تبادل المعرفة

تأتي المعرفة في نهاية المطاف من التجربة، وأفضل المعارف تأتي من فهم الأشياء التي كنا نحاول اختبارها بأنفسنا.
في المختبرات العلمية تُجرى التجارب، وتُستخلص النتائج، وينطبق الأمر نفسه على المعرفة التي قد نتعلمها في حياتنا اليومية، في العمل والمدرسة والمنزل والمجتمع.
عندما يكون هناك تسرب للماء سنحتاج إلى شخص مؤهل يمكنه إصلاح الأنبوب بأمان، لكن لا يحتاج أي شخص إلى مؤهل أو اقتباس من كتاب ليتمكن من الاستمتاع بالشعر أو الموسيقى أو المناظر الطبيعية لأنها جزء من تجارب الحياة الكثيرة الواسعة.
الفوائد الحقيقية للمعرفة هي أن نفهم أنفسنا، ونفهم العالم من حولنا، وبذلك نتغلب على مخاوفنا، ونكتشف كيفية التعامل مع عدد لا يحصى من المشاكل الهامة التي يمكن أن تعترضنا في الطريق.
وأجمل ما في المعرفة تبادلها وتقاسمها مع الآخرين من أجل تحسين حياتهم كما لو كانت من أعمال الخير، فمن المهم أن نتذكر أن العمل الخيري يعني ببساطة التخلي عن الأنانية وإيثار الغير.
إن مشاركة معارفنا ومهاراتنا مع الآخرين أمر بالغ الأهمية للتقدم الحديث، ولإفساح المجال للأفكار الجديدة، خاصة وأن مكدساتنا من التكنولوجيا أصبحت معقدة ومتخصصة على نحو متزايد، فمشاركة ما نعرفه لا يساعد فقط الآخرين، بل يساعدنا أيضاً.
اليوم، نحن في ظروف مشابهة للثورة الصناعية. جاءت تكنولوجيا المعلومات من العدم، وخلال عقدين من الزمن، تجاوزت كل جانب من جوانب حياتنا، والناس من جميع الأعمار يبحثون عن هذه التكنولوجيا، ويجدون أنفسهم غير مهيئين للتعامل معها بشكل كاف.
يذهلني، حين أبحث في ” گو گل” أو أطالع المدمونات، عدد المطورين وهم يعرضون معارفهم لحل مشاكل الأجهزة الالكترونية التي باتت لصيقة بنا في كل مكان نكون فيه. وأنني شخصياً، أتعلم منهم دائماً، واتوق لمشاركة ما أعرفه حتى يمكن لشخص آخر أن يمتلك إرثنا، وينقله إلى أشخاص آخرين.
عندما يحلم أحدنا بقهر العالم ويملأ جدول أعماله بمشاريع جديدة، غالباً ما يكون من الضروري تزويد نفسه بكوب كبير من القهوة مع أشخاص مناسبين، فأي مشروع ناجح، سواء كان كبيراً أم صغيراً ، ينطوي على شيء واحد في جوهره: التعاون الفعال والذي يمكن تحقيقه بمشاركة المعرفة.
أسوق هذا المثل لأخلص إلى القول أن رأسين يفكران أفضل من رأس واحد، وعندما تتصادم المهارات والخبرات المختلفة، تظهر أفكار وحلول تثير الفضول والدهشة.
مشاركة المعرفة وسيلة رائعة للجميع، وكل ما علينا القيام به هو أن نكون مستعدين لتقدم خبراتنا في كل مرة نستطيع فيها ذلك.
فريال حسين

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة