متابعة الصباح الجديد :
نشرت مجلة «لا مينتي إيس مارافايوسا» الإسبانية تقريرا تحدثت فيه عن كيفية تغيير المرء لجوانب من حياته لا يشعر فيها بالرضا التام، مشددة على عدم وجود خطة ثابتة يتوجب اتباعها، باستثناء ضرورة الإيمان بالقدرة على التغيير والمضي نحو تحقيق الرضا عن الذات مهما كانت الظروف، مشيرة إلى عدد من النصائح في هذا الإطار.
وقالت المجلة، في تقريرها ، إننا قد نصل إلى سن معينة أو مرحلة من حياتنا ندرك فيها أننا غير سعداء، وأنه من المستحيل اتخاذ مسار آخر مغاير. فماذا يمكننا أن نفعل عندما يحدث هذا؟
وتضيف في كثير من الأحيان تصلنا رسائل كلاسيكية متفائلة تؤكد لنا أنه «لم يفت الأوان أبدا لإنشاء حياة جديدة». ولكن هذه الرسائل الإيجابية لا ترشدنا ولا ترينا من أين نبدأ هذا التغيير، ويكون الأمر أصعب إذا كان الشخص في سن متقدمة ومقيدا بمسؤوليات كثيرة على غرار العمل والالتزامات العائلية. فهل إحداث التغيير في هذه الحالة ممكن؟
لا أحب حياتي: ماذا أفعل؟
بين خيبة الأمل والإحباط قد يشعر المرء أحيانا بالألم الوجودي في منتصف الطريق، لدرجة تجعله يقول: «أنا لا أحب حياتي» أو «أنا أكره حياتي».
وعلى الرغم من أن تلك الأسئلة قد تبدو معقدة إلى حد ما، على وفق التقرير، إلا أن الإجابة عنها بسيطة للغاية.
وتضيف بأنه ربما نكون قد وصلنا إلى مرحلة ما في حياتنا نعتقد فيها أننا لا نسير في الطريق الذي رجوناه، حيث وضعنا جانبا أحلامنا ومثلنا وقيمنا واحتياجاتنا للتكيف مع معالم حياة مختلفة تماما.
وتوضح المجلة بأنه قد تكون لدينا وظيفة جيدة، لكنها ليست تلك التي ترضينا مهنيا وشخصياً. وربما نكون منغمسين في حياة مستقرة وعادية، بيد أننا نعاني من مشكلات على غرار الوزن الزائد وتدهور الحالة الصحية وانخفاض مستوى تقدير الذات.
وقد يكون لدينا شريك نتعايش معه لسنوات، ولكن العلاقة التي تجمعنا به روتينية ولا شيء فيها يوقظ الرغبة في بناء مستقبل جيد ومشترك. فماذا يمكننا أن نفعل في هذه الظروف؟ هل التغيير ممكن أم فات الأوان؟
أنت ملتزم بالعمل لتحسين واقعك، ولكن يجب أن تفي بالتزاماتك تجاه نفسك أيضا.
أكدت المجلة أنه لا يوجد دليل إرشادات عن قواعد الحياة، وليس عليك سوى الاعتناء بنفسك وتحقيق سبل رفاهيتك وسعادتك في كل لحظة من وجودك. وإذا كنت لا تحب شيئا ما في حياتك، فينبغي أن تفعل كل ما بوسعك لتغييره وتحسين واقعك.
يمكننا جميعا تغيير حياتنا، وإذا كنت بحاجة حقا إلى التغيير فإن الأوان لن يفوت أبدا
وتنقل المجلة عن الطبيب النفسي «كارل روجرز» أنه من حق أي شخص في العالم تحسين رفاهيته. قد تبدو تلك العبارة منمقة بدون قيمة حقيقية، إلا أن ذلك أمر ممكن لأن الزمن قد تغير.
ويوضح التقرير أنه حتى وقت ليس ببعيد، كنا نظن أن شخصية الإنسان مستقرة ولا يمكن أن تتغير بمرور الوقت، وأنه لا أحد يستطيع تغيير طباعه، لكن تبين أن السلوك وأسلوب الحياة من الأمور التي يمكن أن تطرأ عليها العديد من التغييرات بين الفينة والأخرى.
وتشير دراسات أجرتها الدكتورة «كريستينا كوسترومينا» في جامعة موسكو الحكومية إلى عدة نتائج مثيرة، أبرزها:
● العديد من المفاهيم التي كنا نتبناها عن شخصية الإنسان لم تعد قائمة، لدرجة أنه يمكننا الآن التحدث عن الشخصية الديناميكية.
يمكن لأي شخص يتعرض لضغوط في محيطه إحداث تغييرات كبيرة في حياته.
أصبح المجتمع أكثر مرونة من أي وقت مضى، وهذا يسمح بالوصول إلى المزيد من المعلومات والاتصالات الاجتماعية الجديدة، والتواصل مع الأشخاص الذين يستطيعون مساعدتنا على الانفتاح ويلهموننا بأفكار لتعزيز عملية التغيير. وهذا إن دل على شيء فهو يدل على أنه يمكننا جميعًا بدء مراحل جديدة في حياتنا إذا أردنا حقا ذلك.
وأقرت المجلة بأنه ليس من السهل تغيير مسار حياتنا والانتقال بين عشية وضحاها إلى مسار جديد. ربما بمقدور البعض فعل ذلك، لكن من الأنسب دائما مراعاة الأبعاد التالية:
تأتي التغييرات الكبيرة بعد الاختلافات اليومية الصغيرة. لذلك من الأفضل تنبي سلوكيات جديدة بطريقة تدريجية ووضع خطط جديدة. ليس من الضروري أن تبدأ بتغيير جذري، لكن لابد من إحداث تغييرات يومية صغيرة من شأنها أن تقودنا عاجلا أم آجلا إلى حيث نريد.
ضع خطة وحدد ما تريده لنفسك. ما سيساعدك على تحقيق هذا الهدف ليس فقط قوة الإرادة، بل أيضا العادات والسلوكيات والأفعال الجديدة. كن مثابرا من أجل تحقيق الرفاهية التي تطمح إليها.
اعتمد على الأشخاص الذين يفهمونك ويفهمون واقعك. عندما يتعين عليك اتخاذ قرارات مهمة، تستطيع أن تعتمد عليهم، حيث سيمدون لك يد المساعدة في وقت الحاجة.
وختمت المجلة بالقول إننا قد نمر جميعا بمرحلة ما نكتشف فيها أن الطريق الذي نسلكه لا يرضينا ولا يرقى لتطلعاتنا. وفي هذه الحالة لا ينصح بإجراء انعطاف جذري في الاتجاه الذي تسلكه فحسب، بل ينبغي أن يكون التغيير إجباريا في معظم الحالات.