طعن بنتائجه مؤكداً حصول تزوير وتلاعب واسع فيها
السليمانية ـ عباس كاريزي:
في حين أظهرت مقاطع فيديو بثها ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي حصول عمليات تزوير واسعة في الاستفتاء، كشف حزب الشعوب الديمقراطية المقرب من حزب العمال الكردستاني المعارض لحكومة حزب العدالة والتنمية، عن الهدف الحقيقي وراء سعي اردوغان للحصول على تفويض شعبي مطلق، مشيرة الى ان اردوغان سيعلن عام 2023 نهاية الجمهورية التركية وتأسيس الدولة العثمانية مجدداً.
وسائل اعلام تابعة للحزب الديمقراطي الكردستاني في اقليم كردستان، سعت جاهدة لتحسين صورة السلطان والجوانب الايجابية لفوزه في الاستفتاء على الاقليم، مشيرة بنحو ضمني الى دور غير مباشر للحزب الديمقراطي بزعامة مسعود بارزاني في ارتفاع اصوات الكرد المصوتين لصالح اردوغان في الاستفتاء، الذي رفضته اغلب المدن ذات الطابع والاغلبية الكردية.
وذكرت قناة كردستان 24 المملوكة لمسرور بارزاني مسؤول جهاز الامن الوطني في الاقليم وهو النجل الاكبر لمسعود بارزاني، رئيس الحزب الديمقراطي الكردستاني، ان نسبة المصوتين في الاستفتاء من الكرد في شمال كردستان أي كردستان تركيا، قد شهدت ارتفاعاً كبيرًا مقارنة بالانتخابات التي جرت عام 2015.
واضافت القناة ان نسبة الداعمين لاردوغان بين الكرد في تركيا قد ارتفعت، وبرغم ان التصويت بلا كان اعلى من المصوتين بنعم، الا ان خبراء في الشأن السياسي وفقاً للقناة رجحوا ان يكون تصويت المناطق الكردية قد اسهم بنحو فاعل في ترجيح كفة اردوغان خلال الاستفتاء في تركيا.
وفي حين أشاد الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بتأييد غالبية الشعب التركي للتعديلات الدستورية التي أظهر استفتاء شعبي الأحد رفض نحو نصف الشعب التركي لها، اظهرت مقاطع فيديو بثتها مواقع التواصل الاجتماعي حصول تزويرات كبيرة في مناطق عدة جرى فيها الاستفتاء، ما من شأنه ان يبطل شرعية النتائج.
وقال أردوغان خلال خطاب ألقاه، إن تركيا أنهت اليوم نقاشاً دام قرنين حول شكل الدولة، لافتاً إلى أن نتائج الاستفتاء تؤكد أن الأتراك نجحوا في أصعب مهمة، وهي تغيير شكل نظام الحكم. من جانبه طالب حزب الشعب الجمهوري أكبر أحزاب المعارضة في تركيا بإعادة فرز ما يصل إلى 60 % من الأصوات في استفتاء التعديلات الدستورية.
إردال اكسونجور نائب زعيم حزب الشعب الجمهوري قال أن المعارضة ستطالب بإعادة فرز ما يصل إلى 60 % من الأصوات لإن “ممارسات غير قانونية تمت لصالح الحكومة في الاستفتاء”.
وأظهرت البيانات أن رافضي التعديلات تقدموا في أكبر ثلاث مدن تركية وهي اسطنبول وأنقرة وإزمير وفي جنوب شرق البلاد ذي الأغلبية الكردية.
وبحسب النتائج فأن المعسكر المؤيد للتعديلات الدستورية تقدم بمليون صوت على المعسكر الرافض لتحويل النظام الحالي إلى رئاسي، واظهرت النتائج أن 51.3 بالمئة صوتوا لصالح تمرير التعديلات، في حين صوت 48.65 بالمئة ضدها.
ومن شأن التعديلات الدستورية أن تمهد لتحويل نظام الحكم في تركيا من برلماني إلى رئاسي تنفيذي يمنع الرئيس صلاحيات مطلقة.
وكانت المشاركة في الاستفتاء مرتفعة حيث تشير تقديرات إلى أن نسبة المشاركين في عملية التصويت في الاستفتاء تجاوزت 80 بالمئة، رافقتها أعمال عنف محدودة حيث قتل ثلاثة أشخاص في الأقل في إطلاق النار عليهم قرب مركز انتخابي في ديار بكر، كبرى المدن الكردية في تركيا.
وبحسب التعديل الدستوري، فسيتم إلغاء منصب رئيس الحكومة والسماح بالتالي لرئيس الدولة بتعيين الوزراء والقضاة وقيادة الجيش.
كما تنص التعديلات الدستورية المقترحة على إجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية في الثالث من تشرين الثاني نوفمبر العام 2019.
ومن المقرر أن يُنتخب الرئيس لفترتين رئاسيتين كحد أقصى (خمس سنوات لكل لفترة).
ومن صلاحيات رئيس الدولة:
– تعيين كبار مسؤولي الدولة بمن فيهم الوزراء.
– تعيين نائب أو اكثر للرئيس.
– إعلان حالة الطوارئ.
وتنص التعديلات الدستورية على إلغاء منصب رئيس الوزراء الذي يشغله بن علي يلدريم والذي يتزعم حالياً حزب العدالة والتنمية.
من جهتها كشفت الرئيس المشترك لممثلية حزب الشعوب الديمقراطية في الاقليم شيلان اوغلو في تصريح للصباح الجديد عن المخطط الذي يعد له اردوغان والذي حدا به الى السعي للحصول على تفويض شعبي مطلق، مشيرة الى ان اردوغان سيعلن عام 2023 نهاية الجمهورية التركية وتأسيس الدولة العثمانية مجددًا.
وفي حين طعنت اوغلو بنتائج التصويت اوضحت ان اردوغان سيفرض بموجب التفويض الجديد سلطته على جميع مؤسسات البلاد، مبينة ان سنوات حكمه حولت تركيا الى معتقل كبير يقبع آلاف الشباب معه في سجون ومعتقلات، في حين تفرض السلطات قيوداً على حرية التعبير وتصادر الرأي الآخر وتعتقل بنحو سافر أي اصوات تعارض توجهات النظام.
واضافت شيلان اوغلو ان اردوغان يحضر لمشروع سيعلن عنه في الذكرى المئوية لاعلان الجمهورية التركية، والذي يتمثل بانتهاء الجمهورية التركية واعلان الدولة العثمانية، وسيعلن نفسه سلطاناً مطلقاً على تلك الدولة، وهو ما سيسهم في انتشار الاعتداءات التركية وتجاوزاتها المستمرة على كردستان تركيا لتصل الى كردستان العراق وسويسرا ايضاً، في مسعى منه لاسترجاع الاراضي التي استقطعتها المعاهدات الدولية من الدولة العثمانية.
عضو برلمان كردستان عن الاتحاد الوطني سالار محمود قال ان حزب الشعوب الديمقراطية الممثل للكرد في تركيا والذي يقبع اغلب قياداته في السجون، واعلن رفضه للتعديلات الدستورية، حقق نجاحاً كبيرًا بحث جماهيره بالتصويت ضد الاستفتاء.
واكد محمود ان على حكومة حزب العدالة والتنمية الحاكم البدء بحوار سريع مع القوى والاحزاب الكردية لتحقيق السلام والاستقرار في تركيا ومن دون ذلك فأن تركيا لن تشهد استقراراً او سلاماً مستداماً.
هذا وتخشى الاطراف الكردية في تركيا ان يؤدي فوز اردوغان في الاستفتاء الى اعادة العمل بعقوبة الاعدام المعلقة في تركيا، ما قد يؤدي الى تنفيذ حكم الاعدام الصادر بحق زعيم حزب العمال الكردستاني عبد الله اوجلان المسجون، منذ سنوات انفراديًا لدى السلطات التركية بحجة قيادة ثورة والتآمر ضد الدولة التركية.