في مباراة رتيبة واداء باهت حقق منتخبنا الوطني فوزه الاول في نطاق الجولة الثانية من التصفيات المزدوجة المؤهلة الى نهائيات كأس العالم 2022 في قطر ونهائيات كأس آسيا 2023 في الصين بعد هزيمته ضيفه منتخب هونغ كونغ بهدفين نظيفين في المباراة التي احتصنها ملعب البصرة الدولي (جذع النخلة) الخميس الماضي ، وهذا الفوز الذي الذي تحقق باداء لايرضي طموح الجماهير العريضة التي تواكب المنتخب بمحبة وانتماء عراقي صميم اثلج صدورنا بفرحة وزرع في نفوسنا برعم التفاؤل ،الفرحة كانت مزدوجة باقامة المباراة على ارضنا بعد حظر جائر دام لسنوات اولا ثم التفاؤل بان نشاهد منتخبنا بصورة اجمل واداء امثل .
وبرغم هذا الفوز المهم فان المباراة والطريقة التي لعب بها منتخبنا خلالها لم تقنعنا وتخفف مخاوفنا من تكرار هذا الامر خصوصا وان الصعوبات تتوالد مع تقدمنا في مراحل هذه التصفيات .
وبالعودة للمباراة فان المنتخب الضيف كشف اوراقه منذ انطلاق صافرة الحكم الدولي الاماراتي عمار الجنيبي بعد ان ركن الى الدفاع الذي لم يغادره سوى لحظات صغيرة من عمر المباراة خاصة مع الطريقة التي لعب بها مدرب المنتخب الضيف الفنلندي ميكا بلاتانين باربعة خمسة واحد حيث اراد تأمين الدفاع على امل ان يخطف هدفا مباغتا من هجمة مرتدة عن طريق مهاجمه الوحيد اليكس ليوناردو ،هذه الطريقة جعلت منتخبنا يتقدم للهجوم ولكن بمهاجم واحد مع تامين دفاعي حذر من مفاجأت الفريق الضيف الا ان لاعبونا عجزو عن بناء الهجمات بشكل منظم لافتقارهم الاختراق من العمق فظلت الكرة تدور من اليمين الى الوسط الى اليسار وبالعكس والاعتماد على الكرات الطويلة خلف مدافعي الخصم التي تكفل بها بشار رسن وابراهيم بايش ونجم المباراة بلا منازع همام طارق فتحقق المراد من هذه الكرات بعد ان حصل منتخبنا على ركلة جزاء عند الدقيقة السابعة من عمر المبارة بالكرة التي رفعها بشار رسن لمهند علي (ميمي) لكن الاخير اضاع ضربة الجزاء بعد ان ردها الحارس ،لكن ميمي عوض اخفاقه وسجل هدفنا الاول بضربة رأس بعد كرة طويلة وصلته من ابراهيم بايش، حتى هدفنا الثاني جاء من كرة طويلة ارسلها الحارس محمد حميد بيده في غفلة من لاعبي الخصم فتسلمها همام طارق ليحولها لميمي الذي حصل على ركلة جزاء اخرى نفذها البديل علي عدنان بنجاح ،ومع عجز لاعبينا اختراق صفوف الخصم من العمق جرب بعضهم التسديد من خارج الجزاء باقدام ميمي وهمام طارق وصفاء هادي وبشار رسن ،اما اخطر هذه التسديدات فكانت من نصيب امجد عطوان في الدقيقة (21) من عمر المباراة من كرة قوية ردها الحارس بصعوبة .
ومع هذه الصورة الجلية للمباراة لم يكن امام الفريق الضيف سوى القيام بهجمات خجولة لم تشكل خطورة تذكر، وكنا نتوقع ان يلعب منتخبنا باداء اقوى ويستغل ضعف مستوى الفريق الضيف ويحصد جملة اهداف خاصة مع توارد خبر المباراة الثانية في المجموعة حيث اقام المنتخب الايراني مهرجان اهداف في ملعب آزادي بطهران وامطر مرمى ضيفه الكمبودي باربعة عشر هدفا ،لذلك فمستوى منتخبنا الوطني وطريقة لعبه تثير مرة اخرى جدلية المدرب السلوفيني كاتانيتش وامكانياته في قيادة مركب منتخبنا صوب بر الامل والنجاح، فهذا المدرب رغم ارشيفه التدريبي حيث سبق له تدريب منتخبات سلوفينيا ومقدونيا والامارات بالاضافة لنادي اولمبياكوس اليوناني قبل ان يتسلم مهمة تدريب منتخبنا منتصف العام الماضي لم يقف على صورة واضحة لاداء منتخبنا ولم يعينه على ايجاد روح تنافسية جادة لحد الآن برغم انه يمتلك تشكيلة جيدة من العناصر الموهوبة التي يمكنها ان تقدم الكثير.
عموما نحن اليوم وبعد الجولة الثانية نقف بالترتيب الثاني في المجموعة الثالثة لهذه التصفيات برصيد (4) نقاط خلف المنتخب الايراني المتصدر ب(6) نقاط والبحرين بالمركز الثالث برصيد (4) نقاط ايضا ولكل من هونغ كونغ وكمبوديا نقطة واحدة في اسفل الترتيب وبانتظار فرحة اخرى ومستوى افضل واداء اجمل في لقاء منتخبنا امام مضيفه الكمبودي بعد غد الثلاثاء .
سمير خليل