تدخل في خانة الفن الأدائي، اداء الحدث. يتحدث الفنان قحطان الامين عن تجربته فيقول” العرض شاهد على حالة النازحين ومعاناتهم التي استفزتني، فحاولت ان اعطي تصورا عن اولئك الناس وهم يعيشون الخوف تحت ظل حكم الرايات السود، وينتظرون لحظة الهرب والنجاة من ذلك الهول المخيف.
وتابع: العمل يصور بيئة مخيم لاجئين، وصور فوتوغرافية تمثل ذاكرة نازح ناج من هول الكارثة التي سبقت وصوله الى المخيم، وهو مذهول ومصدوم وخائف، تبلورت لدي فكرة هذا العرض من خلال المتابعة المستمرة للأحداث في تلك المناطق الساخنة”.
ويضيف “احاول ان اوصل رسالة عن حالة إنسانية، ويقينا ان كل فنان يحمل رسالة يحب ان يوصلها الى المشاهد. الفنان يجب ان يتأثر بالمحيط الذي يلفه، يجب ان يوثق كل شيء. انا تشكيلي ومن دعاة الرسم للجمال، ولكنني احاول ان انقل صورا حقيقية من خلال المسرح “.
يذكر ان الفنان قحطان الامين اقام معارض تشكيلية في كندا، وهذه هي التجربة الثالثة له في الفن الأدائي، وسبق ان قدم عمله هذا الذي صمم ديكوره واكسسواراته بنفسه في كندا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة