قناة تفاوضية بين الاتحاد الوطني ودولة القانون بشأن الحكومة المقبلة

السليمانية – وكالات:

الاتحاد الوطني سيستثمر هذا الموقف لتحقيق التوازن داخل الاقليم واعادة ترتيب اوراق الحكومة الكردستانية

قال مصدر مطلع ان الاتحاد الوطني الكردستاني بزعامة رئيس الجمهورية جلال طالباني بدأ بفتح مباحثات جدية مع ائتلاف دولة القانون من اجل وضع الخطوط العريضة لعلاقة بين الاثنين بمعزل عن القوى الكردستانية الاخرى.

ويشير المصدر الى ان الخطوات الاولى لهذا الحوار كان قد جرت حتى قبيل الانتخابات وعند وجود احد قيادي حزب الدعوة في زيارة للسليمانية .

وقال المصدر ان الاتحاد الوطني الكردستاني في مباحثاته مع الحزب الديمقراطي الكردستاني لتشكيل حكومة الاقليم كان يدعو دائما الى انتظار نتائج الانتخابات العراقية العامة ليستطيع تحديد موقفه داخل الاقليم ولكن اصرار حزب بارزاني على سرعة تشكيل الحكومة واعلانه تسمية رئيس برلمان الاقليم ونائبه جعلت الاتحاد يقطع المباحثات ويهدد باتخاذ موقف المعارض، مجددا مطالبته بالحصول على منصب وزارة الداخلية او البيشمركة بالاضافة الى مناصب نائب رئيس وزراء ونائب رئيس الإقليم في تشكيلة حكومة كردستان الثامنة فضلا عن استحقاقه الانتخابي. ويقول المصدر ان الاتحاد الوطني سيستثمر ملف المفاوضات ، منفردا، مع دولة القانون باتجاهين الاول في تحقيق اكبر سقف ممكن من الامتيازات في اي ائتلاف حكومي في بغداد والثاني للضغط على القوى الكردستانية في الاقليم من اجل اعادة توزيع المناصب الوزارية والمفاوضة ايضا في الحصول على منصب رئيس جمهورية العراق المخصص ، عرفا، للمكون الكردي.

يذكر ان القوى الكردستانية وللمرة الاولى منذ 2005 ، خاضت الانتخابات الاخيرة كل على انفراد بعد ان كانت القوتان الرئيسيتان الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني يشكلان جبهة موحدة، وكانا يتركان خلافاتهما الداخلية جانبا ً في الانتخابات الماضية ليكوّنوا جبهة موحدة في العلاقات العربية – الكردية في العراق.

وفي هذه الانتخابات اراد الاتحاد الوطني الكردستاني الذي حل ثالثا في انتخابات برلمان الاقليم ان يستغل الانتخابات البرلمانية الوطنية لاستعادة جزءا من هيبته خصوصا امام منافسه الجغرافي حركة التغيير الذي حل ثانيا وكذلك امامه منافسه الحزب الديمقراطي الذي يسعى بدوره الى ترسيخ الهيمنة التي تحققت له خلال الانتخابات الكردستانية .

وحاول الحزبان ، الديمقراطي والاتحاد الوطني تشكيل قوائم مشتركة على الاقل في كل من كركوك و نينوى، ونجحا لاول وهلة في تشكيل تحالف كردي موحد في كركوك أطلقوا عليه اسم قائمة كركوك كردستانية يترأسها نجم الديم كريم محافظ كركوك من الاتحاد الوطني الكردستاني ، لكنه ما لبث أن انهار التحالف في نهاية المطاف بعد ان أعلن الحزب الديمقراطي انسحابه معربا عن عدم رضاه من أن يكون التحالف بقيادة كريم.

والمنافسة في كركوك هي فرصة الاتحاد الوطني للحصول على موضع قدم في التوازن السياسي الكردي العراقي الداخلي بعد الأداء الضعيف في الانتخابات البرلمانية الكردستانية .

وفي نينوى، بقيت القوى الكردستانية غير موحدة نتيجة لقرار الاتحاد الوطني المنافسة مستقلا منتقداً تهميشه بعد انتخابات المجالس المحلية بعد ان خطط الحزب الديمقراطي وعمل مع قائمة متحدون على تشكيل حكومة نينوى على حساب الاتحاد الوطني. ويعاني الاتحاد الوطني من غياب زعيمه رئيس الجمهورية جلال طالباني الذي يتلّقى العلاج في ألمانيا منذ كانون الأول 2012ما جعل الحزب الديمقراطي في موقف أفضل داخل الاقليم.

وبسبب غياب طالباني فان الاتحاد الوطني يريد التحرك سريعا في بغداد لتعويض هذا الغياب والمكانة التي كان يحظى بها الرئيس ومن خلال يستطيع تحقيق ما يصبو اليه الاتحاد الوطني على مستوى خارج الاقليم خلال المفاوضات مع القيادات السياسية في بغداد وخصوصا الشيعية.

وهنالك تحدي آخر يواجهه الاتحاد الوطني وهو المكاسب التي تستمر حركة كوران في تحقيقها على الساحة العراقية والكردية .

ويقول المصدر ان الخلافات بين القوى الكردستانية الرئيسة ستظهر للعلن حالما تظهر النتائج وتبدأ المفاوضات الرسمية اذا ستواجه هذه الأحزاب ، وخصوصا الحزب الديمقراطي والاتحاد الوطني وكوران ، تساؤلات حول كيفية تمثيل المواقف التفاوضية وبالذات في قضية ايجاد بديل كردي للرئيس طالباني لا يمكنه الحصول على مقعد الرئاسة مرة اخرى نتيجة لانتهاء ولايته الدستورية .

وسيزداد الشق اتساعا في حال تنازل الاكراد عن منصب الرئيس وارادوا تعويضه بمناصب اخرى غير رئاسية.

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة