الواقع العراقي يضج بمشاهد الحركة والإثارة (الأكشن) ، وكلما تابعنا مشهداً وتفاعلنا معه ،سرعان ما يشدنا مشهد آخر ليأخذنا بعيداً عن الاول ، وهكذا تتوالى المشاهد لدرجة اننا في بعض الاحيان نصبح غير قادرين على المتابعة ، فأي حدث وأي مشهد يمكننا متابعته والتركيز عليه ، هل نتوقف عند مشهد دعوة احدى النائبات لتشجيع تعدد الزوجات في بلد وصل فيه عدد الارامل والمطلقات إلى نحو مليون ارملة ومطلقة ، فضلا عن عزوف الشباب عن الزواج بسبب تردي الاوضاع الاقتصادية ما ادى إلى ارتفاع نسبة العنوسة في البلاد ؟ .. وفيما كان النقاش محتدماً بشأن رفض او دعم هذه الدعوة التي وصفتها بعض النساء بأنها تمثل انتهاكا جديداً لحقوق المرأة .. فأن ثمة صخباً يصم الاذان يأتينا من خلف الحدود ، ورويداً رويداً تبدأ الصورة بالظهور ليتبين لنا ان مشهداً مليئاً مثيراً يتم تصويره في احدى دول الجوار بعد ان قرر (المخرج) ! اختيار هذه الدولة لتصوير المشهد بعد ان استدعى جميع الممثلين المشهورين منهم والمغمورين وأعطى لكل واحد منهم دورًا في هذا العمل الذي حظي بدعم وتمويل كبيرين من دول اخرى ترى ان مشهدًا كهذا سيحظى بمشاهدة واسعة النطاق ما يعني انه سيحقق عائدات كبيرة جدا !! .. فقد تنادى مجموعة من السياسيين العراقيين لعقد مؤتمر او اجتماع قالوا انهم يريدون من خلاله حل ومعالجة مشكلات (مكون) عراقي عانى (التهميش) كثيراً ! لذلك فهم يسعون للأقلمة لكي يتخلصوا من هذا التهميش ، ولست ادري كيف يمكن لمؤتمر تدعمه مخابرات عدد من الدول ان ينجح المشاركون فيه بحل مشكلات بلدهم ؟ .. اما كان حري بهؤلاء الساسة الحريصين على مصلحة بلدهم وشعبهم ان يعقدوا مؤتمرهم هذا في أي بقعة من بقاع الوطن ؟ لكي يجبوا سوء الظن عن انفسهم ؟ .. ألا يدركون ان المخابرات ،- أي مخابرات لا تدفع من دون مقابل ؟ .. اعتقد ان المخرج الذي اخرج مشهد اجتماع اسطنبول – بصرف النظر عن ألنتائج لم يكن يتصور مثل هذا العزوف عن مشاهدته حتى من قبل الجمهور الذي قيل ان السيناريو كان موجهاً له !! ..
وفيما نحن منهمكون في متابعة نتائج مؤتمر اسطنبول وتداعياته ، لفت انتباهنا مشهد آخر اخذنا بعيداً من العاصمة العثمانية إلى العاصمة السومرية (ذي قار) التي شهدت افتتاح مطارها المتواضع الجديد الذي تم تطويره بجهود ذاتية بالإفادة من قاعدة الامام علي الجوية في الناصرية ، وبعيداً عن الملاحظات والانتقادات وعبارات السخرية التي تحدث بها البعض ، فأن انجاز مثل هذا المشروع في مرحلة اللاإنجاز بسبب الازمة الاقتصادية ، يعد مؤشرًا ايجابياً يحسب للحكومة المحلية ووزارة النقل ، ومن المؤكد ان هذه الخطوة ستتبعها خطوات كما انها ستشجع بقية المحافظات لان تحذو حذو عاصمة سومر ، وفعلا بدأنا نسمع كلاماً عن تطوير مطاري الكوت والديوانية وربما محافظات أخرى ، فما المانع ان يكون في كل محافظة مطار حتى وان كان بسيطا من اجل تفعيل الواقع السياحي وتنشيطه وتحريك عجلة الاقتصاد ؟ ..والخلاصة ان المشاهد التي يتم تصويرها داخل الوطن تحظى بمشاهدة عالية وردود فعل ايجابية ، ولسنا بعيدين عن مشهد تحرير الارض من داعش هذا المشهد الذي مازال وسيبقى يتصدر شباك التذاكر بأعلى نسبة مشاهدة على المستويين الوطني والعالمي.
عبد الزهرة محمد الهنداوي
مؤتمرات ومطارات!
التعليقات مغلقة