احلام يوسف
يتردد كثيرون منا عند اتخاذ قرار بشأن امر ما، جراء سؤالين: هل سيكون القرار صائبا؟ هل سأندم فيما بعد لأنني اتخذته؟ وربما تغزو اذهاننا اسئلة اخرى جراء ذا التردد الذي يعد مشكلة يعاني منها كثيرون.
في الجانب الاخر هناك بعض الاشخاص حازمين عند اتخاذهم قرارا معينا حتى وان لم يكونوا واثقين من صواب الخطوة؟
يقول الباحث في الطب النفسي هشام النقاش بشأن التردد: ان الاسرة وطبيعة البيئة التي ينشأ داخلها الشخص مسؤولة بنحو كبير عن غرس هذه الصفة، فكلنا نلاحظ ان الاهل غالبا ما يضعون اولادهم بموضع المقارنة مع اقرانهم سواء اقارب او اصدقاء، ما من شأنه زعزعة ثقتهم بأنفسهم، والثقة بالنفس اساس لصنع الشخصية ومن هنا يظل الابناء خائفين من الفشل والمقارنة التي لن تكون من صالحهم.
وتابع: حتى موضوع اختيارنا للدراسة وهذا ما يفعله الغالبية منا، يريد الطبيب من ابنائه ان يكونوا اطباء والمحامي كذلك.. الخ، ومن هنا يعاني الابناء في قراراتهم، لأنهم يعتمدون على الاهل لانهم “أي الاهل” عززوا داخل ابنائهم بانهم الافضل باتخاذ القرارات عنهم.
يقول النقاش ان بعض الاهالي يظنون انهم بالمقارنة مع غيرهم يحفزونهم على فعل الافضل، واضاف: يحتاج الاهل الى تصحيح ما بدأوه مع ابنائهم، فالشخص المتردد يحتاج الى زرع الثقة بنفسه وبقراراته، بأن نناقشه بشأن الموضوع، ونضع جدولا نحسب به الايجابيات والسلبيات، وعلينا التأكيد له بأن اتخاذ القرار الخاطئ لا يعني انه فاشل او غير مسؤول، بل سبب لتعلم شيء جديد، يساعدنا مستقبلا على تصحيح الخطأ ما يجعله مسترخ اكثر، لان التوتر احد اهم اسباب التردد.
وتابع: يجب ان نعلم جميعا، ان القرار المثالي نادر، حتى وان كان صوابا، لكننا عادة نختار الافضل منها، فالتردد يعني ان هناك اكثر من قرار يتزاحم داخل راسنا. هناك بعض الاهالي ممن يمتلكون ثقافة عالية وخبرة كافية للتعامل مع ابنائهم بطريقة صحيحة، يستشيرون اطفالهم حتى وهم بعمر الخمس سنوات باختيار الملابس، او اغراض ينوون شراءها، ويطلبون منهم مساعدتهم باختيار الافضل والاجمل، تساعد هذه الطريقة على تعزيز الثقة بالنفس بنحو كبير، فان كان قادرا على اتخاذ قرار يخص والده ووالدته فهو قادر جدا على اتخاذ قرار يخصه. علينا ايضا ان نعلمه بان القرارات المتخذة حتى من قبلهم طوال حياتهم لم تكن صحيحة دائما، لكنها كانت الافضل لحظة اتخاذ القرار، وان اكتشفنا عدم صوابها فهذا لا يعني نهاية العالم، علينا ان نركز كثيرا على هذه الجملة.. “لا شيء يحدث ويكون سببا بنهاية العالم” اذن فكل شيء قابل للتصحيح.
ذكر النقاش ان تشجيع الابناء على التحدث عن مخاوفهم بشأن قرار معين يمكن ان تسهم بتشجيعهم على اتخاذ القرار الصحيح، ويمكن احيانا ان نقرر بدلا عنهم لكن بطريقة ذكية تجعلهم يظنون انهم هم من اتخذ القرار.