بغداد ـ وداد إبراهيم :
كنت هناك قبل موعد دخول عدد من ابطال الرياضة في العراق الى مقهى عقيل التراثي في شارع حسن اغا أحد شوارع منطقة الكرخ في بغداد وبنحو يومي، وكأنهم يسجلون حضورهم من دون تأخير بشكل أفضل من موظفي دوائر الدولة، بل وأفضل من العاملين في رئاسة الوزراء.
بعضهم يجتاز منطقة باب السيف والبعض الاخر يأتي من الشواكة والعلاوي والازقة المحيطة بشارع حيفا بخطوات تنم عن أنهم ليسوا اعتياديين بل هم شخصيات من نوع آخر وكأنهم في موعد للتدريب او موعد لبطولة او موعد سفر للتحكيم في واحدة من اهم البطولات الرياضية التي كان العراق مشاركاً وبطلًا فيها، في موعد واحد وخطوات متساوية وكأنهم يسعون الى نوع آخر من السباقات فيه منافسة للوفاء والحفاظ على الصحبة الطيبة التي مر عليها سنوات من دون ان تخدش، فيكون اللقاء في مقهى صغير يكاد يجمعهم بل يكاد يكون لهم لا لغيرهم وحين يجلس احد من سكنة المنطقة او احد غريب في المقهى يأخذه حديثهم وحكاياتهم عن بطولات ومباريات ومشاركات فيبدو كما المتفرج لاحد بطولات الملاكم الدولي اسماعيل خليل او غيره.
مدرب الملاكمة سعيد عبد الحسن قال: كنت مدرباً بل ومؤسس لرياضة الملاكمة في العراق دربت كل ابطال العراق قبل عام 1954 ،في وقت كان للرياضة في العراق مكانتها بل كان للعراق الكثير من ابطال الملاكمة والاندية العريقة التي ترعى الرياضيين مثل نادي السكك والجوية، وكانت رياضة الملاكمة وغيرها تلقى الدعم الكبير من قبل العقيد الطيار حفظي عزيز طيار الملك وهو مؤسس رياضة الساحة والميدان والكشافة في العراق عام 1933 في العراق، واذكر انه ارسلني الى لندن لأخذ دورة في كيفية التدريب على الملاكمة الان لا يوجد اهتمام برياضة الملاكمة على الرغم من ان هناك عدداً كبيراً جداً من الملاكمين لكن اين البطل الدولي.
المهندس عبد الكريم احمد مدرب منتخب وطني بالملاكمة قال: ارتدت هذا المقهى قبل ثلاثين عاماً فوجدت فيه كل الرياضيين الساكنين في منطقة الشواكة والمناطق المحيطة حيث يسكن فيها الكثير من الرياضيين في العراق بل ابطاله، وقبلها كنت ادخل مقهى سبأ في شارع حسن اغا الا انها تحولت الى مخبز لتبقى هذه المقهى مثل المنتدى الذي يجمعنا ،اذ يأتي البعض بصور مع الفرق او صورة لمباريات كان لها الاثر الكبير في حياته، وصاحب المقهى ايضاً كان يأتي بالصور ويعلقها على جدران المقهى لتوثق مشاهد بطولات كانت للعراقيين في زمن ما.
عماد عبد الحسين المحكم الدولي قال: انا ارتاد هذا المقهى منذ اكثر من ربع قرن انا محكم دولي في الملاكمة اسمي معتمد في العالم وقمت بالتحكيم في البطولة العربية عام 2008 وبطولة قطر عام 2011 وبطولة تركيا عام 2012
كان لرياضة الملاكمة اسم بل كان العراق أفضل دولة في الشرق الاوسط في صناعة ابطال الملاكمة وحين تتم دعوة العراق للمشاركة في مسابقة نرسل أربع فرق لان لدينا الكثير من الابطال الان تراجع الاهتمام بالرياضة بكل صنوفها لذا تراجع اسم العراق رياضياً بعد ان كان يتصدر البطولات، فأننا نأتي الى هذا المكان لنلتقي بأصدقاء الرياضة ويجرنا الحديث عن الرياضة والشعر وغيرها من المواضيع.
صاحب المقهى حسين سالم البرقعاوي قال: تأسست هذه المقهى عام 1952 من قبل عائلة ابي وكان جدي يحب رياضة الملاكمة اذ تعد منطقة الشواكة ومحيط شارع حيفا من المناطق التي تضم كبار الرياضيين في العراق وقد زينها ببعض الصور الخاصة بالشخصيات الرياضية، ليحافظ الجميع على ارتيادها وبشكل يومي من دون تأخير حتى اليوم.