علوان السلمان
من بين فضاءات الفكر والابداع كان الوجود الفاعل والمتفاعل لجاسم العايف الشاعر والصحفي الموسوعي معرفيا والناقد المتأمل محلا ومفككا والذي ترك بصمته المميزة مقاليا و نقديا في الصحف المحلية والعربية متجاوزا الحدود،وتشهد له في كل هذا جريدة الجمهورية وطريق الشعب والتآخي والمرفأ ومجلة الثقافة الجديدة والطليعة الكويتية ومجلة شعر المصرية..
ـ جاسم العايف المثقف العضوي على حد تعبير(كرامشي) عمل عضوا في تحرير جريدة الحقيقة البصرية والمنار والمربد محررا مرة ورئيس تحرير اخرى….
ـ جاسم العايف، كتب في المسرح وكان يوسف العاني مثله الاعلى سيرة وتجربة. لذا فهو يقول عنه ( اعمال الفنان يوسف العاني المسرحية فكرة المتوقد،وتعبر عن توجهاته الفنية التجريدية، فليس له عمل مكرر(التيمة) لنتاج سبق وكتبه او قدمه..).. وله جدلية الشعر والرسم وطروحات انطباعية نقدية في الشعر والسرد والفن التشكيلي..
ـ جاسم العايف، اشتغالاته الادبية قائمة وفق منهج يتناغم وطبيعة المنجز الثقافي،المعرفي الذي يتناوله تحليلا للوقوف على مناطق التوهج والاثارة، لان الابداع عنده ما يستفز الذهن ويولد الاسئلة، وعلى اثر ذلك كان منجزه الاخير (سحر القراءة) الذي كان ثمرة متابعاته القرائية مع تثبيت وجهات نظر انطباعية تؤسس لفضاء ثقافي وتكشف عن متابعة لما ينجز وتقديم نص مواز له من خلال رصده الواعي لبعض بؤر المنجز الابداعي بتوظيفه ما هو مكتنز في ذهنه من معارف وصور ومناطق اثارة…
ـ جاسم العايف، يقرأ الفعالية الشعرية التي تنتج من تفاعل الذاتي والموضوعي المتضمن بنائيا من حيث اللغة التي تدور في اطار اجتماعي، تاريخي، كونها اداة يشكل منها المنتج(الشاعر) عالمه الحلمي الذي يحمل تطلعاته ورؤاه، فتعبر عن تجربة مؤثرة في وعي الذات الجمعي الآخر ونابشة لمخزونه الفكري، بصفتها مشتركا بينهما بإطارها الاجتماعي المتناغم مع المدى المعرفي الموروث والمعاصر، أما فيما يتعلق بالقراءة السردية فقد اتخذ سبيله معتمدا على بنيتين اساسيتين: اولهما وحدات البناء السردي اذ تتبع واستقراء بنية السرد والوصف من جهة وبناء الشخصية وتشكل مستويات وعيها من جهة اخرى، اضافة الى الزمكانية والحدث والبيئة، اما البنية الثانية فتمثلت بالمعنى اذ كان تتبع المشكلات الاجتماعية التي تزج الشخصية في معترك الحياة من خلال الممارسة والصراع..
ـ بهذه الافكار دخل جاسم العايف وعي المستهلك(المتلقي) آملا ان تلقى قبولا لا زهوا بها معتبرا صلته بالحياة ما تزال كما ارادها فالكاتب لا يطمح الا لإرضاء ذاته لان الذات جزء من حركة الكون..
فسلاما لوجوده المتغلغل في اذهاننا والمرتكز في كياننا والمتحقق في قول الجواهري الكبير..
يموت الخالدون بكل فج ويستعصي على الموت الخلود