بغداد – داود العلي:
أعلنت وزارة الخارجية العراقية، عن “تسليمها 166 قطعة اثرية” لإدارة المتحف الوطني بعد استعادتها من عدد من الدول العربية والأوربية، وبينت أن المفاوضات مع أمريكا “مستمرة” لاسترداد الأرشيف اليهودي إلى العراق.
وقال وزير الخارجية هوشيار زيباري في مؤتمر صحافي مشترك مع وزير السياحة والآثار لواء سميسم، عقد في مبنى المتحف الوطني وسط بغداد، إن “الخارجية العراقية سلمت المتحف الوطني اليوم 166 قطعة أثرية تم استردادها من عدد من الدول العربية والأوربية”، موضحا أن “الوزارة سبق وأن سلمت وزارة السياحة والآثار 222 قطعة أثرية”.
واوضح زيباري أن “هذه العملية مستمرة في ظل التعاون الوثيق بين الوزارتين ومع الدول الصديقة لاسترداد جميع آثارنا المسروقة والمنهوبة وهذا جهد وطني كبير”.
وأضاف زيباري أن “هناك مفاوضات مستمرة مع الولايات المتحدة الأمريكية بشأن استرداد الأرشيف اليهودي إلى العراق”، مشيرا الى أن “هناك تطمينات وتعهدات من قبل الجانب الأمريكي لإعادة هذا الأرشيف إلى موطنه الحقيقي وهو العراق”.
ونفى وزير الخارجية “الأنباء التي تحدثت عن احتفاظ الولايات المتحدة بجزء من هذا الأرشيف”، مؤكدا أن “واشنطن ستقيم معرضا لعرض جزء من هذا الأرشيف ومن ثم إعادته إلى العراق”.
ومن جهته، قال وزير السياحة والآثار لواء سميسم، خلال المؤتمر، إن “ما تم استعادته اليوم من اثار عراقية هو عدد بسيط قياسا بما تم استرجاعه للعراق إذا قارب 120 ألف قطعة أثرية”.
وأضاف سميسم “لا توجد لدينا أعداد مؤكدة عن عدد الآثار العراقية المهربة والتي تم سرقتها لكنا نتابع هذه الآثار في كل بقع العلم لاستردادها”، مشيرا إلى أن “هناك عملية تضييق للخناق على تجار الآثار العراقية في جميع دول العالم بالتعاون بين جميع الوزارات العراقية”.
وكانت وزارة السياحة والاثار نفت، الموافقة على تمديد بقاء قسم من محتويات الأرشيف اليهودي في الولايات المتحدة، وفيما رفضت تصريحات السفير العراقي لدى واشنطن بإمكانية بقاء جزء منها وعدم اعادتها الى العراق، أكدت زيارة وفد من الفاتيكان في الشهرين المقبلين للتباحث بشأن مشروع الحجيج المسيحي لمدينتي أور وبابل.
وكانت وزارة السياحة والاثار اعلنت، أن مواطنا من اهالي محافظة النجف سلمها 200 قطعة اثرية مسروقة، وأكدت أن القطع الاثرية “تعود الى حقب تاريخية مختلفة”، وفيما دعت جميع المواطنين الذين قاموا بتسليم قطعة اثرية مسروقة الى “الحضور الى مقر الوزارة لاستلام مكافآتهم”، طالب المواطن النجفي بوضع هذه الاثار في متحف خاص بالمحافظة لاستقطاب السواح.
وكانت وزارة السياحة اعلنت، عن استعادتها مخطوطة أثرية “نادرة” للعالم العربي المعروف أبو بكر الرازي كانت قد سرقت من البلاد بعد أحداث سنة 2003، مؤكدة أن ذلك تم وفقاً لما أقرته المنظمات الدولية بشأن ضرورة إعادة الممتلكات الثقافية العراقية “المنهوبة”.
وتعرضت الآثار العراقية لأوسع عملية نهب في سنة 2003 عقب الحرب الأميركية على العراق، مما أدى إلى اختفاء الآلاف من القطع الأثرية التي لا تقدر بثمن، من المتحف الوطني بالعاصمة بغداد ومواقع أخرى في أنحاء البلاد، واستعاد العراق مطلع العام 2010 الماضي نحو 1046 قطعة أثرية من الولايات المتحدة كانت ضمن قطع كثيرة هربت في مختلف الأوقات بصورة غير شرعية، وقد تم بيع أسطوانات تعود للحضارة السومرية، 3150 سنة قبل الميلاد، في مزاد كريستي العلني، كانت قد سرقت في أعقاب حرب الخليج الأولى سنة 1991، كما تم رصد عمليات تهريب للآثار من المتحف الوطني خلال سنة 2008 أشار إليها تقرير لديوان الرقابة المالية آنذاك، علماً أن عمليات التهريب ما تزال قائمة لاسيما في المناطق النائية التي تفتقر إلى الحماية الحكومية.
يذكر ان عدد المواقع الأثرية في العراق يصل الى أكثر من (12) ألف موقع، تضم آثارا تعود إلى حقب زمنية مختلفة، هذه المواقع لا تجد الحماية الكافية حيث لا يتوفر لهذه المواقع سوى (4000) حارس، غير مدربين وغير مجهزين بالقدر الكافي لإتمام عملية الحراسة على الوجه الأكمل، الأمر الذي جعل العديد من هذه الأماكن عرضة للسرقة حتى يومنا هذا.