بعد 999 يوماً على سقوطها بيد التنظيم
نينوى ـ خدر خلات:
مع صدور هذا العدد من جريدة “الصباح الجديد” يكون قد مرّ على سقوط مدينة الموصل 999 يوماً بيد تنظيم داعش الارهابي، الذي نشر الخراب والرعب فيها، وارتكب الفظائع ضد اهلها، فيما يلوح بصيص أمل جديد و قوي عقب الانتصارات الساحقة التي تحققها القوات العراقية المشتركة وتطرد التنظيم المتطرف من مناطق جديدة بالمدينة المنكوبة يوماً بعد يوم آخر.
وقال مصدر أمني عراقي مطلع في حديث الى “الصباح الجديد” ان “مدينة الموصل، ثاني اكبر مدينة في العراق بعد العاصمة بغداد، ما زال نحو 60 % من جانبها الايمن بيد تنظيم داعش الارهابي، وبرغم انها في طريقها الى التحرر من قبضته لكن إعادة اعمارها وإعادة أهلها المهجرين أمر صعب وشاق ويحتاج لتعاون محلي واقليمي ودولي”.
واضاف “مع اطلالة اليوم الثلاثاء، يكون قد مر على سقوط الموصل بيد التنظيم الارهابي 999 يوماً، ارتكب فيها داعش جرائم لا تعد ولا تحصى، ليس بحق اهل المدينة فحسب، بل ضد سكان محافظة نينوى بشتى انتماءاتهم القومية والدينية والمذهبية”.
وسيطر تنظيم داعش الارهابي على مدينة الموصل في الحادي عشر من حزيران/ يونيو 2014 بعد انهيار مفاجئ للقوات العراقية وانسحابها منها بنحو غير منظم امام نحو 300 عنصر مسلح من داعش، فيما ما زال ملف محاسبة المسؤولين عن سقوطها لم يحسم بعد، لاسباب سياسية على وفق ما يقوله مراقبون محليون ودوليون.
واشار المصدر الى ان”تنظيم داعش وقبل ان يستتب له الامر في مركز المدينة، قام بتخيير المسيحيين بين اشهار اسلامهم او دفع الجزية او الخروج منها، ومنحهم مهلة قصيرة جداً، فقام مسيحيو الموصل بمغادرة منازلهم على وجه السرعة، لكن داعش كان قد نشر مفارزه على الطرق الخارجية وقاموا بسلب ممتلكات المسيحيين التي كانوا يحملونها معهم من اموال وذهب واجهزة اتصال فضلا عن الاستيلاء على سياراتهم التي كانت تقلهم، ولم يسمح لهم الا بالخروج بالملابس التي كانوا يرتدونها”.
ومضى بالقول “كما استغل داعش الانهيار الكبير في صفوف القوات العراقية وسارع للسيطرة على مدينة تلعفر (56 كلم غرب الموصل) وتحقق له ذلك بعد معارك استمرت لاسبوع تقريباً، ثم قام باجتياح سنجار وارتكب افظع الجرائم بحق اهلها الايزيديين من ذبح وقتل وسبي وخطف، حيث ما يزال اكثر من 3000 من الايزيديين بقبضته اغلبهم من الفتيات والنساء، فضلا عن قيامه بفتح اسواق للنخاسة في العراق وسوريا وعرض الآلاف من الايزيديين للبيع في واقعة ستبقى وصمة عار على جبين التنظيم ومن يقف خلفه”.
وتابع “اما في مركز المدينة، فقد قام داعش التكفيري بفرض اجنداته واساليبه المتشددة يوماً بعد يوم آخر، كما ارتكب فظائع واعدم الآلاف من المخالفين له ومن منتسبي الاجهزة الامنية، فضلا عن اعدام المئات بطرق وحشية من خلال رميهم من مبانٍ شاهقة او حرقاً او اغراقهم في اقفاص، مع تعليق جثث مناوئيه على الجسور او في الساحات العامة”.
ونوه المصدر الى ان “داعش الغى جميع المناهج الدراسية لشتى المراحل ووضع مناهج تتوافق على وفق رؤيته المتشددة، الامر الذي اجبر الغالبية العظمى من السكان على مقاطعة مدارس داعش، خشية التأثير في عقول ابنائهم وتحويلهم الى متشددين وارهابيين فيما بعد”.
ومضى بالقول “كما لم يتوانَ داعش عن ارتكاب مجازر بمناطق جنوبي الموصل، وحفرة الخسفة المرعبة شاهدة على ذلك، حيث القى داعش جثث الآلاف فيها من مناوئيه والذين لم يبايعوه وخاصة من ابناء العشائر العربية التي دفعت ثمناً باهظاً بسبب اعدام المئات من ابنائها لأتفه الاسباب”.
وكان تنظيم داعش قد حرم الكثير من الامور الحياتية على سكان الموصل، مثل اجهزة الاتصالات المحمولة وجهاز الستالايت ومنع التدخين واعدم الكثيرين بسبب مخالفتهم لاوامره كاطالة اللحية وقص الثوب (الايزار) وغير ذلك.