حلم الأمومة

حلم الامومة جميع النساء مهما تغيرت الظروف والمنافسات والبيئة المحيطة بها ، الا ان هذا الحلم في بعض الأحيان يكون مكلفاً جداً من الناحية المادية بالنسبة للعديد منهن ممن لا يملكن ثمن المراجعة الدورية او الشهرية للأطباء او الطبيبات المختصين في مجال العقم والولادة ، اذ لا تقل أسعار المعاينة عندهم عن 25ألف دينار ، هذا الى جانب التحاليل والاشعة والسونار ، ناهيك عن أسعار الدواء الخيالية ، لذا يتحول الحلم الى كابوس اما ينتهي بالانفصال او الإفلاس ومن ثم العودة الى نقطة الصفر ، وفي حالات يمكن وصفها بالنادرة ممكن ان تجدي تلك المراجعات بأن يرزق الزوجان بطفل قد كلفهما كل ما يملكون وما ادخروا للزمن .
في حين يظل من لا يملك ثمن المعاينة يطالع السماء ويبث همه وشكواه الى الباري عز وجل في ظل غياب المراكز الحكومية المجانية والمختصة في هذا المجال.
في الوقت ذاته تجد هناك بعض الغرف في المستشفيات الحكومية وضع عليها لافتات صغيرة جداً « تنظيم الاسرة « وهي مسؤولة عن منح « حبوب ولقاح لمنع الحمل « .
فما بين توفر علاج منع الحمل وغياب العلاج للإنجاب يظل الفقير الذي لا يملك ثمن العلاج بين دوامة الرغبة با لانجاب وقلة الحيلة، وضيق اليد.
وقد سجلت المحاكم المختصة العديد من حالات الطلاق بسبب عدم الانجاب ، وعدم تفهم ذوي الطرفين لمشيئة الخالق ولعدم وجود دخل مادي ممكن ان يؤمن مبالغ العلاج اللا إنسانية اذ يصل ثمن الدواء في بعض الأحيان الى « 500ألف « أو اكثر فيما يتجاوز سعر عمليات « أطفال الانابيب « 2300دولار « هذا في موسم التخفيضات والتنافس بين المستشفيات الاهلية التي تحولت الى « دكاكين « لبيع الحلم الذي لا يتحقق من التجربة الأولى ومضاعفة الثمن وان كان على حساب صحة وطموحات الراغبين بتكوين اسرة ، وان دفعوا كل ما يملكون ليظل حلم الامومة غالي الثمن وان لم يكلف ذويه أي مبلغ الا ان هذه النعمة لا يقدرها الا من فقدها في بلد قد ابتلي ببعض الأطباء والطبيبات من الذين حولوا مهنة الطب الإنسانية الى تجارة أساسها الربح غير القابل للخسارة .
مهما كان حجم المعاناة التي ممكن ان تلحق بمن تعلق بالآمال والاوهام من جراء تلك التجارة.
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة