خوف الاطفال مهم لحياتهم

احلام يوسف

مع اننا نحاول دائما ان نبعد شعور الخوف عن الاطفال، علينا بالمقابل ان نحثهم على الحذر من بعض الاشياء والمواقف كي نجنبهم الخطر.

ومن ضمن الامور التي يجب ان يخافها الاطفال ويحذر منها عبور الشارع، التقرب من بعض الحيوانات غير الاليفة، العبث بالكهرباء، او النار.

يقول الطبيب النفسي عبد الخالق طاهر: ان كنا نريد التعامل مع عامل الخوف لدى الاطفال فيجب علينا اولا ان نعرف سبب الخوف ومصدره، هل يتملكه هذا الشعور طوال الوقت؟ هل يشعر بالخوف من بعض الاشياء مع وجود الاهل بقربه؟ فان كان خوفه مبالغ به علينا ان نبحث بتاريخ العائلة، فربما يكون العامل الوراثي له تأثير بحالته. هناك نقطة يجب التنبه لها تتعلق بعلاقة الاب والام، فان كانا دائما الشجار والصراخ بوجه بعضهما فهذا يؤثر عليه بنحو مباشر خاصة ان كان بعمر صغير لا يفقه ما يتحدثون به، فيكتفي بالنظر الى حالة الغضب والصراخ بوجه بعضهما، لذلك نؤكد دائما ان على الاهل ابعاد الاطفال عن خلافاتهما، وان حدث امر جلل يستدعي الغضب فيمكن حينها ان يطلبا من اولادهما الانتقال الى غرفة اخرى او ينتقلا هما الى غرفة بعيدة عن اطفالهما، وهنا اود التركيز على ان الاطفال في مثل هذه المواقف حتى بعمر السنتين او اقل نجدهم يبكون او يصرخون تعبيرا منهم عن حالة الخوف.

وتابع: الطفل بعد الستة اشهر الاولى من عمره يبدأ بالتعلق بوالديه بنحو كبير، حتى الخوف من الظلمة سببه عدم قدرته على رؤيتهما فيشعر ان العالم اصبح خطيرا، فهم محور حياته، فعليهما تحمل المسؤولية كاملة، بان يؤمنوا له حياة امنة لا يشوبها التوتر في الاقل امام ناظريه يجب ان ينقلا له صورة مثالية عن حياتهما.

واضاف: يشعر الاطفال بالخوف من الغرباء في سن الخمسة اشهر الى عمر السنتين، باستثناء بعضهم، وغالبا يولد هؤلاء في اسرة صغيرة، ولا يلتقون بأشخاص غير اهلهم او اجدادهم.

كيف يمكن ان نساعد الاطفال بالتخلص من عامل الخوف؟

  • “بداية عندما نشعر بخوفه من شخص غريب بالنسبة له، لا نجبره على تقبله والارتماء بحضنه وكأننا نطالبه بمعاملته كما نعامله نحن، بل يجب ان نمنحه وقتا لتقبل وجوده، واكتشاف انه شخص لطيف ويشبه والديه، وهذا امر طبيعي الى ان يتأقلم الطفل بوجود عالم غير عالمه الصغير المتمثل بالأسرة.

وتابع: يحاول الطفل الاحتفاظ بروتينه اليومي بكل تفاصيله ليشعر بالأمان، مثلا يشرب من القدح نفسه، تقبيل والديه له قبل النوم، علينا المحافظة على روتينه هذا وتغييره بصورة تدريجية الى ان يستوعب ان العالم حوله اكبر من تصوره وان هناك تفاصيل جميلة يجب اكتشافها وتقبلها. حتى الخوف من المدرسة اساسه انه عالم جديد غير ما اعتاد عليه، لذلك فلا بأس من حضور الاهل معه في الايام الاولى، الى ان يتشجع على مصاحبة الاطفال في مثل سنه.

وختم حديثه: احد اهم العوامل التي تساعد بتخلص الطفل من الخوف، مصارحتهم وعدم المبالغة بشرح أي حالة، والاجابة على اسئلتهم بشأن الموت او المرض او الوحوش التي يتخيلها، الممرض الذي عادة يصيب الاطفال بالهلع، يمكن ان نخبره انه يساعده على التخلص من الالم، ورسم صورة جميلة له، وعلينا تجنب السخرية غير المتعمدة من خوفهم من بعض الاشياء، كأن نضحك وقت اخبارهم لنا انهم يخافون من الشخص الفلاني، او من الحالة الفلانية، يجب ان نتعامل بذكاء وادراك كي نساعدهم على التخلص من الخوف ايضا تدريبهم على مواجهة خوفهم، فمن يخاف من حيوان اليف نقربه له تدريجيا ومن دون ان يشعر يجد نفسه قبالته ويكتشف انه كائن لطيف.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة