الصباح الجديد – وكالات:
استفاقت العاصمة اللبنانية امس الأربعاء على هدوء حذر، غداة ليلة أمنية وسياسية عاصفة، سبقتها استقالة رئيس الحكومة سعد الحريري، الذي وصل إلى “طريق مسدود”، كما قال.
فبعد أن عاش المحتجون قرابة ساعتين من الرعب وسط بيروت، إثر إقدام عدد من الشبان يهتفون بولائهم لـ”حزب الله” وحركة “أمل” على تحطيم وحرق خيام المحتجين، احتفل الأخيرون ليلا باستقالة الحريري وأطلقوا المفرقعات النارية، تمهيدا ليوم جديد يبدو أنه سيقتصر على تجمعات في الساحات دون قطع الطرق.
وبينما بدأ المحتجون بفتح بعض الطرقات، أصدر الجيش اللبناني بيانا، طلب فيه من جميع المتظاهرين “المبادرة إلى فتح ما تبقى من طرق مغلقة لإعادة الحياة إلى طبيعتها”.
سياسيا، قال رئيس المجلس النيابي اللبناني نبيه بري في حديث لصحيفة “الجمهورية”: “الوضع دقيق وحساس، وينبغي مقاربة ما حصل بكثير من التعقل، والحؤول دون حصول أي أمر من شأنه أن يزيد الأمور تعقيدا”.
وأكد بري أن “المطلوب هو أن تسود الحكمة ولغة الحوار بين المكونات اللبنانية، خصوصا أن صورة الأزمة ليست طائفية أو مذهبية”.
من جهته، قال الزعيم الدرزي وليد جنبلاط في حديث تلفزيوني إن “حكومة اللون الواحد حماقة”، وأضاف: “لا أعرف ما هي ظروف الحريري، لكني معه إذا قرر العودة لرئاسة الحكومة”.
وفي المواقف الدولية، دعا وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو القادة السياسيين في لبنان إلى الإسراع بتشكيل حكومة، يمكنها بناء لبنان مستقر ومزدهر وآمن يلبي احتياجات مواطنيه”.
بدورها، أعربت إيران، عن أملها بتجاوز لبنان هذه المرحلة الخطيرة، مشددة على ضرورة ضمان وحدته الوطنية.
وحث المنسق الأممي الخاص في لبنان يان كوبيش، السلطات اللبنانية على عدم التريث في تشكيل حكومة، توفر الأمن وتسهر على الإصلاحات وتوقف التدهور الاقتصادي”.
كما أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن أمله بأن يتم إيجاد حل سياسي لما يشهده لبنان الآن، حفاظا على استقرار أمن البلاد، داعيا السلطات إلى حماية المتظاهرين السلميين.
أما أمين عام الجامعة العربية أحمد أبو الغيط، فقد دعا اللبنانيين إلى الحفاظ على السلم الأهلي والمظهر الحضاري للاحتجاجات.
وكان رئيس حكومة لبنان سعد الحريري قد أعلن أمس الاول الثلاثاء استقالته بعد 13 يوما من الاحتجاجات الشعبية الواسعة التي اجتاحت لبنان.