وتر الطائفية

سها الشيخلي
يحلو للبعض من الجهلاء العزف على وتر الطائفية ، لانتاج لحن سمج اقل ما يقال بحقه انه نشاز ، الوطن يحتاج الان لحنا وطنيا يشحذ الهمم في نصرة الوطن والوقوف الى جانبه ، اما اثارة النعرات الطائفية فهو عمل مقيت تقف وراءه اجندات سياسية من داخل العراق وخارجه، فليكن شعبا واعيا لتلك الاهداف الهدامة التي تريد النيل من وطن تتعايش فيه قوميات واديان ومذاهب لتشكل باقة متنوعة من الزهور الجميلة هي اطياف وطننا العريق ، وعلى الجميع ان لا ينجر الى تلك الاهداف وليفوت الفرصة على كل من يريد السوء بالعراقيين وجرهم الى الاقتتال ، الوقت غير مناسب الان لمثل تلك الاحقاد التي عفا عليها الزمن ، الوطن الان به حاجة الى ان يكون شعبه بكل اطيافه يداً واحدة ضاربة وبقوة لكل دخيل على ارضه ومقدساته ، اما المهاترات والانجرار الى النزاع الطائفي تارة والقومي تارة اخرى فهو يضعف البلد كما يضعف الروح المعنوية التي كانت كما قيل السبب في تخاذل بعض من قيادات جيشنا وكانت السبب في فتح ثغرة لدخول داعش ومن لف لفها والمتربصة لايجاد موطأ قدم لها في وطن هو جنة الله على ارضه برغم كل شيء .
اعود الى الطائفية التي سادت قبل سنوات الا انها خمدت ، ولكن كل الخوف الان من عودتها مجددا بعد الاحداث الاخيرة لتحرق الاخضر واليابس ، على الفرقاء السياسيين ان يعوا ذلك وان ينتبهوا الى ان العزف على وتر الطائفية اذا ما ساد لا سمح الله فسوف يتمكن منا العدو المتربص على ارضنا ، على الحكماء من الساسة ان يسعوا الى الحد من الحس الطائفي الذي نراه الان حاضراً في بعض مفاهيم رجال السياسة ، وليعلم الجميع اننا جميعا شركاء في هذا الوطن مهما اختلفت مسمياتنا ، فالدين لله والوطن للجميع ، على الجميع ان يضعوا مصلحة الوطن اولا وان يدافعوا عن عراق الجميع ، فمن المحزن ان نجد قطعة عزيزة من ارض الوطن قد وقعت تحت الاحتلال ، وان نجد اهلنا في الموصل يقفون طوابير للسماح لهم بالدخول الى اقليم كردستان الذي هو عراقي الارض والشمس والهواء ، والا ما لجأ ت اليه كل هذه العائلات النازحة ، فهم يجدون في الاقليم اهلهم وناسهم بعيداً عن كل المسميات العرقية والقومية والطائفية ، ونتمنى ان تتكاتف كل الجهود لعودة السلام للعراق وطرد المحتلين .

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة