لنده.. قابلة مسيحية في الناصرية

بغداد ـ الصباح الجديد:
هي أشهر امراه مسيحيه عرفتها مدينه الناصرية الست لندن او الست لنده كما اعتاد أهالي المدينة ان ينادوها.
القابلة الست لنده هي امراه مسيحيه من أهالي بغداد اختارت مدينه الناصرية للسكن فيها بعد ان سمعت عن طيبه أهلها ونقاوتهم …تركت الست لنده بغداد وسكنت الناصرية بعد قصه حب فاشله قررت بعدها الرحيل كي تنسى الأمها وتنغمس في محاوله لمساعده الاخرين ممن يحتاجوا منها المساعدة في هذه المدينة التي اشتهرت بطيبه أهلها وعشقهم للدارمي.
اشتهرت الست لنده بجمالها وحبها للشعر وقد كانت تمارس عملها كقابله …أحب أهالي الناصرية هذه المرآه بشده كما احبتهم وبذلت كل ما تستطيع من جهود لخدمتهم… كانت امراه غنيه ورغم كونها مسيحيه قامت ببناء جامع كبير في الناصرية واهدته الى أهالي المدينة وقد سمي هذا الجامع باسمها (جامع الست لنده)…ويعتبر اشهر جامع في مدينه الناصرية يصلي فيه الناس بكثره تخليدا وترحما على روح هذه المرآه الخيرة …والى هذا اليوم مازال جامع الست لنده يحمل اسمها ويحمل حب أهالي المدينة لهذه السيدة الطيبة المتميزة التي زرعت الحب والتراحم فيما بينها وبين سكان المدينة البسطاء اللذين بادلوها الحب والاعتزاز ومازالوا يذكروها ويتناقلون  ذكراها الى أبنائهم جيل بعد جيل حتى الأجيال الحديثة التي لم تعاصرها مازالت تذكرها وتعتز بها من خلال ما يسمعون عنها من أجدادهم.. قصه “الست لنده” تعبر عن الحب والنقاء والتعايش السلمي بين العراقيين منذ ذلك الوقت بين مختلف الاتجاهات والأديان والطوائف.
ولم تكن هنالك أي أصوات تعلوا لتنمي الكراهية والتطرف والاحقاد الغير مبرره ولم تكن هنالك من أصوات تنكر على الاخرين دينهم وخياراتهم واتجاهاتهم الفكرية او المذهبية  .
عاشت الست لنده في الناصرية في الستينيات وهذه صوره لها في أيام الشيخوخة  فهل تستحق منا الا ان تذكر ويستمر ذكرها واحترامها وتداول قصتها وسردها على مسامع اجيالنا.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة