اثنتا عشْرة مرآة

قصي عطية*

ـ 1 ـ
المَدى المُغطَّى بأجنحةِ نَورسٍ
وأبجديّة ريحٍ..
هناكَ..
حيثُ الشّمس تُرسلُ
ضوءَها المُتوارِي خجلاً..
في مَرايا الفَجْر.


ـ 2 ـ
يُحاصرُني الوقتُ
يرسمُ وعداً
يكتبُ شهقةً…
ينثرُ ليلَه.. ثمّ يمضي
على أشرعة الغياب.


ـ 3 ـ
ميلادُ النّهارِ..
على بيادرِ تخومٍ ضائعةٍ
يتأرّجحُ فيها الليلُ
عابثاً بدوائر الوقت.


ـ 4 ـ
ضوءُ النّهارِ يُسابقُ الخطوَ
يحيا الغيبُ في
حاشيةِ النّقشِ المُبرعَمِ
في تراتيلِ
وجعٍ
قديم.


ـ 5 ـ
حشرجاتُ التّنهيدةِ المُتقطّعةِ
يتعالى نبضُها…
تبصقُ وجعها..
وتبلعُ ريقَها ..على
شاطئ الوريد.


ـ 6 ـ
عتيقةٌ هذهِ المدينةُ
نهداها من عشب الطيّون
وشفتاها أيقونتان..


ـ 7 ـ
استدرْ قليلاً،
وأنتَ تعزفُ على قيثار ليلكَ..
أكادُ أخرجُ من هذا الفضاء
وأدخلُ معكَ في
خواصرِ السّحابْ


ـ 8 ـ
بالرّمادِ المُطوَّق بنبضٍ مُرتجِفٍ
على حافّةِ الليل..
يُلامسني عنكبوتٌ في العتمةِ
أقفزُ مُرتعباً.. وأبدأُ
بالبكاء.


ـ 9 ـ
يهمسُ الليلُ للعاشقِ
يُشعلُ لقلقِهِ البخورَ… والشموعَ
ويُبعثرُ المواويلَ على شرفةِ
القُبلة الأخيرة.


ـ 10 ـ
غيابُكِ يزرعُ الوقتَ قلقاً
ينثرُ الأشعارَ،
يقفو أثرَ الغيمِ
في نهارٍ
خريفيّ حزين.


ـ 11 ـ
لمن هذا الغيمُ..؟!
والمواويلُ الهاربةُ من عِقالِ
صمتٍ قديم..؟!!
أيُّها الشاطئُ البعيدُ
ألقِ بعبيركَ فوقَ نشيد كلماتي
يهزّني ليلُ المدينةِ، وقناديلُها المصلوبةُ
على صدر قصيدةٍ خرساء.
يُحاصرُني جمرٌ..
ونُعاسٌ..
ونباحُ كلابٍ مسعورة.


ـ 12 ـ
مرايا الليلِ تتآخى..
تتحلَّلُ..
تشهقُ، وترسمُ حلماً
على جناحَي فراشةٍ
ويفيضُ الوجدُ..

  • شاعر سوريّ

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة