في عملي حاولت ان اثبت للجميع ان هويتي عراقية

مديرة معهد الفنون الجميلة للبنات لـ « الصباح الجديد «:
بغداد – سمير خليل:

التحدي كان السلاح الذي خاضت به الدكتورة زينب الربيعي معركة المسؤولية حين بدأت رحلتها القيادية بادارة معهد الفنون الجميلة للبنات بقسمه الصباحي في بغداد ،سبع سنوات وهي تدير اسرة جميلة قوامها (115) مدرساً ومدرسة واكثر من (520) طالبة ،تحمل شهادة الدكتوراه بفلسفة التربية الفنية كاختصاص عام اما اختصاصها الدقيق فهو فلسفة الجمال والمناهج التربوية ،معهدها كما تقول، عراق مصغر يضم كل الاطياف والقوميات والمذاهب ،لها نظرة خاصة للفنون بوصفها اختصاصاً انسانياً، محور دراسته الموسيقى والمسرح والتشكيل ،القلم والفرشاة.
لاتحب الاعلان عما تنجز، فعملها يعلن عن نفسه ، المديرة ،الدكتورة ،الام ،الاخت ، الصديقة زينب الربيعي كانت ضيفة صفحتنا المرأة لنفتتح الحوار بسؤالنا : هل كان قبولك وظيفة ادارة المعهد تحدياً ؟تحدي لمن ؟ فتجيب « -نعم ،كان قبولي هذه المهمة تحدياً وتحدياً كبيراً خاصة مع الظروف التي كنا نعيشها حين كان بلدنا على شفا حفرة من الخراب ،كان ذلك عام 2011 ،التحدي كان على اصعدة كثيرة اهمها كوني امرأة من عائلة محافظة توجهاتها غير فنية وانا العنصر الوحيد في العائلة الذي اتجه نحو منحى آخر ،التحدي مازال قائماً مع صراع المصالح والمناصب ،احياناً اشعر انني وصلت الى بر الامان ولكنني اشعر ايضا ان امامي الكثير ،حاولت ان اثبت للجميع ان هويتي عراقية واسعى لتفعيل الهوية العراقية التي مع الاسف غابت منذ عقود ،مهمة صعبة اليوم ان تفعل هويتك الوطنية بعيداً عن الانتماءات الاخرى «.

*التعامل مع بنات بهذه الاعمار اليست مهمة صعبة ،كيف تتعاملين معهن ؟
-فعلا ،المهمة ليست سهلة ،اهم شيء ان الطالبة بهذا العمر ترى من يشرف عليها مثالا من خلال الشكل العام ،انيق ،مهذب ،مشذب، شياكة بالسلوك والتصرف وهذا يولد انعكاساً كبيراً على المتلقي وهو الطالب ،الخبرة ايضا هي رصيد متراكم للإدارة وهي احد اسس هذه الادارة، انا واجهت هذه المهمة بشهادة عليا وكاريزما خاصة ،اتعامل بهدوء مع اصعب الاشكالات ، الوضع العام صعب في ظل ثقافة الفوضى التي تسود المجتمع ،هنا كسرنا الحاجز بين المدرس والطالب ،الغينا المنظر القاسي المتجهم ،تعاملنا مع الطالبات بروح اسرية ،اخاف عليك امرك يهمني ،بالنسبة لي وصلت مرحلة من الثقة ان الطالبات تجاوزن مرحلة التخوف في طرح مشكلاتهن التي نعمل معاً من اجل حلها ،العلاقة بيننا وصلت مراحل متقدمة من الصداقة والامان ،اهم شيء اننا نجحنا في خلق توازنات مكنتنا من مسك العصا من الوسط».

*من منظار تخصصك العلمي، هل اقترب المعهد من مهمته الاساسية؟
-استطيع القول ان المعهد بدأ يقترب من تحقيق اهدافه كمؤسسة فنية تعليمية، البناء قائم ونحن نتعامل مع البنات بمستوى جديتهن ومخرجاتهن ،من طالباتنا المتخرجات من رفضن التفكير التقليدي لمستقبلهن ،منحى متميز لبناء الشخصية ،واقع المرأة تدهور حالها كثيراً ،تدني بالمستوى الفكري ،مع الاسف حجمنا المرأة وحددنا وظيفتها ،اصبحت آلة لصنع الاطفال ،اما ام او لاشيء وهذا خطأ فادح ،المرأة يجب ان يكون لها وجود في المجتمع ،عنصر فاعل يتمتع بعقل ومرونة فكرية ،لديها قدرة على مسك زمام الكثير من المهام في آن واحد.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة