احلام يوسف
كثيرون يمتازون بالغضب السريع وبنحو يفقدون معه السيطرة على انفعالاتهم، لأتفه الاسباب وما يضعهم في مواقف محرجة كثيرة تستدعي منهم الاعتذار فيما بعد ليتمنوا لو انهم لم يغضبوا ولم يضطروا بالنتيجة الى الاعتذار .
كيف لنا ان نسيطر على انفعالاتنا في لحظات الغضب؟ وهل يمكن لمن يستشيط غضبا ان يفكر بمنطق ويعقلن الموقف؟
عبد الخالق طاهر الباحث بعلم النفس يقول: ان ” السيطرة على حالة الغضب امر شاق خاصة بالنسبة لمن لديهم مشكلة في السيطرة على انفعالاتهم بشتى انواعها “، واضاف: “السيطرة على الغضب مهارة لا يمتلكها الجميع، لكن يمكننا ترويض النفس عليها، واول ما يجب ان نبدأ به، وضع انفسنا مكان الاخر، في كل المواقف، كي تصبح عادة لدينا، فعندما نغضب وننوي ان نكيل سيل السباب والاتهامات علينا ان نفكر بمشاعر الاخر عند تلفظنا بكلمات جارحة، وهذا يمكن ان نبدأ به عند انتقادنا لاحد، نضع انفسنا مكانه كي نتفهم الظروف التي قادته الى هذا الحال، وشيئا فشيئا يصبح هذا اسلوبا في التعامل حتى في ساعة الغضب”.
وتابع: “من الامور المهمة التي يجب ان نروض انفسنا عليها، التعبير عن الغضب بالحوار، كي نسمع جيدا من الطرف الاخر سبب قيامه بالفعل الذي اغضبنا، وهذا ايضا يمكن ترويض النفس عليه، من خلال الجلوس الى الافراد في العائلة والتحدث معهم بالموضوع، وان نسمع بتركيز حتى الرأي الذي لا يعجبنا، نتدرب على ان لا نقاطع حديث احد، ومن ثم نرد بعد اكماله الفكرة”.
اكد طاهر اهمية ممارسة التمارين الرياضية للشعور بالاسترخاء وشرب الماء ايضا الذي يساعد بتهدئة الاعصاب. وتطرق الى نقطة: “هناك من يبدأ باجترار كل اخطاء الطرف الاخر السابقة وتذكيره بها وكأنها سبب لغضبه المبالغ به، وهذا احد الاسباب التي تؤدي الى تفاقم المشكلات، فتذكير احد بأخطائه السابقة لن يفيد بحل مشكلة اليوم، بل يزيدها تعقيدا لان الموضوع سيدخل في باب الحقد والكره ما يولد مشكلة اخرى غير المشكلة الاولى”.
افتراض سوء النية احد اهم الاسباب للغضب حسبما ذكر طاهر واضاف: “انا عندما افترض سوء النية من الاخر، تدخل كل جملة ينطقها وكل فعل يقوم به في باب الشك والريبة من غايته وحقيقته، وبالتالي فان أي هفوة بسيطة يمكن ان تتحول الى مشكلة تتعلق بالمؤامرة والغاية الشريرة لهذا الشخص، على العكس منها افتراض سلامة النية التي تساعدنا على ايجاد المبررات لمن يخطئ بحقنا قبل ان يبادر هو الى هذا”.
هل يمكن ان ندرب انفسنا على افتراض سلامة النية مع كل الاشخاص؟
- “لا يمكن ان نفترض سلامة او سوء النية بنحو مطلق، لكن ان كان الشخص بطبيعته يغضب سريعا يفضل ان يبعد نفسه عن الاشخاص الذين يشك بنياتهم، فلا احد منا مجبور على توطيد علاقته بأشخاص يحمل لهم بداخله ضغينة تجعله يفترض الشر في كل فعل وكلمة، نبتعد قدر الامكان ونصغر من دائرة العلاقات والمعارف، حتى لو كانوا اهل الشريك وليس فقط الاصدقاء يمكن لنا ان نحد من تعاملاتنا معهم الى ان يثبت بمرور الوقت خطأنا بحقهم او صحة ما رسمناه لهم من صورة”.