أدت الى انخفاض السندات السيادية بعد صدورها بيوم واحد
الصباح الجديد – متابعة :
قال رئيس مجلس النواب اللبناني نبيه بري امس الأربعاء إن العقوبات الأمريكية الجديدة على مسؤولين في جماعة حزب الله، ومن بينهم نائبان، اعتداء على البرلمان وعلى كل لبنان.
جاء هذا في بيان أصدره بري بعد عقوبات أميركية على ثلاثة مسؤولين في الجماعة، أورد فيه: ”إنه اعتداء على المجلس النيابي وبالتأكيد على لبنان.. كل لبنان“.
وكانت وسّعت إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب الثلاثاء دائرة سياسة «الضغط الأقصى» على إيران وحلفائها عبر فرض عقوبات غير مسبوقة على نائبين من حزب الله اللبناني. فقد اتهمت وزارة الخزانة الأمريكية النائب أمين شري ورئيس كتلة حزب الله في البرلمان النائب محمد رعد بـ»استغلال النظام السياسي والمالي» اللبناني لصالح حزبهما وإيران الداعمة له.
كما شملت العقوبات، مسؤولا كبيرا في حزب الله، هو مسؤول وحدة الارتباط والتنسيق وفيق صفا.
وهذه المرة الأولى التي تدرج فيها وزارة الخزانة الأمريكية أعضاء بالبرلمان اللبناني على قائمة العقوبات التي تستهدف أشخاصا تتهمهم واشنطن بتقديم الدعم لمنظمات إرهابية. وتصنف واشنطن حزب الله منظمة إرهابية.
وفيما قال وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو في بيان إن هذه الخطوة تأتي في إطار جهود الولايات المتحدة للتصدي “للتأثير الفاسد“ لحزب الله المدعوم من إيران ”في لبنان“، افادت قناة المنار التابعة لحزب الله، عقب إعلان العقوبات، إنّ الأمين العام للحزب حسن نصرالله سيطل على شاشتها في مقابلة مساء الجمعة يتحدث فيها عن مختلف الملفات اللبنانية والإقليمية. ويرجح أن يتطرق بشكل رئيسي إلى العقوبات الأخيرة.
وندد حزب الله بالعقوبات، ووصفها النائب في كتلته البرلمانية علي فياض بأنها «إهانة» للشعب اللبناني. وتركز سياسات الرئيس الأمريكي في الشرق الأوسط على إيران وتتّهمها بزعزعة الاستقرار الإقليمي. ولقد راكمت واشنطن في المدة الأخيرة العقوبات الاقتصادية على طهران عقب انسحابها من الاتفاق النووي الموقع عام 2015، بهدف خفض واردات إيران المالية وواردات حلفائها الإقليميين مثل حزب الله الذي تصفه واشنطن منظمة «إرهابية». وقالت وكيلة وزارة الخزانة الأمريكية سيغال ماندلكير إن حزب الله «يهدد استقرار لبنان السياسي والاقتصادي واستقرار المنطقة، وكلّ ذلك على حساب الشعب اللبناني».
وانخفضت السندات السيادية اللبنانية المقومة بالدولار وارتفعت تكلفة تأمين الانكشاف على ديون لبنان يوم الأربعاء بعد فرض العقوبات الأمريكية.
وقفزت تكلفة التأمين على ديون لبنان لأجل خمس سنوات 17 نقطة أساس مقارنة مع إغلاق يوم الثلاثاء إلى 925 نقطة أساس بحسب آي.إتش.إس ماركت. وجرى تداول عقود مبادلة الائتمان عند تلك المستويات في يناير كانون الثاني، حين تسببت تصريحات مسؤولين حكوميين بشأن احتمال إعادة هيكلة الدين في اضطراب المستثمرين في لبنان.
وقال وزير المالية اللبناني علي حسن خليل، وهو من كبار مساعدي بري، خلال مقابلة تلفزيونية الليلة الماضية ”العقوبات لا مبرر لها ولا تخدم الاستقرار المالي“.
وأضاف ”لبنان بلد ملتزم ومصارفه ملتزمة بكل التشريعات ولا مبرر على الإطلاق لتصعيد هذه العقوبات“.
وقال علي فياض النائب عن حزب الله لتلفزيون الجديد ”القرار الأمريكي إهانة للشعب اللبناني وطعن في السيادة“.
«فصل مصطنع»
وتضمن بيان لوزير الخارجية الأمريكية مايك بومبيو أن «حملة الضغوط القصوى على النظام الإيراني – أول راع للإرهاب في العالم – ووكلائه نجحت في الحد من الدعم المادي الذي يتلقاه حزب الله»، وأكد في ذلك البيان أن «أي فصل بين الجناح العسكري والسياسي لحزب الله هو فصل مصطنع وهو ما يعترف به (الحزب) نفسه»، مطالبا حلفاء الولايات المتحدة بـ»تصنيف حزب الله بأسره منظمة إرهابية».
ويفصل الاتحاد الأوروبي بين الجناح العسكري لحزب الله وجناحه السياسي وقد أدرج الجناح العسكري فقط للحزب الشيعي اللبناني على قائمته للمنظمات الإرهابية. وانتُخب أمين شري (62 عاما) نائبا عن بيروت عام 2005، وأعيد انتخابه عام 2018. وهو مقرب من الجهاز الأمني لحزب الله الذي تعتبره واشنطن منظمة ارهابية. كما أنّه متهم بتهديد مسؤولين في أحد المصارف وعائلاتهم بعد أن جمد المصرف حسابات عناصر من حزب الله كانوا وضعوا على اللائحة الأمريكية السوداء. وفي بيانها، نشرت وزارة الخزانة أيضا صورة لشري إلى جانب قائد فيلق القدس في الحرس الثوري قاسم سليماني. واعتبرت وزارة الخزانة أنّ هذه الصورة «تؤكد عدم وجود أي فارق بين النشاطات السياسية والعسكرية لحزب الله».
50 عضوا أو كيانا على اللائحة
واعتبرت وزارة الخزانة الأمريكية أن النائب محمد رعد «يواصل إعطاء الأولوية لأنشطة حزب الله وارتهان ازدهار لبنان». وانتخب رعد في الندوة البرلمانية عام 1992 للمرة الأولى، ولا يزال عضوا فيها حتى الآن. وصرح مسؤول رفيع في وزارة الخزانة الأمريكية للصحافيين أنه «على كل شخص عضو في حزب الله يفكر بالترشح إلى انتخابات أن يدرك بأنه لن يستطيع الاحتماء تحت عباءة ولاية انتخابية».
بدوره، يُتهم وفيق صفا القريب من زعيم حزب الله حسن نصرالله، باستغلال موقعه لإدخال سلع مهربة إلى لبنان «بينها مخدّرات غير شرعية وأسلحة»، إضافة إلى تسهيل تحركات كوادر في الحزب.
وقاد حزب الله الذي تأسّس في ثمانينات القرن الماضي بدعم من طهران، عدّة حروب ضدّ إسرائيل في جنوب لبنان وهو يجسد «المقاومة» ضدّها.
وفي المجمل، بات 50 عضوا أو كيانا مرتبطين بحزب الله موضوعين منذ عام 2017 على لائحة العقوبات الأمريكية للإرهاب.