أبطال الحب

لا يمكننا ان نحجم الحب بيوم واحد وشخص واحد فنحن محاطون بالمحبين اينما حللنا وارتحلنا في هذه الحياة، والذين يستحقون منا كل لحظة عيداً للحب، فالأم والاب والاخ والاخت وكل من يمتون لنا بصلة اجتماعية او انسانية تعلو فوقها كل المسميات، فضلاً عن اناس غيبتهم الاقدار من دون ان يعرفوا حجم المحبة لهم في اعماقنا، فمن حقهم علينا ان نذكرهم في كل ساعة ويوم وهم ابعد عنا.
وهناك ابطال دفعوا ارواحهم ثمناً لعشقٍ مجنون لا يقارن بأي عشق سمعنا به او قرأناه على مر العصور هو عشق الوطن هؤلاء اول من يتصدر قائمة « الحب وعيده»، وهم من يستحقون ان يحتفى بهم وبحبهم لذرات تراب ارضهم التي ابوا ان تدنس من قبل أي معتد غريب.
وهناك عشق يبدأ قبل ان تبدأ الانفاس وتتكون العلقة فالامشاج عشق وحب الام لولدها الذي توسمت به كل الحب وجعلته فارسها المغوار اؤتمنت ان تكون ابنتها اميرتها المدللة التي لا تقهر، فلها كل الحب والقدسية تلك الام التي جمعت شتات روحها لتبني بيتاً واسرة ووطنًا مصغرًا لأطفالها وتزرع بداخلهم حباً لا ينضب للوطن الاكبر.
للحب الف عنوان وملايين المريدين لا يمكن جمعهم او تحجيمهم في ليلة وضحاها ، فالنظرة الاولى بين المحبين عيد ولحظة الولادة عيد ونجاح الابناء عيد وزف الحبيبة لحبيبها عيد ، والعيش في وطنٍ ينعم بالسلام والامان هو العيد الاكبر وهو الذي يستحق ان نحتفل به وله ، وعسى ان يكون هذا عيدنا القادم في القريب العاجل لينعم ابناء ارض الرافدين بعيد حقيقي وواقعي ، لا يعتمد على اساطير الاولين ، بل عيد باذلي دماهم في سبيل تحقيقه، ليضاف الى سجل تاريخ العراق ان فيه ابطالا حفروا الصخر وحاربوا وحوش الارض التي دقت طبول الخراب والدم لتدمير وطن هؤلاء الابطال ، الا انهم وقفوا وقفة رجلٍ واحد ليرسخوا اساس العدل ويزيحوا غيوم الظلام والظلاميين في حرب ضروس ، نالوا النصر المؤزر فيها ليدقوا اساس الحب ويرفعوا اغصان الزيتون ويعلنوا عيداً للحب بدلا من مواسم الحرب والموت .
زينب الحسني

مقالات ذات صلة

التعليقات مغلقة