اغتنموا الفرص ..

-1-

لاشك انّ الوجود نعمة تتصدر النعم الالهية التي يفيضها الرب العظيم على الانسان .

ان الوجود أشرف من العدم في كل الحسابات العقلانية والشرعية والاخلاقية .

-2-

وهذا الوجود انما هو فرصة عظيمة لابُدَّ أنْ تُسْتَثمْرَ بما تعمر به الحياة من أعمال نافعة ، ومشاريع صالحة ، وعطاء ثَرّ …

-3 –

وبالاستقامة ، والعمل الصالح يكتب الانسان لنفسه أروع الصفحات، ويمتلك بها مفاتيح الجنة، فليست الجنة الاّ للأبرار الصالحين فيما أُعدّت النيران للاشرار والفُجّار والعابثين .

يقول الشاعر :

ضَجَّتْ جِنانُ الهُدى مِنْ فَرْطِ وَحْشَتِها 

في حين غصّتْ بِعُشّاقِ الهوى النارُ

-4-

ان النفس لأمارة بالسوء ،

وهي تنزع الى اشباع رغباتها المحمومة –أيّاً كانت طبيعَتُها – في تَمَرُدٍ واضح، وخروج صريح على الموازين ..،

ومن هنا وجَبَتْ مراجعة الذات ، ولَجْم الشهوات ، ومحاسبةِالنفس بِدّقة على كل ما يصدر منها من قول او فعل .

وما احلى المسارعة الى تصحيح المواقف الخاطئة بالتوبة منها والاقلاع عن اقترافها مرّةً اخرى .

-5-

وعمرُ الانسانِ مهما طال لا يخرج عن كونه شوطا قصيراً بالقياس الى عمر الزمن .

ومن هنا كان لابد من اغتنام الفرص واقتناصها للتكامل الروحي والعلمي والاخلاقي ….

ومن أهمّ ما يجب أنْ نحرص عليه هو الثراء العلمي الذي به تُرفع الأقدار 

قال تعالى :

( يرفعِ اللهُ الذين آمنوا منكم والذين اوتوا العلم درجات ) 

المجادلة / 11

فالعلم هو النور ، بينما يمثل الجهل الظلام والموت .

فمن القبيح للغاية أنْ يكون الاقبال على مجالس اللهو شديداً بينما تجد الاعراض عن مجالس العلم والأدب ظاهرة شائعة بين الناس !

ومغبون مَنْ حرَمَ نَفْسَهُ مِنْ لذّةِ العِلم التي لا تعادلها أيةُلذاذة مادية .

-6-

وأخيراً :

اليك هذه الوصية :

لا تُضِعْ مِنْ يديكَ أيةَ فُرْصَهْ 

فمآل التضييعِ حُزْنٌ وغُصّهْ 

وكما يَنْهضُ الرجالُ فَبادِرْ

ناهضاً لاغتنامِ أكبر حِصّهْ

لا تَغِبْ عَنْ مجالسِ العلم يوماً 

وكُنْ المعتلي لِخَيْرِ منصّهْ

يَعْظُم المرءُ بالعلوم ويسمو 

وَبِثّرِ العطاءِ يُصبح قصّهْ 

ان العلم هو الذي جعل الاجيال كلها تبحث – وبشغف – عن سير النوابغ الأفذاذ لتنهل من ينابيع عطائهم ، وتستلهم من حياتهم العبر والدروس .

حسين الصدر 

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة