احلام يوسف
لأول مرة في التاريخ يعيش الناس في كل القارات والدول- حتى من لم يصلها فيروس كورونا بعد- الحالة نفسها، الترقب والخوف والقلق، وبات الكل يحن حتى الى الروتين الذي كان يتذمر منه طول الوقت وتشابه الايام بتفاصيلها.
تغيرت الكثير من الافكار التي كانت تسيطر علينا، وتغير شكل طموحنا واحلامنا، واصبح كورونا الزمن الفاصل، فالحياة قبل كورونا ليست هي الحياة ما بعد كورونا. بعض الاشخاص تحدثوا عن ندمهم حتى على تذمرهم من الروتين اذ وجدوا ان حياتهم قبل الحظر لم تكن روتينية بالفعل، بل كانت حياة لطيفة ومنهم هناء قاسم التي قالت:
- • “قبل الحظر كنت اتشاجر يوميا على وجه التقريب مع زوجي لاني اطالبه البقاء في البيت، وهو يصر على الخروج للقاء اصدقائه، اليوم صرت اتحسر على الايام التي لم يكن فيها في البيت “ضاحكة” لم اكن اعلم ان بقاءه في البيت يمكن ان يكون اكثر مللا من الملل نفسه الذي كنت اشعره عندما يخرج، اذ يتذمر من كل شيء، ويتدخل بكل شيء حتى في الامور التي لا يعرف عن تفاصيلها شيئا، انتظر انتهاء الحظر وعودة الحياة الى طبيعتها كي احتفل.. نعم وهذا نذر ساوفيه بإذن الله.
مسلم عبد القادر اعلن ندمه على كل لحظة لعن فيها الروتين وقال ساخرا: – “اكتشفت ان الروتين حالة جميلة، لا ادري ما المشكلة في اننا نعيش يوميا التفاصيل نفسها، اليس جميلا انك تعرف تفاصيل يومك قبل ان تبدأه؟ حقيقة انا بدأت احب الروتين، واجده افضل بكثير من التجديد فيمكن ان يكون الجديد شيء مثل “كورونا”، عهد اخذته على نفسي، ان انتهى زمن كورونا ورجعت الحياة الى طبيعتها، فسأقبل على الحياة بكل ما املك من قوة وحب.
ومثل عبد القادر حال عبد الله محمود الذي قال: انا اعمل موظفا حكوميا، كنت اتذمر من حياتي كلها، من الوظيفة والراتب واحيانا اتشاجر مع زوجتي ان طلبت مني شراء غرض معين من السوق، اليوم صرت اتذكر هذه الحالة وكأني اتذكر حبي الاول “ضاحكا” حقيقة اتمنى اليوم ان تعود تلك الايام، وسأقبّل زوجتي حينها في كل مرة تطلب مني الخروج بغية شراء ما تحتاجه.
هل يمكن ان تكون الحياة بعد كورونا مختلفة فعلا عما كانت عليه قبله؟ ام ان التغيير سيكون محصورا بالأيام الاولى التي سيجري فيها رفع حظر التجول؟ هل يمكن ان نغير من اسلوب حياتنا؟ ان نتقبل حياتنا كما هي مع الاحتفاظ بحقنا في الطموح والسعي لتحقيقه. ننتظر مع كل العالم اعلان الخلاص من كورونا، وسنحصل على الاجوبة التي نتمنى ان تكون ايجابية.