مهرجان الاغنية العراقية..نقطة التحول
بغداد – وداد إبراهيم:
الاغنية العراقية عالم واسع ومتنوع وكبير، موسيقى، الحان، شعراء، مقامات، ريفي، وبغدادي مطربون من كل بيئات العراق، حملت خلال عهود أبهى صورة وأجمل لون، اسماء حفرت في الذاكرة الغنائية، وبقيت اصواتها مصدر الهام لكل من يستمع اليها لأنها تزينت بالفلكلور والتراث العراقي.
الاغنية العراقية امتلكت عبر مئات السنين، كنوزاً قوية من الالوان والاساليب والمقامات والمدارس والانماط التي لم يمتلك مثلها أي مجتمع عربي آخر، فضلًا عن ثراء الألحان والخواص يعّبر كل نوع منها على بيئة معينة.
غير ان الاغنية العراقية تراجعت او بالتحديد اختفت، وما تشهده الساحة الغنائية من ظهور مطربين او مطربات لا ينتمون الى الغناء العراقي.
هذا ما تحدث به الموسيقي والفنان مدير الفرق الفنية في دائرة الفنون الموسيقية علي خصاف.
وأضاف خصاف : المعروف ان دائرة الفنون الموسيقية التابعة لوزارة الثقافة هي المعنية بهذا الموضوع واقصد الاغنية العراقية، لان هذه الدائرة تمتلك كل تفاصيل الغناء العراقي من ملحنين وشعراء وعازفين على انواع الآلات الموسيقية، ولدينا فرق موسيقية مثل فرقة الساس وسومر والفنون الشعبية وفرقة المقام العراقي والفرقة الريفية ،إضافة الى فرقة بغداد للموسيقى العربية وزرياب وناظم الغزالي وفرقة الانشاد التي تختص بتقديم الاغاني العراقية التراثية، وكنا في كل فترة نقوم بإعادة الحياة لهذه الفرق بتقديم عروضها من الغناء والرقص على قاعة دائرة الفنون ودفع عجلة الغناء الى الامام. ومن اجل البحث عن خبرات ومواهب اكثر عمقاً في الغناء العراقي، وهذا يعني ان كيان الاغنية العراقية كلها وتفاصيله موجود في هذه الدائرة، ومع كل هذا لا يوجد دعم مادي من اجل احياء الاغنية العراقية لحناً وتأليفاً واداء، لان دعم الغناء من قبل وزارة الثقافة والمؤسسات المعنية بالثقافة الفنية يعني اعادة الاغنية العراقية الى مسارها الطبيعي، لكن ليس من المنطق ان نبقى نتطلع الى حال الاغنية العراقية وهي تتدهور على صعيد الكلمات التي تأخذ بالأغنية الى التدني والهبوط في اوساط لا تنتمي للغناء ولا تمت له بأي صلة.
اما عن المشروع الذي يسهم في وقف تدهور الاغنية العراقية فاعلن خصاف قائلا: سيكون لنا مهرجان الاغنية الشبابية برعاية دائرة الفنون الموسيقية وهو المهرجان الاول في العراق بعد احداث 2003.
وسنقدم فيه اصواتاً شبابية واعدة ومواهب جديدة من داخل الدائرة ومن خارجها، اما آلية العمل فستكون هناك مشاركة من قبل ملحنين وموسيقيين من الدائرة لدعم المهرجان وتقديم الاغنية العراقية بلون عراقي اصيل ينتمي الى كل ما هو عراقي اصيل وستكون هناك مشاركة من قبل الفضائيات وقد تكون فضائية العراقية لها الاولوية في نقل تفاصيل المهرجان.
اما عن تفاصيل اخرى تخص المهرجان فقال: لن يكون هناك أي لجنة اختبار او تقييم على صعيد الصوت او الأداء لأننا سنكون أمام اصوات نعرفها موجودة ضمن الوسط الفني والموسيقي وجهت لها الدعوة من اجل ان نعلن عن وجودها على الساحة الغنائية وهي تستحق ان تقدم الغناء العراقي بكل موروثاته الفولكلورية ومدارسه الثقافية، وأتأمل ان ينجح المهرجان ويحقق اهدافه. وقد يكون نقطة تحول في مسار الاغنية وسيكون لدينا جيل غنائي مختلف لديه وعي فني وثقافي في اهمية احياء الاغنية العراقية بكل الوانها.