وداد إبراهيم
صور نادرة لـ (طاغور) في بغداد، و(الملك فيصل الأول) و(شارع المغرب) في اربعينيات القرن الماضي، و(بائع الفرارات) في المحلات القديمة، وغيرها من صور نادرة، جمعها سعد مصطفى في دكان صغير.
ويبادر صاحبه سعد مصطفى بشرح تاريخ هذه الصور وبعض التفاصيل التي تخصها.
تمكنت هواية جمع الصور من سعد مصطفى، جرا بمتابعة الأفلام الاميركية والهندية في دور العرض السينمائي، وكان يشتري صور الأفلام المطبوعة على ورقة سميكة تحتوي الكثير من الصورة فيقص كل صورة على حدة ويحتفظ بها، وصار يحفظ أسماء الممثلين والأفلام ليضيفها كمعلومات مع الصور.
يقول: كنت اشتري صور لأفلام هوليوود مذ كنت طفلا وعندما كبرت بدأت بمتابعة الافلام العالمية وتعرفت اكثر على الممثلين وطبيعة الافلام وانواعها وتاريخها والظروف التي احاطت بالفيلم قبل عرضه في دور السينما. حتى أصبحت خبيرا في أسماء الممثلين وعناوين الأفلام وسنوات عرضها، وكانت هذه الهواية محط اعجاب أصدقائي واقاربي، وشجعوني للاحتفاظ بصورهم الخاصة ايضا، بالأخص من كان يهاجر خارج العراق، الا اني لم اكتف بذلك، بل صرت اشتري صور مناطق بغداد والرياضيين والفنانين والسياسيين والادباء، وكنت اجمع صور الملوك والوزراء والرؤساء وصور لبعض الاحداث السياسية التي حدثت في العراق والتي كانت تهز المجتمع من ضمنها احداث الانقلابات والثورات، وعرف عني الحرص الشديد على الصورة، حتى صار عندي كم هائل من الصور، لم تتسع له غرفتي في البيت، فاستأجرت دكانا في احدى مناطق بغداد وبالقرب من المركز الثقافي العراقي، ليمثل لدي متحف صغير .
وتابع: صار المتحف الصغير محل جذب كبير للناس حيث يتوقفون لمشاهدة الصور ويستعيدون بعض من ذكرياتهم او يتعرفون على شيء من التاريخ، وصار البعض يأتي الي بصور منوعة فأشتريها، وعرفت في السوق بأني اشتري الصور النادرة، وقد عرض علي بعض الناس شراء مكتبة كاملة من الصور ومن دون ان اتردد كنت اشتريها وانا اشعر بالسعادة بالأخص اذا كانت الصور تخص شخصيات فنية او سياسية او اجتماعية.
وعن أكبر عملية شراء لصور قال: خلال احداث عام 2003 كان أرشيف بعض المؤسسات الإعلامية وكبار البيوت والشخصيات يباع على الأرصفة وفي الشوارع فأسرعت لشرائه حفاظا على تاريخ العراق الصوري، وفعلا كان ارشيفا عظيما للكثير من الصور التاريخية والفنية، ليكون متحفي الصغير، اول متحف صوري عراقي لأرشيف العراق السياسي والفني والرياضي والتاريخي، فقمت بترتيبها حسب الشخصيات والاحداث والمواضيع مثلا لدي صور لشوارع بغداد خلال الخمسينيات والاربعينيات من القرن الماضي وصور العائلة المالكة وشخصيات عربية واجنبية زارت العراق وهي صور في غاية الجمال والوضوح.
يطمح سعيد مصطفى ان يكون له مكان في المركز الثقافي العراقي في شارع المتنبي وقام بزيارته اشخاص من وزارة الثقافة وحصل على وعد منهم بمنحه مكانا صغيرا يحمل اسم (متحف العراق الصوري) بعد الاطلاع على الصور وتقييمها الا انهم لم ينفذوا وعدهم له الى الان.
ارشيف العراق الصوري ينتظر مكانا يضمه
التعليقات مغلقة