الصباح الجديد ـ متابعة:
استمرت التقلبات السعرية للنفط الخام على مدار الأسبوع الماضي، الذي بدأه بخسائر حادة الإثنين الماضي، وتقلصت تدريجيا على مدار الأسبوع ليختتم تعاملاته على ارتفاع.
وعلى أساس أسبوعي ربح برنت 0.7 في المائة، بعد أن تراجع لثلاثة أسابيع على التوالي، بينما زاد خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي 0.4 في المائة، بعد أن نزل لأسبوعين.
وحققت أسعار النفط مكاسب أسبوعية بفعل التفاؤل بخطة “أوبك+” لتحقيق التوازن التدريجي من خلال زيادات شهرية محدودة، وذلك في مقابل استمرار تعافي الطلب العالمي وتراجع مخزونات النفط والوقود بسبب ارتفاع الاستهلاك صيفا ونشاط حركة التنقل والسفر حول العالم وانتشار اللقاحات على الرغم من مخاوف أخرى مقابلة تتعلق بمتغير “دلتا” واسع الانتشار.
وفي هذا الإطار، ذكرت وكالة “بلاتس” الدولية للمعلومات النفطية أن انتشار وتيرة توزيع اللقاحات تعزز حالة التفاؤل في سوق النفط الخام وتبشر باستمرار التعافي الاقتصادي، خاصة مع بيانات قوية عن ارتفاع استهلاك المنتجات المكررة مرة أخرى بوتيرة سريعة.
وأوضح أحدث تقارير الوكالة أن العقود الآجلة للنفط الخام ارتفعت بشكل طفيف في ختام الأسبوع الماضي، وذلك لليوم الرابع على التوالي وسط تفاؤل بأن زيادات الإنتاج العالمي لن ترقى إلى مستوى انتعاش الطلب.
وأشار إلى أن تراجع الأسعار في بداية الأسبوع الماضي جاء بشكل أساسي بسبب مخاوف من ارتفاع الإنتاج من مجموعة “أوبك+” والقلق من أن انتشار متغير “دلتا” لفيروس كورونا، ما قد يعوق الانتعاش الاقتصادي العالمي.
وأضاف تقرير “بلاتس” “أثبتت اللقاحات أنها فعالة في منع الحالات الشديدة من وباء كورونا والتي تؤثر في النظام الصحي، ولوحظ الزيادات في حالات الإصابة بالوباء في المملكة المتحدة وأوروبا والولايات المتحدة وروسيا ومجموعة من الدول الآسيوية”، لافتا إلى أن تجدد الإصابات– على الرغم من عدم خطورتها- يعد مشكلة، ويمكن أن يخفف من وتيرة عودة النمو الاقتصادي إلى طبيعته إلا أنه لن يبعد التعافي الاقتصادي الواسع المتوقع عن مساره.
وأشار إلى تأكيد محللين دوليين حول وجود مزيد من استقرار السوق قد تحقق مع توصل مجموعة “أوبك+” إلى الاتفاق الجديد لمواصلة إلغاء تخفيضات الإنتاج هذا العام حتى نهاية 2022، إضافة إلى تسجيل إنتاج النفط الخام الأمريكي أعلى مستوى له في 14 شهرا عند 11.4 مليون برميل يوميا، بينما لا ينتظر نموا أكبر بكثير على المدى القريب.
وتوقع استنادا إلى آراء كبار المحللين” أن أسعار النفط الخام تتجه نحو الارتفاع، نظرا لأن الإنتاج الأمريكي يقترب بالفعل من الذروة مرجحا أن خطة “أوبك+” التدريجية لزيادة الإنتاج ستزيد من التفوق والنمو المستمر في الطلب العالمي.
وأشار إلى تجاهل أسواق الطاقة إلى حد كبير البيانات الاقتصادية الأمريكية المتباينة لمديري المشتريات في الولايات المتحدة لشهر تموز ، الذي أظهر نشاطا صناعيا أفضل من المتوقع، ولكنه أدى إلى تدهور نشاط الخدمات، مؤكدا أنه يعزى ضعف مؤشر مديري المشتريات الخدمي بشكل أساسي إلى أزمة نقص العمالة المستمرة، التي لم تظهر أي علامات فورية على التحسن، ولا سيما مع استمرار انتشار متغير “دلتا” من فيروس كورونا.
وسلط التقرير الضوء على إعلان شركة شلمبرجير- الشركة العالمية الرائدة في مجال خدمات حقول النفط- عن أسرع نمو في الإيرادات خلال أربعة أعوام، وذلك على الرغم من المخاوف من أن متغير “دلتا “ يتسبب في توقف الانتعاش الاقتصادي، موضحا أن زخم النمو يجب أن يستمر خلال بقية 2021 وما بعده مع استمرار الانتعاش من الوباء.
وقال إنه بينما قادت أمريكا الشمالية النمو في النصف الأول من العام، فإن بقية المنتجين حول العالم يأخذون زمام المبادرة في المستقبل، موضحا أن المنتجين الأمريكيين يواصلون ممارسة مزيد من القيود المالية في الوقت الحالي، ذاكرا أنه في أمريكا الشمالية تصب التوقعات في مصلحة أن يكون معدل النمو معتدلا لكن نشاط الحفر لا يزال مفاجئا في الاتجاه الصعودي بسبب إنفاق شركات التنقيب والإنتاج الخاصة مرجحا نمو العائدات في النصف الثاني من 2021، ما يمهد الطريق لخط أساس قوي في 2022 وما بعده.
ونقل التقرير عن شركة “بيكر هيوز” الدولية لتقييم أنشطة الحفر تأكيدها أن التنقيب عن النفط الصخري في الولايات المتحدة مهيأ للانخفاض لبقية العام، وهذا من شأنه أن يبقي توجه مجموعة “أوبك+” نحو زيادة الإنتاج بشكل مستمر تدريجيا مرجحا أن خام غرب تكساس الوسيط قد يستقر بين 70 دولارا و 75 دولارا على المدى القصير.
وأشار إلى ارتفاع مخزونات الخام الأمريكية بمقدار 2.1 مليون برميل الأسبوع الماضي بعد ثمانية أسابيع متتالية من التراجع، حيث انخفضت المخزونات بنحو 22 مليون برميل منذ أوائل يناير- وفقا لبيانات إدارة معلومات الطاقة الأمريكية- موضحا أنه مع انخفاض هوامش الربح في المنتجات المكررة لا يكون لدى شركات التكرير حافز كبير لخفض التدفقات.