هدوء حذر بعد سيطرة «سوات» على المدينة
بغداد ـ مؤيد بسيم:
عاد الهدوء إلى مدينة سامراء بمحافظة صلاح الدين ليلة أمس الأول، بعد ساعات على وقوع اعنف هجوم عندما تمكن مسلحو الدولة الإسلامية في العراق والشام من اقتحام أحياء من المدينة قبل ان يتدخل الجيش لطردهم.
ويأتي الهجوم في إطار التصعيد بين القوات العراقية ومسلحي «داعش» الذين استعادوا على مدى العام المنصرم أرضا وزخما لا سيما في محافظة الانبار عند الحدود السورية.
وبدأت عملية اقتحام سامراء عندما فجر مسلحو «داعش» مركزا للشرطة على بعد 25 كيلومترا جنوبي سامراء وقتلوا عددا من أفراد الشرطة قبل أن يواصلوا تقدمهم إلى المدينة على شاحنات صغيرة وهاجموا حواجز تفتيش في طريقهم.
ثم سيطر المتشددون على مبنى البلدية ومبنى الجامعة بعد دخولهم المدينة من الشرق ومن الغرب ليرفعوا عليهما الراية السوداء لجماعة «الدولة الإسلامية في العراق والشام».
واحتل المسلحون أيضا أكبر مسجدين في سامراء وأعلنوا «تحرير» المدينة عبر مكبرات الصوت وحثوا الناس على الانضمام إلى جهادهم ضد الحكومة.
وتفيد الأنباء الواردة من سامراء إن المسلحين وصلوا إلى مسافة كيلومترين فقط من ضريح الإمام العسكري الذي أطلق تدميره في عام 2006 شرارة أسوأ موجة من العنف الطائفي.
ويقول مسؤول عسكري، بحسب ما نقلته وكالة «شفق نيوز»، إن «داعش» لم يستطع الوصول إلى الضريح «بسبب فرض أسوار محكمة في المنطقة القديمة».
ويقول سكان محليون إنهم خائفون ويشعرون بالذعر منذ بدء الهجوم الذي نفذه المسلحون في الساعة الثالثة والنصف من فجر الخميس الماضي.
بعد انسحاب المسلحين من وسط المدينة نحو الأطراف ومن ثم إلى الخارج بعد قصف طيران الجيش لمعاقلهم تقدمت القوات العراقية واستعادت سيطرتها على مباني كان «داعش» قد استولى عليها مثل مبنى البلدية والدفاع المدني وديوان الوقف السني.
ويقول مصدر امني مسؤول ان مسلحي «داعش» اخترقوا الجدران العازلة بأطراف سامراء بعد تدميرها بالآليات وفجروا بعض السيطرات واحرقوا أخرى».
ويحمل مسلحو الدولة الإسلامية أسلحة ثقيلة وترافقهم آليات لفتح الطرق المغلقة ويرتدون أزياء تشبه تلك التي يرتديها الأفغانيون.
ويقول سكان محليون ان اغلب المسلحين لم يكونوا من العراقيين وسيطروا على أجزاء مختلفة من الأحياء التي وقعت تحت سيطرتهم.
ويقول قائد عمليات سامراء صباح الفتلاوي ان «قوات النخبة استعادت السيطرة على سامراء وبدأت بملاحقة المسلحين في الإمكان التي لاذوا فيها».
والمناطق التي وقعت تحت قبضة المسلحين هي الجبيرية الأولى والثانية والثالثة والضباط الأولى والثانية والقادسة والمثنى وصلاح الدين والافراز والجامعة والشهداء والعرموشية وحي الشرطة وأجزاء من حي المعلمين والسكك.
وانتشرت قوات سوات والفرقة الذهبية وبعض قوات الجيش في سامراء بينما اخذ بعض أفرادها يطلقون عيارات نارية تحذيرية في الهواء ليخرق صوتها الهدوء الحذر في سامراء.
ويقول قائمقام قضاء سامراء محمود خلف ان «المسلحين حاولوا نقل أزمة الفلوجة إلى سامراء وتنفيذ نفس ما جرى هناك هنا».
ويقول البعض إن ما تعرضت له سامراء كاد ان يتسبب بحرب طائفية كتلك التي اجتاحت العراق عام 2006 عندما فجر مسلحون مزار الإمام علي الهادي.
وقالت قناة العراقية الحكومية في خبر عاجل لساعات ان قوات الأمن أحبطت اعتداء على مزار الهادي وهو الإمام العاشر للشيعة الاثني عشرية.
ويقول عبدالله البازي وهو مراقب للشأن الأمني ان «محاولات الحشد الطائفي اليوم كانت على أوجها حيث حاولت بعض وسائل الإعلام تصوير الموقف على ان المسلحين يحاولون تفجير الإمامين مجددا رغم ان ذلك لم يحدث».
ويتابع «كانت نية المسلحين السيطرة على سامراء».
وتقول مستشفى سامراء ان 12 شخصا قتل وجرح 31 واغلبهم من قوات الأمن بالانهيار الأمني الذي شهدته المدينة.
وفجر المسلحون احد الجسور الصغيرة وبعض المباني بأطراف سامراء التي فرضت السلطات الأمنية فيها حظر تجول شامل.
كما أعلن حظر للتجول في بلدة بيجي التي تقع على بعد حوالي 300 كيلومتر شمال غربي سامراء تحسبا لأي تقدم آخر للمسلحين بينما اندلعت اشتباكات في بلدة سليمان بك التي اجتاحها المتشددون في وقت سابق هذا العام.
واجتاح مقاتلو داعش في كانون الثاني الماضي مدينتين في محافظة الأنبار غرب العراق المجاورة لمحافظة صلاح الدين حيث تقع مدينة سامراء.
يشار إلى ان مسلحين يرتدون زيا عسكريا اقتحموا مبنى مجلس المدينة البلدي ومبنى المحكمة سامراء في آذار الماضي وسيطروا على المبنيين لأربع ساعات حتى استعادت الشرطة والجيش السيطرة عليهما بعد معارك شبها البعض بانها «حرب شوارع».