سمير خليل
كثير من طيورنا المبدعة والتي حلقت صوب المنافي، ظل الوطن وحنينه ونتاجه وارثه الثقافي اهم شواغلهم، هناك تنوعت انشطتهم وصور ابداعهم التي ظلت برغم ثوب الغربة تحمل ألوان الجمال العراقي برقيه ودهشته.
مهند هواز فنان موصلي شاب آثر ان يبهر المشاهد في الأماكن التي يذهب اليها بالفلكلور والفن الشعبي العراقي، وكانت الحصيلة فرقة فنية اسماها (فرقة انكيدو) في مدينة يوتوبوري جنوب السويد، حيث يعيش، قوامها (16) فتاة سويدية تتمايل اجسامهن على الأنغام العراقية التراثية.
حدثنا مهند هواز عن تجربته الابداعية التي بدأت بسن الثانية عشر في مدينة الموصل فبدأ حلمه باحتراف الرقص الشعبي، والانتماء الى الفرقة القومية للفنون الشعبية وتحقق حلمه بان يصبح احد أعضائها، وقال:
بعد مغادرتي العراق وفي عام ٢٠٠٥ قبلت في مدرسة الرقص المسرحي الحديث التابع لدار الأوبرا المصرية، وتتلمذت على يد الفنان وليد عوني والذي يعد من اهم مصممي الرقص في أوروبا. عام ٢٠٠٦ انتقلت الى مملكة السويد ودرست فن الباليه والجاز والرقص المسرحي في المعهد العالي للرقص الحديث، وفي عام 2010 تحقق حلمي الاكبر بتأسيس فرقة انكيدو. الهدف من تأسيس الفرقة، الحفاظ على التراث العراقي وطرح الفلكلور العراقي بنحو مسرحي جميل للمشاهد الغربي، وتعريف الغرب على هذا التراث الغني، والفرقة تقدم التراث المصري والخليجي، ولكن الفلكلور العراقي هو الأساس.
*وماذا عن عضوات الفرقة؟
“فرقة انكيدو تعنى بنوعين من الرقص، الاول للفنون شعبية ويضم (١٢) فتاة، والثاني للرقص المسرحي الحديث (modern Danic.) ويضم اربعة فتيات، وجميع عضوات الفرقة من الجنسية السويدية، باستثناء فتاة عراقية ولكنها من مواليد السويد”.
*وكيف تتواصل مع بلدك الأم؟
“مع الاسف ومنذ بداية عملنا وانا احلم بزيارة بلدي العراق، واقدم فنونه على مسارحه وبين اهلي هناك، وانا اتوق الى دعوة من وزارة الثقافة، او اي مؤسسة فنية لزيارة العراق انا وفرقتي، وكما تعرف ان تولي امر السفر لي وللفرقة مكلف كثيرا بالنسبة لي، لكني على تواصل دائم مع الفرقة الوطنية للفنون الشعبية واساتذتي المعلم الجميل فؤاد ذنون، وحسن سعدون، وهناء عبد الله التي زارتنا هنا في السويد وقدمنا معا اعمالا فولكلورية عراقية من بنات الفرقة الام، واقامت ورشات مع الفرقة لتعليم البنات على أسس الرقص الشعبي العراقي، ومثل ما يعرف الكل ان فؤاد ذنون وهناء عبدالله لهم دور كبير بالتعريف بالفن والتراث الشعبي العراقي وانا باسمي و اسم فرقتي نشكر الأساتذة الكبار على دعمهم لنا”.
وعن الأعمال التي قدموها قال:
منذ العام ٢٠١٠ قدمنا اعمالا كثيرة وشاركنا في اكثر من مهرجان ومسابقات للرقص في أوروبا، ومصر، والصين واليابان، وكنا حريصون على نقل التراث الشعبي العراقي بطريقة جميلة، وعرضه في بلدان عديدة برغم ان كل الدول تملك فنونا شعبية خاصة بها.
واهم اعمالنا التي نفخر بها، لوحات الفرقة القومية الام مثل (لوحة الحجل)، و(ابو العود)، و(الميج)، و(الحوريات)، و (الأهوار)، وعمل في دار الأوبرا القديم في يوتوبوري مشاركة مع استاذتي هناء عبدالله، والمسرح الجنوبي الملكي في ستوكهولم مع الاستاذ الفنان علاء مَجِيد، والمسرح الشعبي في مالمو والمركز الملكي الثقافي في الاردن، وعمل مسرحي بمشاركة الفنانة العراقية عايدة نديم، واسم العمل (مزيد من الحياة) وهو رقص مسرحي حديث يجمع بين الحداثة و الصوفية من تصميمي ايضا، وحصلنا على المركز الاول في مهرجان الرقص الدولي في الصين متفوقين على ١٦ فرقه عالمية، كذلك كانت لنا مشاركة رائعة في المهرجان الدولي للرقص المسرحي في الجزائر حيث مثلنا العراق و السويد معا وكان العمل (عشتار ترقص من اجل الحياة) وجديدنا هو المشاركة في مهرجان الرقص في كازخستان مع إلقاء محاضرات عن الرقص و سأكون في لجنة الحكم في مسابقه الرقص الشعبي”.