متابعة الصباح الجديد :
كثيرات هن النساء اللواتي ينشطن في مجالات ما تزال محسوبة على الرجال، كالمصارعة والملاحة الفضائية وخدمات الإطفاء. في ما يأتي نبذة عن ثلاث نساء تجرّأن على خوض غمار هذه المهن أعدّتها وكالة «فرانس برس» بمناسبة اليوم العالمي للمرأة.
شانا باور رائدة على حلبة مصارعة في جنوب افريقيا
تكافح شانا باور الأفكار النمطية حول النساء بالقوّة عينها التي تتسلّح بها لمصارعة خصومها على الحلبة، وهي أول بطلة في مجال الفنون القتالية المختلطة في جنوب افريقيا.
تخبر الشابة الشقراء المولودة في جوهانسبرغ أنّها انجذبت إلى هذه الرياضة القصوى إعجابا منها بأسماء لامعة في هذا المجال مثل الأميركية هولي هولم، وهي تأمل أن تشكّل بدورها قدوة لآخرين في بلدها.
وتروي شانا أدريين باور على هامش جلسة تدريب في قاعتها في حيّ ميدراند في شمال كبرى مدن جنوب افريقيا «حصلت على دعم أشخاص قمت بتدريبهم ونشرت الفكرة حولي واكتسبت خبرة واسعة».
وباور التي يلقبها خصومها بالتيتانيوم هي في الخامسة والعشرين من العمر أوّل أنثى في بلدها تدرّب على الفنون القتالية المختلطة.
وتقول المدرّبة «أنا محظوظة بعض الشيء، فلم يكن عليّ مواجهة تحديات كثيرة حتّى أنّ كوني امرأة كان ميزة بالأحرى» ما عدا ربما في ما يخصّ البدل المادي.
وهي تشير «بلغت المستوى عينه مثل الرجال من ناحية التدريب… لكن لا أظنّ أنهم يقدّمون لي ما يعطونهم إياه».
ويندي لورنس رائدة فضاء في الولايات المتحدة
كانت ويندي لورنس في الحادية عشرة من العمر عندما حطّت مركبة «أبولو 11» على سطح القمر، ما شكّل محطة فاصلة في حياتها، بحسب ما تقول رائدة الفضاء هذه البالغة من العمر 58 عاما التي أمضت 1200 ساعة في مدار الأرض.
وتروي قائلة «شاهدت نيل أرمسترونغ وباز ألدرن يخطوان خطواتهما الأولى على القمر وقلت لنفسي هذا ما أريد فعله عندما أكبر. سأكون رائدة فضاء وسوف أسبح في مدار الأرض».
وحققت ويندي الحائزة شهادة في قيادة المروحيات حلمها وأصبحت رائدة فضاء مخضرمة أتمّت أربع مهام في الفضاء في مركبة لوكالة الفضاء الأميركية (ناسا)، بين 1995 و2005.
وتقرّ الرائدة التي أصلها من جاكسونفيل في فلوريدا «أظنّ أن بعض زملائي، لا سيّما هؤلاء في كلية الطيران، كانوا يعتقدون أنني لن أتقن مهامي… لذا كثّفت الجهود لأفرض نفسي في هذا المجال وكنت على قدر التحدّي… وكنت أقول لنفسي سوف أبرهن لهم أنهم على خطأ».
تقاعدت ويندي في العام 2006 لكنّها توصي الأجيال الشابة بأن «تعطي للمرأة فرصة لتجرّب حظها. فأنتم قد تفاجأون بما في وسعها تقديمه ولا يمكنكم أن تقرروا مسبقا أن المرأة ليس لديها ما يلزم من موهبة وكفاءة ومؤهلات».
ديفريم أوزدمير رائدة في خدمة الإطفاء في تركيا
لم تبال ديفريم أوزدمير لملاحظات أقربائها الذين قالوا لها إنّ هذه المهام محصورة بالرجال، وهي خاضت المغامرة وأصبحت في العام 2008 من أولى النساء اللواتي يرتدين بزّة خدمة الإطفائي في تركيا.
وهذه المرأة البالغة من العمر 37 عاما أمضت 10 سنوات من حياتها وهي تكدّ لإخماد النيران في وحدة الإطفاء في إزمير (غرب تركيا) التي باتت تضمّ اليوم 51 امرأة من أصل 1200 عنصر. وتروي قائلة «باتوا اليوم يدعمونني ويثقون بي».خلفها تتدرّب نساء ببزات خاصة على كسر بوّابة مبنى لاحتواء حريق.
وتقول أوزديمر «أزاول هذه المهنة لأكون إلى جانب الناس في الأوقات الصعبة».
وتقّر المرأة ببعض العوائق الجسدية التي تصعّب عليها مهمتها، لكنّها تشجّع الشابات على خوض هذا المجال بالرغم من اشتداد المجتمع تحفظا في تركيا منذ إمساك رجب طيب إردوغان بزمام السلطة.
وهي تصرّ على «أنه من المهمّ إظهار أن النساء قادرات على ذلك»، مشيرة إلى أن النساء والرجال يكسبون الأجر عينه في وحدتها.
ولا تفكّر أوزدمير بتاتا بالانسحاب من هذه المهنة التي تشكّل مصدر فخر لابنها البالغ من العمر ست سنوات. وهي تصرّح «أنا بمنزلة بطلة في نظر ابني وهو شعور رائع بالفعل، وابني يريد بدوره أن ينضمّ إلى فرق الإطفاء».