إعلاميون ومثقفون لـ «الصباح الجديد« ابرز ماتسم به الاعلام في هذه المرحلة الازدواجية والتضاد في نقل الخبر

صراع بين القنوات المأجورة والوطنية في مواجهة عصابات داعش

بغداد- زينب الحسني:

لعب الاعلام دوراً مزدوجاً في أيصال المعلومات مما أحدث ارباكا لدى أغلب المهتمين بالشأن الاعلامي، وبالتأكيد لدى المواطنين انفسهم ، اذ كان دور الاعلام غير واضح المعالم ، وتنوعت اهداف بعض وسائل الاعلام المرئية والمقروءة ، فمنها من اتخذت من الاحداث الامنية التي تمر بها البلاد مادة دسمة لبث سمومها وافكارها المدعومة باجندات خارجية ، فيما كان لبعض القنوات الاخرى دور وطني مشرف من خلال دعمها للقوات المسلحة وعدم اخضاع المتلقي لاختبار المعلومات الكاذبة. 

«الصباح الجديد» اخذت أراء بعض الاعلاميين والمثقفين بشأن الدور الحقيقي للاعلام العراقي في هذه المرحلة .

ألاعلامي ضياء الاسدي بين ان الاعلام يعد ركيزة مهمة في اظهار الحقائق الى العلن ودحض الاعلام المعادي الذي يكون بطبيعة الحال أشد خطورة من أي سلاح في المعركة بما يبثه من انباء تضلل المشهد العام وتشتت المواطنين والجيش على حد سواء ، وماشاهدناه من اداء مخجل للاعلام الحربي العراقي ازاء الماكنة الاعلامية الكبيرة لبعض القنوات العربية قد أسهم في خلق نوعٍ من الارباك في الفهم وعدم توصيل المعلومة الصحيحة الى المواطنين ، مشيراً ان «الحرب الاعلامية هي اقذر من السلاح واشد وطأة من التخطيطات العسكرية والحربية «على حد تعبيره .

وناشد الاسدي جميع القنوات العراقية ان تسارع في تدريب مراسلين حربيين للإسهام في نقل المعلومة الصحيحة وافشال الارهاب الاعلامي المعادي الذي يسخر له الارهابيون امكانيات مادية وبشرية هائلة .

واشارت الدكتورة في القانون الجنائي الدولي والناشطة الحقوقية بشرى العبيدي الى ان الاعلام يلعب دوراً اساسياً وحيوياً مهماً في كل ما يمر به البلد في مواجهة هذه الهجمة التي طالت بعض البلدان واليوم تحاول بشكل او بأخر النيل من وحدة وسلامة العراق ، موضحة بأن طريقة نقل الخبر والشائعات كثرت بشكل كبير وكانت تستعمل ضد الجيش وتروج الاكاذيب ضده ، لذا توجب على وسائل الاعلام ان تحارب تلك الشائعات وان تتخذ موقفا وطنيا لاسيما العراقية منها وان تكون حذرة مع التعامل مع هكذا اخبار لذا يجب ان ينقل الخبر بدقة ومصادقيه بعيدا عن اي تحريف وتزييف للحقائق. 

واضافت العبيدي بان ما يمر به البلد حدث جلل وخطير ويحتاج من الجميع ان يقفوا معا مع همة الجيش والشرطة والشرفاء الوطنيين الذين لا يسمحون باحتلاله من قبل عصابات مجرمة سابقا طالت من بلدان عربية والان متوجهة للعراق ، لذا يجب التصدي لأي هجمة او استغلال من قبل جهات مضللة للحقائق في هذه الازمات مما قد يؤثر بشكل سلبي على معنويات المواطن والعنصر الامني على حد سواء ، وقد تنقل بعض الاخبار بحسن نية لكنها تستعمل بسوء نية معها لذا يجب التعامل بحذر حتى مع الاعلام حسن النية ، لافتة الى ان الاعلام «سلاح ذو حدين « على الجميع العمل على التصدي للأعلام المضاد اذ هناك اعلام ينقل بشكل مبسط وبالتالي يكون مؤثرا جدا على همة الجيش والمواطن العراقي وهذا خطر جدا ، وهناك بعض المعلومات يجب ان لا تنقل بشكل مباشر على الاعلام يجب ان توثق وتضع تحت اليد وبعد ان تزول هذه الغمة السوداء عن البلد كل مجرم سينال العقاب القانوني الذي يستحقه لذا يجب اتخاذ الاجراءات المطلوبة بهذا الصدد.

واوضحت الناشطة الحقوقية بانه يجب ان لا نهول ونكبر من شأن عصابات «داعش» ويجب على الجميع التوحد من جيش وشعب ورجال دين وهنا يبرز دور الاعلام الوطني الذي يعمل على عدم تكبير وتفخيم هؤلاء المرتزقة، مما يجعلنا نتمكن من دحرهم من خلال تضافر الجهود الوطنية ، والعمل على محاسبة تلك العصابات محاكمتهم ومطالبة الامم المتحدة بالتنديد بجرائمهم ودعوت المنظمات الدولية لاستنكار تلك الجرائم وهذا هو دور الاعلام الحقيقي .

رئيس رابطة الشباب العراقي مصطفى مرزة اوضح بأن الاعلام في البداية اخطأ في ترهيب الشعب العراقي من خلال بعض القنوات اذ تم عرض اشكال مرعبة لداعش في حين ان قوات الجيش تعمل على طردهم من البلاد ونحن كرابطة نعمل على دعم القوات المسلحة ونشد على ايديهم كونهم القوى الضاربة لهذا الوطن ، لذا فأن كل وسيلة اعلام تعمل على تشويه سمعة هذه القوات المتمثلة بالجيش العراقي فأنها خائنة وعميلة ولديها اجندات خارجية هدفها زرع الفرقة والفتنة بين ابناء اللحمة الواحدة .

الفنان احمد طعمة التميمي افاد بأنه من خلال الاعلام نستطيع ان نعمل على توعية الناس ونضعهم في المسار الصحيح والى جانب اعداد افلام او مسلسلات او بوسترات يمكن من خلالها توعية الشعب كون هناك الكثير من خفايا واغلب الفضائيات لديها اجنديات وتدعمها بعض الدول العربية وبالتالي الضحية الوحيدة المواطن العراقي .

الناطق الاعلامي لوزارة حقوق الانسان كامل امين بين ان الاعلام كان له دور سلبي اكثر مما هو ايجابي كونها لم تتفاعل مع الاحداث الامنية بصورة سريعة وسليمة ، مما احدث ارباكاً لدى المواطن الذي تصادمت لديه المعلومات وتناقضت بشكل كبير ، مما اعطى للقنوات المضادة الفرصة لبث الشائعة وزرع الرعب بين صفوف المواطنين فالشائعة هي السلاح الاخطر الذي يمكن استعماله في الحروب .وبين امين ان عصابات داعش هي عصابات مدعومة من قبل فضائيات وبث الشائعات هي احد استراتيجاته ، وخططها دائماً ماتكون مدروسة وليست عشوائية بل نابعة من فكر اجرامي محترف فنجدهم يستعملون الشائعات بمساعدة بعض القنوات المضادة مما بين للرأي العام ان عصابات داعش هم ثوار وليسوا عصابات اجرامية هدفها زعزعة أمن الوطن.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة