الايكيجاي .. سر روعة كوكب اليابان

احلام يوسف

عندما نتحدث عن الشعب الياباني او اليابان كدولة، فإننا نصفها بالكوكب، أي انها كوكب بحد ذاته لتميزها بالكثير من التفاصيل المتعلقة بحياة شعبها الاجتماعية والاقتصادية وفلسفته للحياة بنحو عام.

ما السر وراء تميزهم هذا؟ لماذا يعدون من اكثر الدول التي فيها معمرين؟ ما السر وراء ملامحهم المبتسمة دائما؟ ما اختلافنا عنهم؟ وهل ان عرفنا زوايا الاختلاف يمكن ان تتغير حياتنا؟

ذكر الباحث بعلم الفلسفة مهيب الكبيسي: “ما يميز الشعب الياباني، اتباعه فلسفة الايكيجاي، والتي تتألف من مقطعين الايكي وتعني “الحياة” وجاي وتعني “قيمة او معنى” أي انها فلسفة لإدراك معنى الحياة، فتدفعك للاستيقاظ كل صباح وتكون ممتنا لمنحك يوما جديدا وفرصة جديدة لمواصلة الحياة ومتابعة سعيك لتحقيق احلامك.

يقول اليابانيون ان “الايكيجاي سر الوجود بداخل كل منا لكن ليس كلنا، فهناك من تاه عنه وما زال يبحث بداخله عله يعثر عليه.

ويتابع الجبوري: هناك اربع نقاط اساسية ترتكز عليها الحياة، ما الذي اجيد عمله؟ وما الذي احب عمله؟ وما الذي يحتاجه الاخرون مني؟ وما الذي يمكنني عمله مقابل اجر؟ لو ركزنا على تلك النقاط سنعرف جيدا الهدف الذي من اجله منحنا الحياة، والهدف الذي وجدنا من اجله، وطبيعة الدور الذي علينا ان نلعبه على هذا الكوكب، خاصة وهناك الكثير منا عندما يفكر بالحياة ونهايتها يشعر بالعبث، وهذا احد اسباب الاحباط والانتحار في بعض الحالات.

ويضيف: فلسفة الايكيجاي علينا جميعا تطبيقها فهي مجرد مبدأ او لنقل رسم بياني للحياة الصحيحة والصحية، اذن فهي ليست حصرا على شعب معين دون غيره. فمعها نستطيع تحقيق التوازن بين ما نحتاجه من الحياة وما تحتاجه منا، واول شيء نحقق به ذواتنا ونحترمها به ونشعر بقيمتنا معه وقيمة وجودنا بالحياة، العمل، بغض النظر عن طبيعته.

يقول الجبوري ان هناك قرية في اليابان معروفة بكثرة المعمرين فيها وبعد دراسة الاسباب ومتابعتهم وجدوا ان كل من في هذه القرية يمارس هواية معينة يوميا، ومن دون انقطاع او كلل، بل بحب ومتعة لم تفارقهم حتى وهم بعمر التسعين او الثمانين. وقال يجب ان نحذو حذوهم فهم لا يعترفون بكلمة “تقاعد” لانهم يجدون ان لكل مرحلة عمرية نشاطاتها الخاصة التي تناسبها، وبذا فإن الحركة والنشاط تستمر الى اخر لحظة من عمرهم ولدينا نحن مثل يقول في الحركة بركة.

واضاف: من المبادئ التي تعتمد عليها فلسفة الإيكيجاي، التفكير الإيجابي فهم يعيشون اللحظة الحالية ويستمتعون بها بكل تفاصيلها. ويبقون على اتصال دائم بالطبيعة من خلال التأمل. فلكل تفصيلة اهمية في الحياة، وكلها مجتمعة تشكل حياتنا بأكملها لذا علينا ان نحاول تحسين تلك التفاصيل الصغيرة والبسيطة كي نجعل حياتنا اجمل وافضل ويكون لها معنى حقيقي.

وختم حديثه: ان كنت راضيا عما تفعله وتقوله، وعن علاقاتك وعملك، فقد عثرت على معنى الحياة او الايكيجاي الخاص بك، المهم ان نسعى لحياة افضل من خلال ممارسة هواية معينة، وممارسة الرياضة حتما، ونثق اكثر بقدرتنا على حل المشكلات التي تصادفنا ولا نتذمر بأول لحظة، الأهم من كل ذلك أن نعرف قيمة أنفسنا وأهمية وجودنا في الحياة، لان كل المشكلات قابلة للحل، لكن الحلول دائما تختبئ في زاوية معينة تنتظر ان تستفزك لتبحث عنها بهدوء وروية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة