“الذئاب على الأبواب” في مختبر السرديات

بهاء الدين الفارس

      ” إذا كانت مصر تفخر بنجيب محفوظ, فنحن نفخر بسلالة طيبة من المبدعين يقف أحمد خلف بمقدمتهم”

  بهذه الكلمات رحبَّ الأستاذ الدكتور جاسم الخالدي بأيقونة الروائيين العراقيين الأستاذ أحمد خلف بعد الترحيب بالضيوف والمشاركين والحضور من العراق والدول العربية في افتتاح الندوة الثالثة لمختبر السرديات التابع لقسم اللغة العربية كلية التربية للعلوم الإنسانية جامعة واسط, والذي حرص القائمون عليه, ومن الندوة الأولى, التعرّض للمنجزات الثقافية السردية الإبداعية لمبدعين عرب وعراقيين, وبحضور نوعي مميز من أكاديميين ومتخصصين من كل البلاد العربية, فتُطرح أوراق نقدية تكشف خبايا النص باستضافة ثلاثة أساتذة يقدمون قراءاتهم لكل منجز, وآثر المنظّمون أن يكون أحد هؤلاء الثلاثة باحثاً شاباً إيماناً منهم بضرورة الإعداد الرصين للطاقات الأكاديمية الفتية لمثلِ هكذا ممارسات ثقافية.

وأدار الندوة الناقد الكبير الأستاذ الدكتور ثائر العذاري أستاذ السرديات بجامعة واسط معلناً بداية القراءات النقدية, فضرب بقلمه الإبداع فانبجست ثلاث قراءات وتمهيد كان للناقد الكبير الأستاذ فاضل ثامر القدح المعلّى فيه, فأشار إلى أن رواية ( الذئاب على الأبواب) تُعد إضافة مهمة لرصيد المبدع أحمد خلف, ورأى أنّها شهادة وطنية شُجاعة توثق مرحلة عاشها المجتمع العراقي حيث صوّرت مراحل من تاريخه, وتحدّث الناقد الكبير بأسلوبه الرصين الممتع عن اللعب السردي الذي قام به الكاتب وحركة الشخصيات والرواة في الرواية مختتماً حديثه بالشكر لمختبر السرديات في جامعة واسط بوصفه ملتقى أكاديمياً وثقافياً مهماً وتمنّى للكاتب دوام الإبداع.

وبدأ الناقد الكبير الأستاذ الدكتور إيهاب بديوي من جمهورية مصر العربية بشكر قسم اللغة العربية ومختبر السرديات فيه على دعوته للمشاركة في هذا المحفل الثقافي المهم, ثم أوضح أهمية الرواية كجنس أدبي يعد الأقدر على توضيح المؤثرات الإجتماسياسية بالمجتمع, وأشاد بتطوّر الكتابة الروائية العراقية من حيث الكم والنوع ومصداق ذلك حصول أكثر من رواية عراقية على جائزة دولية وعربية.

وفي حديثه النقدي عن فنية الرواية تطرّق الدكتور بديوي عن دلالة الذئاب في العنوان واختيار اسم الشخصية الرئيسة والشخصيات الفرعية إنّما يمثّل إسقاطاً على شخصيات تاريخية معروفة لها دلالاتها الخاصة.

وفي قراءته للبناء الدرامي والفني, وصف الكاتب بالبراعة الفنية والسلاسة السردية أمّا لغة الكاتب فرأى أنّه اختار الكاتب لغة عربية فصيحة صحيحة مباشرة تحمل في الوقت نفسه البنية الدلالية والبلاغية قدّمت الفكرة في إطار واضح وصريح, ورأى الناقد أنَّ نهاية الرواية كانت نهاية رائعة تمثلت باختيار البطل المواجهة, فيقول: إنَّ الكاتب يعلم أنَّ الرواية امتداد للواقع والواقع امتداد للرواية.

وأما الناقد الأستاذ الدكتور جاسم محمد جسام فخصَّ بالشكر الدكتور ثائر العذاري والدكتور جاسم الخالدي لتقديمهم أسماء لامعة في سماء الثقافة العربية والعراقية, إذ يقدم مختبر السرديات قامة كبيرة من قامات السرد العراقي والعربي هو الأستاذ أحمد خلف في روايته الكبيرة ( الذئاب على الأبواب), وتحدّث الدكتور جاسم محمد وبقراءة فاحصة عن مسارات محدد في الرواية.

وأما الناقد علي سرمد فقد أشاد بتجربة مختبر السرديات في جامعة واسط لإتاحة الفرصة للشباب لإظهار إمكاناتهم النقدية وشكر القائمين على المختبر لدعوته لهذه الندوة, وقد أشار في دراسته للرواية أنها انتهجت السرد المتقطع, أي تداخل العوالم من الماضي إلى الحاضر وبالعكس, وهو من تقنيات ما بعد الحداثة.

وفي ختام القراءات النقدية أطلق الدكتور ثائر العذاري العنان لمداخلات الحضور فكانت مداخلة للأستاذ الدكتور فاضل عبود التميمي أثنى فيها على قسم اللغة العربية بكلية التربية  على هذه التجربة الأكاديمية الثقافية, كما تحدّث بإيجاز عن الكاتب أحمد خلف وأثره في السرد العراقي الحديث.

 كما كانت هناك مداخلات لبعض طلبة الدراسات العليا في جامعة واسط قبل أن تُختتم بمشاركة للأستاذ أحمد خلف مؤلف رواية ( الذئاب على الأبواب), فشكر كل من تحدّث عن الرواية ورأى في كلامهم حافزاً لمواصلة الإبداع, ودعا إلى توحيد كلمة المثقف العربي أينما كان, ثم أثنى على مختبر السرديات والقائمين عليه حتى أنّه وصف نفسه بتعبير لطيف فقال: إنّه مرتبك من الفرح, وعاهد الحضور على مواصلة التميّز والإبداع.

 وقد دعا الدكتور جاسم الخالدي في ختام الندوة الجميع للاستمرار بالحماس والتفاعل كونه يمثّل حافزاً لمواصلة العطاء وأشار الأستاذ الدكتور ثائر العذاري : إن القائمين على مختبر السرديات بكلية التربية للعلوم الإنسانية جامعة واسط يعملون بروح الفريق الواحد وهو سر نجاح هذا المحفل الأكاديمي الثقافي, ودعا في ختام الندوة بالتوفيق والسلامة للجميع.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة